القائمة الرئيسية

الصفحات


طريقة الكشف عن عمق المياه الجوفية


إن طرق الكشف عن المياه الجوفية تختلف من شخص لآخر ومن موطن لآخر لاكن يبقى العلم سيد الموقف ، كما أن هناك مجموعة من المفاهيم العلمية والتي يجب فهمها مبدئيا كي تتمكنوا من قياس العمق بدقة ، وتتجلى هذه المفاهيم خاصة في علاقة المجال المغناطيسي بالهالة والعمق وأيضا نقطة الصفر.


قياس عمق المياه الجوفية بدقة
قياس عمق المياه الجوفية بدقة

ما علاقة المجال المغناطيسي بالعمق


v   الأساس العلمي بين المجال والعمق
طبعا هناك علاقة جد وطيدة بين المجال الصادر من المياه الجوفية والعمق ، فكلما كان العمق أكبر كلما كان المجال أيضا أكبر ، فلو تلاحظون في ظاهرة الزوابع والأعاصير نلاحظ أن قاعدة الزوبعة المحاذية للأرض تكون صغيرة لاكنها كلما ارتفعت كلما كبرت فوهة الزوبعة وكبر قطرها إلى أن تصل إلى عنان السماء وهذه الظاهرة مشابهة تماما لمجرى الماء والعمق الخاص به ، أي أن المجال المغناطيسي يخترق طبقات الأرض صعودا للأعلى ما يؤدي إلى اتساع المجال عند بلوغ سطح الأرض وعذا ما يسمى بالهالة
v   العلاقة بين نقطة الصفر والهالة
 هناك علاقة جد كبيرة بين نقطة الصفر والهالة فلقياس العمق يستوفي أن نحدد شعاع الهالة باعتباره العمق بين سطح الأرض والمياه الجوفية ، لاكن لكي أقوم بظبط آخر نقطة للهالة ، أو آخر الإصدارات الموجية للمجال المراد يعتبر أمر جد صعب لماذا ؟ لأن المجالات المغناطيسية تتعرض لعاملان أساسيان هما تشتت الموجة بفعل المجالات المحيطة الأخرى من مخلفات العناصر الطبيعية  وأيضا انكسار الموجة الصادرة من الهدف ، ما يجعل عملية ظبط العمق معقدة نوعا ما .
v   علاقة موقع الباحث بالعمق
علاقة موقع الباحث جد مهمة في الكشف عن العمق ، فكلما كان البحث جد دقيق وبلغ الباحث نقطة الصفر نكون قد لخصنا ما قدره ١٠٠/٥٠ من مجمل العملية برمتها ، فموقع الباحث إذا بلغ نقطة الصفر يكون بذالك قد أنشأ موجة ديناميكية خاصة بموقعه والتي تعتبر وحدة لقياس العمق في حد ذاتها ، لأنه من الظروري الإستعانة بوحدة لقياس العمق ، لاكن المجال الخاص بالباحث يصعب ظبط شعاعه في نفس الوقت لماذا ؟ لأن الباحث كلما تحرك يتحرك هذا المجال معه ، إذن ما العمل في هذه الحالة ؟
v   الإستناد لوحدة طول القدم
في هذه الحالة تستند لطول القدم باعتبارها الوحدة المجردة والمادية الموجودة في حوزتنا والتي تمثل أيضا مركز المجال الديناميكي الخاص بنقطة الصفر للباحث ، وتوظيفها سهل جدا.

قياس العمق للمياه الجوفية وأي مجال آخر نود البحث عنه

v   طريقة القياس
في هذه المرحلة نأخذ سيخ من النحاس بمقبض مجوف ونرفعه للسماء وبعد ذالك نقوم بحساب عدد الدورات فمثلا بدأ السيخ بالدوران لليمين ودار ٢١١ دورة ، ومن شدة سرعة الدوران توقف ودار ١١ دورة لليسار في هذه الحالة يكون السيخ في حالة تصحيح للعمق الدقيق ، لأن سرعة الدوران لليمين ستعطينا بعض الدورات الإضافية ، وفي هذه الحالة سيرجع بالدوران لليسار ليقوم بإنقاص تلك الدورات الإضافية وهي ١١ دورة إذن ٢١١_١١ تعطينا ٢٠٠ دورة ، إذن طول القدم لدينا باعتبارها وحدة القياس  نعتبرها على سبيل المثال ٢٠ سنتي بعد ذالك نقوم بضربها في ٢٠٠ تعطينا ٤٠٠٠ سنتيمتر ما يعادل ٤٠ متر وهذا هو عمق المياه انطلاقا من نقطة الصفر.
v   ما علاقة المجال المغناطيسي للباحث مقارنة بهالة المياه الجوفية
هناك علاقة جد هامة ومهمة للغاية فعدد الدورات للسيخ لو قمنا بضربها في المجال الديناميكي الخاص بالباحث سيعطينا حجم المجال المغناطيسي الخاص بالمياه الجوفية وإلى أين تمتد الهالة ، فمثلا شعاع المجال الخاص بالباحث يصل ل ١٠٠ سنتيمتر أي متر واحد لاكن نستعمل الوحدة التي بدأنا بها لأول مرة كي لا تختلط علينا الأمور ، نقوم بضربها في عدد الدورات أي ٢٠٠×١٠٠ تعطينا ٢٠٠٠٠ سنتيمتر أي ٢٠٠ متر وهذا هو شعاع الهالة الخاص بالمياه الجوفية أي بقطر يصل ٤٠٠ متر تقريبا.
وبهذه الطريقة نتمكن من معرفة كافة المعطيات الخاصة بأي هدف مهما كان صعب والمساحة التي قمنا بحسابها في هذا الدرس إذا تخطينا حدودها باستعمال عود الزيتون أو أسياخ النحاس نحصل على مؤشر يدل على اقتربنا لنقطة الصفر .

هل يمكننا الإستعانة بوحدة أخرى لقياس العمق

طبعا توجد طرق متعددة ومختلفة للزيادة في وحدة القياس ، فلا يمكن للباحث أن يرفع السيخ للسماء كي يقيس هدف على عمقه ٢٠٠ متر مثلا استنادا لطول القدم لاكنه يمكنه صنع مجال أكبر وذالك بوضع مشط القدم الأولى ملتصق بكعب القدم الثانية أو العكس ليشغل أكبر مجال مغناطيسي يصل لضعف المسافة الأولى أو أن يحط ركبته مثلا على الأرض ويلصق بها كعب القدم الثانية وبذالك يمكنه حساب العمق بالمتر وهكذا .

           
author-img
أبو محمد ابن يمين باحث متواضع في مجال التعدين و الآثار و حاصل على شهادة البكالوريا سنة 2006 بمدينة فاس ثانوية سيدي ابراهيم شعبة العلوم التجريبية ، جاب خلال حياته مجموعة من المجالات منها الفني والثقافي والحضاري إلى أن حط الرحال في مجال البحث عن الثراء من خلال ميدان التنقيب عن المعادن والأحجار الكريمة إضافة إلى مجال الأسياخ النحاسية التي بدأ يدرس أسسها بطرق فيزيائية علمية منذ 3 سنوات أي في سنة 2017 تحديدا حيث نال مرتبة متوسطة و متواضعة إلى حد ما فيما يخص الكشف عن الفراغات والدفائن والمياه الجوفية ، وفي الفترة الأخيرة من سنة 2019 بدأ يهتم بمجال الإشارات وفك رموزها انطلاقا من الحظارات القديمة والعادات القبلية التي جاءت مصاحبة لكل حظارة كما يتمنى أن يرقى بمستواه الفكري ومستوى كل قارئ وزائر لهذه المدونة المتواضعة وبفضل الله وفضلكم سنحقق المستحيل إنشاء الله

تعليقات