القائمة الرئيسية

الصفحات

 

تحليل إشارة القدم

بسم الله الرحمان الرحيم

تحليل الإشارات
تحليل إشارت الدعسة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أهلا بجميع المتابعين في هذا الموضوع المتميز بامتياز ، والذي سنلخص لكم من خلاله بعض المفاهيم والمعطيات التي يجب عليكم أخذها بعين الإعتبار لفك وفهم تفاصيل أية إشارة ناهيك عن إشارة القدم والتي هي صلب موضوع هذا الطرح ، طبعا منطق حل الإشارة ميدانيا يستند لجملة من المعطيات المرئية والتي ترفع لنا كم هائل من الإحتمالات الميطافيزيقية بغية اختراق ذكاء واضع هذه الإشارة ، فأول شيء سنركز عليه كمبدأ ومنطلق جيد لفك المبهم وهو نوع الإشارة وشكل الصخرة الحاضنة وتبعيات الإشارة من جرون وبصمات وسيالات ومجسمات وزاوية انحراف الصخرة الحاظنة والقص الصخري وغيرها الكثير والكثير ، لأن واضع الإشارة مبدئيا يتمتع بذكاء بالغ وسيرافق الإشارة بأساليب تمويه ماكرة لا تخطر على بال الباحث ، لذالك يجب تمحيص الإشارة جيدا وتمحيص المنطقة الجغرافية والتدقيق في كل صغيرة وكبيرة وخصوصا الفاصل بين ما هو طبيعي وما هو بشري حتى ولو كانت الإشارة حقيقية ، فإن الصخور الطبيعية تتمتع بنتوئات وتصدعات طبيعية قد يستغلها صاحب الإشارة لصالحه ويبني عليها أبعاد جغرافية تجعلك تتخبط في عوالم من الإحتمالات التي لا حصر لها ويضيع عليك كنز كان من المفترض أن تكون أنت السباق لنيله ، لأن الطبيعة استغلها الرومان قبلنا لصالحم فأولوها لأبعاد نظرية وهندسية لن تخطر على بال أحد مهما بلغ من العلم عتيا ، ما يهمنا في طرح اليوم هو إشارة القدم وتفاصيل فك الإشارة بكل دقة .

_إشارة القدم

تتعدد إشارات القدم أو الدعسة باختلاف شكلها الهندسي وما تحتويه من ألغاز داخلية لا تخرج عن سياق محيطها الخارجي ، فمنها ما هو مقلم الأصابع ومنها ما هو بأصابع مكتملة ومنها الحفر والنفر وما يحمل جرن أو بصمة داخلية ومنها ما هو مائل بزاوية ميلان بدرجة محددة ، ومنها ما يحوي باطن القدم ومنها ما يكون منتظم بدقة متناهية مثل دعسة قدم على الوحل ، بحيث أن كل هذه الإختلافات في الهندسة إلا أنها لا تفسد الحل والنظرة الثاقبة بعين خبير محنك .

إشارة القدم لها تاريخ قديم وعريق جدا تلى مجموعة من الحظارات أهمها الرومانية واليونانية والبيزنطية والوثنية وغيرها الكثير أيضا ، حيث استخدمت كأداة للقياس بالإضافة إلى وحدة الذراع والباع والوار والفتر والإصبع والشبر ، حيث أن هذه الأدوات كانت تختلف من حيث القياس بفوارق بسيطة جدا تلت كل حقبة وكل حظارة ، و القياس المتفق عليه عالميا هو 0,328 متر أي بمعدل كل متر يساوي 3,28 قدم ، ما يعني أن القدم كمفهوم منطقي وعقلاني ومؤشر أولي في تحليل الإشارة ، هو وضع وحدة القياس بعين الإعتبار كونها لم توضع عبثا من قبل القدماء عوض إشارة أخرى لكي لا يختلف المعنى ، والقياس هنا لا يعني تحويل كل سنتيمتر لمتر لأن هذا يعتبر تناقض كبير كون الرومان لم يكونوا على علم بهذه الوحدات مطلقا .

المسئلة الثانية وهو أن للقدم دليل منطقي على الوجهة والإتجاه وتقفي الأثر ما لم يكون هناك تمويه وتشتيت لأفكار المتقفي ما يحول بينه وبين آثار القدماء ، ما يعني أن إشارة القدم تعني توجيه باتجاه معين ووجهة تحاكي زاوية مشط القدم  ، وهذه أيضا تعتبر من بين أول الأولويات التي يجب عليكم فهمها قبل الدخول في تفاصيل أخرى .

_الأساسيات الأولية قبل البدئ في التحليل :

عند العثور على إشارة القدم أول شيء نراعيه هو الإتجاه والقياس كحل ثانوي وبديل ، ثم شكل الصخرة الحاظنة لأنه أحيانا تكون هذه الصخرة تحاكي جغرافية المنطقة أوشكل المعلمة التي نحن بصدد البحث عنها أو شكل مجسم باتجاه مسار القدم والتي تكون في حد ذاتها من تبعيات الإشارة وتوجيه مباشر لنقطة ثانية ذات دلالة رمزية أو تثبيتية ، ثم دراسة انحراف زاوية تلك الصخرة وما إذا كان هذا الإنحراف متصل بسيال توجيهي يفضي بنا إلى إلغاء مشط القدم وتوجيهها ، ثم الإنتباه لما إذا كانت الصخرة تحمل أي قص صخري وتبطل كل الإشارات المرافقة للقدم والتي تكون عبارة عن تمويهات تشتت أفكار الباحث وتكون تثبيتية في الحقيقة ، وكل هذه التفاصيل تدرس بعد تنظيف الصخرة الحاظنة ، وبعد الإنتهاء من الصخرة دراسة جغرافية المكان في حدود الإشارة وزاوية النظر لأن الفاصل بين الإشارة والهدف لا يتعدى بضع عشرات من الأمتار كأقصى تقدير، بينما يكون التثبيت في محيط الإشارة يحمل علامات تثبيتية كمربط الفرس أو بصمة أو صخرة بها قص صخري أو رجم من الحجارة ، وبحسب ما رأيته ميدانيا أن إشارة القدم لها علاقة وطيدة بالمقابر الرومانية أو مدافن شخصيات مهمة كالفرسان أو الملوك والكهنة ، ففي حالة ما إذا كانت ترمز لمقبرة فغالبا ما يكون اتجاه مشط القدم يفضي بنا لمقبرة لا علاقة لها بالكنوز وتدخل الإشارة ضمن إطار عقائدي ، فلا يجوز لأية إشارة أن تكون ثمينة قد تكون توجيهية فقط ، أما إذا كانت لملوك وكهنة وفرسان فغالبا ما يكون الهدف شبه ظاهر ومثير للجدل ، لا يتطلب منك الأمر سوى البحث عن الإختلاف الغير طبيعي استنادا لمرافقات الإشارة الأصلية من سيالات أو جرون أو بصمات .

_البدئ في التحليل

وفي هذه الفقرة سنكتفي بطرح مثال توضيحي نعبر لكم فيه عن كيفية تحليل إشارة قدم ووضع احتمال يحاكي الحقيقة نظريا ، فمثلا لدينا إشارة قدم يمنى بدون أصابع متجهة نحو الشمال ومتمركزة على صخرة مسطحة تحاكي تماما شكل جرف صخري ممتد لمسافة تقدر ب50 متر ، كما يتموقع هذا الجرف أيضا شمال الإشارة بمعنى في اتجاه الإشارة مباشرة ، وتوجد بصمة على الزاوية اليسرى للقدم وتبعد عنها ب10 سنتمتر فقط ، والصخرة الحاظنة لا يوجد بها أي قص صخري ولا تتمتع بأي انحراف تماما ، بالإضافة إلى وجود مجسم يبعد عن الصخرة باتجاه الغرب على شكل حرف L  مقلوبة ، نفهم من هنا أن الصخرة تدلنا على وجود شيء بالجرف الصخري الممتد قبالتها ، وبما أن الصخرة يوجد بها بصمة فلربما تكون تثبيت ، لاكن الصخرة لا يوجد بها أي قص صخري ولا أي سيال يثبت وجود الدفين تحتها ، ما يعني على أن البصمة توجيهية باتجاه مجسم الحرف L وهذا الحرف يرغمك على التقدم غربا لعدم ثبوت وجود تثبيت به كمربط الفرس أو سيال أو جرن جانبي ، وعند النظر غربا باتجاه توجيه المجسم يوجد مجسم ضفضعة قبالته مباشرة وتنظر باتجاه الجرف  بزاوية الشمال أيضا ولا تبعد عن الجرف إلا بعشرة أمتار فقط ، ما يدل على أن الضفضعة نفسها توجهك للجرف مرة أخرى وتماما نحو مكان الكنز أو مكان الدفن ، حيث يوجد جرن جانبي متصل بسال ممتد لأسفل مباشرة عند قاعدة الجرف ، هنا نكون قد حللنا لغز الإشارة وبدون أية تعقيدات ، ومثل هذه الإشارات قد نصادفها لذالك يجب التريث والعمل بذكاء ورفع احتماليات عقلانية ومنطقية .

أعزائي الكرام للحديث بقية ولا زلنا إنشاء الله سنتقدم بخطوات ثابتة نحو فهم سليم ودقيق إنشاء الله ، كما نود منكم أيضا طرح تجاربكم الخاصة عن هذه الإشارة تحديدا ، ومدى فهمكم لها كي نرتقي  لأفضل،  وإلى لقاء آخر بحول الله .

author-img
أبو محمد ابن يمين باحث متواضع في مجال التعدين و الآثار و حاصل على شهادة البكالوريا سنة 2006 بمدينة فاس ثانوية سيدي ابراهيم شعبة العلوم التجريبية ، جاب خلال حياته مجموعة من المجالات منها الفني والثقافي والحضاري إلى أن حط الرحال في مجال البحث عن الثراء من خلال ميدان التنقيب عن المعادن والأحجار الكريمة إضافة إلى مجال الأسياخ النحاسية التي بدأ يدرس أسسها بطرق فيزيائية علمية منذ 3 سنوات أي في سنة 2017 تحديدا حيث نال مرتبة متوسطة و متواضعة إلى حد ما فيما يخص الكشف عن الفراغات والدفائن والمياه الجوفية ، وفي الفترة الأخيرة من سنة 2019 بدأ يهتم بمجال الإشارات وفك رموزها انطلاقا من الحظارات القديمة والعادات القبلية التي جاءت مصاحبة لكل حظارة كما يتمنى أن يرقى بمستواه الفكري ومستوى كل قارئ وزائر لهذه المدونة المتواضعة وبفضل الله وفضلكم سنحقق المستحيل إنشاء الله

تعليقات