القائمة الرئيسية

الصفحات

اشارة الافعى التكنيزية انواعها و تحليلها

 

                   تحليل إشارة الأفعى 

بسم الله الرحمان الرحيم

تحليل إشارة الأفعى
اشارة الافعى التكنيزية انواعها و تحليلها


إن إشارة الثعبان أو الحية كباقي الإشارات الأسطورية التي رافقتها معاني وأساطير قديمة ضاربة في عمق التاريخ ، إذ سايرت عدد لا يحصى من الطقوس والمعتقدات البدائية الخالية من أوجه المنطق ، لكونها لا تتجاوز حدود الموروت الثقافي الفولكلوري ، وأخذت مفاهيم متناقضة في كل حظارة وكل حقبة زمنية ، نظرا لاختلاف المعتقد والذي صاحب بعض المواقف السلبية أو الإيجابية ربما وخلف طفرة متغيرة مع مرور الوقت ، بحيث جسدت الحية رمزيات مختلفة ومتناقضة في ذات الوقت وتوارثت لتشمل معتقد معاصر آخر لا يختلف عن سابقه من حيث المضمون ، ووجودها على شكل منحوتات صخرية لا يدل بالدرجة الأولى وجود كنز أو ما شابه ، بقدر ما قد يصاحب التغيرات الطبيعة أو الإمتداد الجغرافي المتعرج أو رغبة من رغبات الإنسان القديم في التميز أو حتى إشارة للإرشاد ، بمعنى أن وجود إشارة يدل بالدرجة الأولى على وجود حدث ذو أبعاد فهم متغيرة ، لكي لا ينام الباحث على أحلام اليقضة ويصحو على حقيقة غير متوقعة ، والرمزية التاريخية أوالمعتقد المصاحب للفترة هو الذي يضفي ذالك الطابع الميطافيزيقي على المعنى النسبي للإشارة ، كون أن كلمة مطلق لا تتحقق إلا في البعد الحقيقي للحياة ، لذالك فإن رمزية الأفعى تأرجحت في المعتقدات القديمة بين معاني الخير والشر ومعاني التقديس والتحريم ، ومن بين أهم هذه المعتقدات والتي سنحاول أن نجزأ بعضها لتقريبكم من بعض الزوايا الغامضة حول إشارة الحية أو الثعبان ، وهي رمزية الخير والشر وخطر الموت والخصوبة والبدئ والبعث والنهضة والتحول الطبيعي والخلود والشفاء والطب وحراس المعابد والحبل السري الذي يجمع مجمل البشر إلى الأرض الأم وكرمز للقوة  والتجديد ، كل هذه الرمزيات امتلكتها طوائف مختلفة من البشر ورافقت ديانات متفرقة حول جميع أنحاء الأرض ، إذن من أين سنبدأ بتحليل هذه الإشارة استنادا لكل هذه المعتقدات ، مع العلم أن الودائع الصغيرة من الكنوز للطبقات المجتمعية المتوسطة قد توضف هذه الإشارة لاكن ستخالف النهج العقائدي المصاحب لها ، لكي لا تكون غنيمة سهلة للإنسان المعاصر ، وغالبا ما كان الإنسان القديم يأخذ جزء بسيط ربما من المعتقد ويخالف الجزء الأكبر منه جملة وتفصيلا لأن الأمر يتعلق بالمال والثروة .

وكي لا نطيل عليكم في الحديث سننتقل لبعض المعتقدات القديمة حول رمزية الأفعى :ففي المعتقد اليهودي المسيحي كانت الأفعى ترمز للشيطان والشر باعتبارها المتورط الوحيد الذي أغوا أمنا حواء  وأقنعها على الأكل من الشجرة المحرمة والتي كانت سبب في خروجها من جنة الخلد ، كما جاء في بعض النصوص اليهودية أن الله أرسل الحية كابتلاء على بني إسرائيل فقتلت منهم الكثير ، ثم جاء سيدنا موسى عليه السلام وصلى لأجلهم بعدما صنع حية من نحاس أشبه بحية الحياة في الطقوس السومارية وهي التي رفعت البلاء عنهم ، وهنا يجدر الإشارة إلى المعتقد الإسلامي الذي يماثل نظيره اليهودي المسيحي من حيث المضمون ، إلا أن الإختلاف تلاته بعض التغيرات الطفيفة ، بحيث أعتقد بعض المسلمين أن الأفعى هي من أدخلت إبليس اللعين إلى الجنة بعدما رفض أن يسجد لآدم وأخرج منها  ، ليعود بذالك متخفيا تحت لسانها كي يوسوس لآدم وحواء ، ويحكى أيضا بأنه هو من جعل السم في أسنانها .

وأما المصريون القدامى فقد آمنو بالحية أبوفيس والتي كانت تمثل أنذاك عدوا لدودا لكثير من الآلهات كحورس ورع إله الشمس وأوزوريس ، بحيث اعتقد

المصريون أن أبوفيس هي التي تحجب نور الشمس عنهم ، فكانو يصنعون تماثيل لحية من مادة الشمع ويكتبون عليها اسم أبوفيس ويلقوا بها لتذوب في النار مع تلاوة بعض التعاويذ كي يتخلصوا من شر أبوفيس وتضل الشمس مشرقة على مصر دائما ، كما آمن البعض منهم بأن الحية تجسد رمز الحياة المتجددة لأنها تعتبر الحيوان الوحيد الذي يغير جلده كل سنة ، كما ارتبط اسمها عندهم برمز الحكمة والمعرفة لأن البعض منهم اعتبرها كائن يقضي معظم وقته تحت الأرض معزولا عن العالم الخارجي وبذالك انتزع منها الحكمة وصار يحمل قداسة واحترام كبير ، وهنا نلاحظ وجود تناقض كبير في المعتقد والرمزية بين التأييد والمعارضة  .

كما آمن اليونانيون القدامى برمز الحية كرمز للشفاء والعافية بعدما تم ربط صولجان أكليبوس إله الطب بحيتان ملتفتان حوله مع بروز خوذه مجنحة أعلاه ، ما أضفى على رمزيتها ذالك الجانب الإيجابي ، وأما الجانب السلبي فقد تمثل في المرأة التي تسمى ميدوزا والتي مسختها آلهة الحكمة آثينا ، وحولتها لنصف إنسان ونصف أفعى ، بحيث جعلت من شعرها حزمة من الأفاعي السامة ، وبذالك صارت ميدوزا امرأة ملعونة تمتلك قوى خارقة للطبيعة ، بحيث أن أي إنسان ينظر لأعيننا يتحول إلى تمثال حجري ويموت فورا إلى أن قتلها بيريسيوس  .

وأما في مملكة سبأ فكانت الأفعى هي حارسة الثروات الإقتصادية التي كانت تقوم عليها التجارة أنذاك كاللوبان والبخور ، وأما في ثقافة العرب في شبه الجزيرة العربية فكان رمز الحية يجسد الشيطان ، وهو رمز الموت والغضب والعداء والشك ، إذ أن هذا المعتقد حمل نفس التفسير تقريبا في حظارة اليابان

 
 

كما جسدت الأفعى عند الهند إله مقدس يرمز للمياه وينابيع الحياة والخلود وكحارسة لثورات الروح العليا ، بينما في ثقافات هندية أخرى فقد مثل ثعبان كاليا شيطان التكبر والجهل ، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الحية حضيت بثقافتان متناقضتان في نفس الحظارة .

وأما فيما يخص التفسير الميثيولوجي والعقائدي القديم حول كينونة الآبار أو الكهوف القديمة  التي رافقت الحظارة الرومانية فهي كانت عبارة ملاذات للثعابين الكبيرة الحجم ، والتي صممت خصيصا للخارجين عن القانون ، ومثلت نوع من أنواع الإعدام .

الآن وبعدما أخذنا نظرة عن كثب حول رمزية الأفعى سننتقل بكم لمنطق تحليل الإشارة ، وكي لا نقيدكم بالوهم من الوهلة الأولى اعلموا بأن الإشارة قد تأخذ وضائف أخرى غير التكنيز كمدافن مثلا أو مقرات للعبادة والتعبد أو لتحديد وجهات طبيعية أو حتى تظاريس ، وأول شيء يجب أن نركز عليه بحثنا هو أبعاد الإشارة الجغرافية المحيطة وتحديد كافة الإختلافات المثيرة للإنتباه حتى ولو كانت طبيعية 100/100 ، وهذا البند سيكشف لنا عن إشارات التتابع المحتملة أو التثبيت إن لزم الأمر ذالك ، ثم بعد تمحيص المنطقة وتحديد كافة الأبعاد الثلاثية نعود للصخرة الحاضنة كي نطبق كافة ما لاحظناه جغرافيا على الإشارة وتبعياتها لماذا ؟ لأن الإشارة قد تكون عبارة عن خارطة وقد يرافقها جرن أو بصمة أو صليب أو مجموع إشارات على نفس الصخرة ، ويكون بعضها تمويه وبعضها الآخر يحمل صفات التوجيه وطبيعة الهدف معا ، لذالك أول ما سنهتم به هو الأبعاد والإختلافات الطبيعية أو غير طبيعية ، ثم نعود لصبيب اللغز كي نحدد التوجيه انطلاقا من تبعيات الإشارة ، والتي تصيب أحد فروع تلك الإختلافات الطبيعية ، ومن خلال هذا البند سندقق في ذالك الإتجاه كي نحدد الحظارة والحقبة والمعتقد السائد ، ونوازن بين المنطق وبين الشك ، ثم بعد ذالك نحدد نوع الهدف انطلاقا من التبعيات الأخرى كجرن أو مجموعة جرون مثلا بعد إلغاء إشارة التوجيه إن كانت منفصلة ، أما إن كان الحية منفردة فتقوم بنفس الخطوات مع احترام الإختلاف الملحوظ في ذات الإشارة كاللسان أو العين أو الذيل أو الإنحناء أو حتى اتجاه الإلتواء الأكبر إن كانت الحية ملتوية ، كما يجدر الإشارة إلى نوع الصخرة الحاضنة إن كانت عبارة عن صفى مسطحة وكبيرة فقد تحوي جرن مال إن كانت الأفعى منفردة طبعا وغير مثقنة الصنع ، لأن في هذه الحالة يكون التمويه في طريقة نقش الإشارة والتي تكون أقرب لصنع الطبيعة ،  لذالك يرجى الإهتمام بجميع التفاصيل والتريث في حل الإشارة ، وأما إن كانت الأفعى ملتفة فقد تكون تثبيت والله أعلم ، المهم بعد تحديد نوع الهدف نتقدم باتجاه الإختلاف الذي قادتنا نحوه الإشارة ونقوم بإحاطته من كافة الجوانب كي نتأكد من خلوه من أي إشارة تتابع ، لأنه ليس من المنطقي وجود إشارة حية ثمينة ويقتصر حلها فقط على توجيه ومعتقد ونوع الهدف ، أكيد أن واضع الإشارة حصنها بكافة أساليب التمويه الممكنة ، لذالك أي تفصيل حتى ولو كان صغير جدا في إشارة التتابع الثانية  يكون فارق قطعي في نجاح التحليل ، وأما إن كانت العلامة الثانية خالية من أي إشارة فقد تكون تثبيت وخصوصا إن كانت تحمل صفات مجسم بدون أطراف أو مجسم نائم ، وأما إن كانت هذه العلامة الثانية لا تحمل تتابعات فقط بصمة حصر فإن المعادلة تكون تثبيتية كذالك ويكون الهدف تحتها مباشرة ، وما سردناه لكم في هذا الطرح ما هو إلا جزء بسيط ضمن الكثير من الإحتمالات الواردة ويبقى العلم لله سبحانه وتعالى

 

 

 

 

author-img
أبو محمد ابن يمين باحث متواضع في مجال التعدين و الآثار و حاصل على شهادة البكالوريا سنة 2006 بمدينة فاس ثانوية سيدي ابراهيم شعبة العلوم التجريبية ، جاب خلال حياته مجموعة من المجالات منها الفني والثقافي والحضاري إلى أن حط الرحال في مجال البحث عن الثراء من خلال ميدان التنقيب عن المعادن والأحجار الكريمة إضافة إلى مجال الأسياخ النحاسية التي بدأ يدرس أسسها بطرق فيزيائية علمية منذ 3 سنوات أي في سنة 2017 تحديدا حيث نال مرتبة متوسطة و متواضعة إلى حد ما فيما يخص الكشف عن الفراغات والدفائن والمياه الجوفية ، وفي الفترة الأخيرة من سنة 2019 بدأ يهتم بمجال الإشارات وفك رموزها انطلاقا من الحظارات القديمة والعادات القبلية التي جاءت مصاحبة لكل حظارة كما يتمنى أن يرقى بمستواه الفكري ومستوى كل قارئ وزائر لهذه المدونة المتواضعة وبفضل الله وفضلكم سنحقق المستحيل إنشاء الله

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. هل ممكن نتعرف على دلائل الاشاره باالثعبان الملتوي على بعضه

    ردحذف

إرسال تعليق

إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها