القائمة الرئيسية

الصفحات

 حركة المياه الجوفية تحت سطح الأرض

بسم الله الرحمان الرحيم

Groundwater
حركة المياه الجوفية


تعتبر حركة المياه الجوفية في باطن الأرض من الأمور البديهية والمسلمة ، لأن المياه تخضع لدورة هيدروليكية تمكنها من التنقل من أماكن إلى أخرى بوثائر مختلفة ، لاكن في نفس الوقت لا يمكن التنبئ لا بطبيعتها ولا بسرعتها ، إلا بعد الخضوع للمعاينة والتجارب الإختبارية ، وذالك نظرا لاختلاف الظروف الجيولوجية التي تخضع لها خلال سريانها ، ناهيك عن الأنماط الجيولوجية التي تمر عبرها  والتي تتسبب في تشبعها ببعض الأملاح والفلزات ، فأحيانا قد تصادف مسالك ذات أقطار مناسبة لنفاذية كبيرة ، فتكون سرعتها موازية لحجم تلك المسالك ومدى امتدادها ، وأحيانا أخرى قد تكون تلك المسالك ضيقة ومتعرجة فيصعب الضخ لتسري بسرعة متدنية تقدر ببعض السنتيمترات أو ببعض الأمتار في اليوم الواحد .

_تنقسم حركة المياه الجوفية إلى حركتان :

●حركة المياه الجوفية في نطاق التهوية : أي بمعنى أن المياه تسلك مسالك ومنافذ تكون مملوئة بالهواء وببعض المسامات ، أي بمعنى أن حركة الماء تكون ممزوجة بالهواء ، كما يشار كذالك بهذا المصطلح إلى المياه التي تمتصها التربة المسامية عند هطول الأمطار ، أو عند اختراقها للطبقات السطحية المنفذة للماء ، فنقول بأن هذه الطبقة الأرضية منفذة للمياه الجوفية في نطاق التهوية ، أي ماء وهواء في نفس الوقت .

●حركة المياه الجوفية في نطاق التشبع  : وتشير العبارة إلى حركة المياه الجوفية في مسالك ومسامات مملوئة بالماء كليا ، كما يشار كذالك بهذا المصطلح ، إلى المياه التي تمر عبر نطاق التهوية ، أو عبر الطبقات النفاذة التي تكون مملوئة بالماء والهواء لتصل مباشرة إلى تلك الطبقة الغير نفاذة لتدخل بذالك في نطاق التشبع .

والمياه كما أسلفنا تخضع للدورة الهيدروليكية بدوام مستمر ، ما دامت هناك تغذية مستمرة ، لاكن تهضع لدة عوامل وتأثيرات تتحكم في حركتها ، منها ما يتعلق بخصائص الخزانات الحاضنة ، ومنها ما له علاقة بالتغذية والضخ ، إذ أن كل هذه العوامل والمؤثرات لا تخرج سياق البيئة والطبيعة الجيوفيزيائية الت تتمر عبرها خلال دورتها ، وبناء على كل هذه المعطيات الجيوفيزيائية فإن 

_جريان المياه الجوفية ينقسم إلى :

●سريان خطي أو صفائحي : وهو السريان الذي يمر عبر طباقات مسامية دقيقة جد إلى متوسطة التحبب ، والمقصود بالتحبب هنا هو البنية التي تتشكل منها الطبقات الأرضية والتي على أساسها نسطيع حساب منسوب النفاذية ، فمثلا الطبقات التي تتشكل من حبيبات كبيرة تكون نفاذيتها أعلى ، والتي تكون حبيباتها صغيرة وكثيفة تكون نفاذيتها أقل ، وكمثال بسيط جدا كي نفهم بيت القصيد ، فإن الطبقات الطينية ذات التركيبة الحبيبية الدقيقة جدا تكون نفاذيتها أقل من الطبقات الرملية التي تكون حبيباتها متفاوتة الحجم وغير كثيفة ، وبالرجوع إلى طبيعة السريان الصفائحي كمصطلح فهو جريان المياه في خطوط مستقيمية ومتوازية غير متداخلة فيما بينها ، بحيث تكون سرعة المياه في هذه الحالة بطيئة جدا ، ويكون كما قلنا في تكاوين جيولوجية ذات مسامية دقيقة إلى متوسطة التحبب ، كالصخور الرملية مثلا وطبقات الشيست .

●سريان دوامي أو مدطرب : وهذا النوع من السريان يكون في مسالك وخطوط متعرجة جانبيا وأفقيا ، بحيث تخضع جزيئات الماء إلى حركة مدطربة تجعلها تتداخل فيما بينها باتجاهات غير منتظمة ، وفي هذه الحالة تكون سرعة الماء كبيرة نوعا ما ، إذ تتحقق هذه الحالة من الجريان في أنماط طبقية ذات مسامية كبيرة التحبب وفي بعض الصدوع والفجوات التي شكلتها بعض العوامل الطبيعية كما في بعض الكهوف والصخور الجيرية .

والمياه الجوفية دائما تنساب لعوامل الطبيعة كالضغط والحرارة ، ما يجعلها تتحرك من المناطق ذات المنسوب المائي المرتفع إلى مناطق أخرى ذات منسوب مائي منخفظ تماشيا مع الميل الهيدروليكي وكذالك عوامل الضغط ، وبذكر عامل الضغط سنقف عند نقطة مهمة جدا وهي الينابيع المائية والتي تتشكل أحيانا إثر عوامل الضغط ، بحيث نجد في أماكن ذات السريان المدطرب أن المياه تمشي بمنسوب عالي جدا في مكان معين ، لتصل إلى أماكن ذات سريان خطي أو أماكن مدطربة لاكن نفاذيتها تكون أقل من تلك التي مرت عبرها ، فيكون الضخ والضغط عاليان جدا ، ما يجعل المياه تبحث عن مسالك أخرى أكثر نفاذية ، إما نزولا لأسفل أو صعودا لأعلى ، فإن كانت البؤرة الخاضعة للضغط قريبة من طبقة نفاذة في نطاق التهوية ، فإنها تصعد لأعلى لتشكل ينابيع ذات أحجام مختلفة ، والمياه نظرا لهذا الضغط المرتفع فإنها أيضا تفكك تلك المسالك بمرور الزمن لينخفظ الضغط بذالك ويندثر الينبوع ، ومسألة الينبوع هذه أيضا تتحقق بشكل آخر ، لأن المياه الجوفية تمشي تحت الأرض بتوازي مع الأرض ، لأن الطبقات في الأساس تكون متوازية بسبب الكثافة ، وفي بعض الحالات الشاذة إن صح التعبير ، تكون الطبقة الغير نفاذة والتي تحتوي على مسالك تسوق المياه الجوفية بشكل مستقيمي ، ونظرا لبعض المناطق التي تكون مائلة كالجبال فإن هذه الطبقات تخترفقها بشكل أفقي لتمهد الطريق للمياه بالظهور على سطح الأرض .

وبالرجوع إلى حركة المياه الجوفية وسرعتها ، فإن هذه الأخيرة تخضع لعاملان رئيسيان يؤثران على حركتها وسرعتها معا .

_العوامل المؤثرة في سرعة المياه الجوفية :

●عامل العمق : وهذا العامل يؤثر بشكل كبير على سرعتها ، لأن المياه خلال رحلتها تفقد الكثير من سرعتها ، نظرا لاحتكاكها بحبيبات الصخور ، والمياه كونها تتبع كما قلنا الميل الهيدروليكي ، فهي دائما تبحث عن العمق ، وكلما زاد العمق وزادت مسافة الإنتشار قلت السرعة 

النفاذية : وهذا الأمر ذا علاقة بحبيبات الصخور كما ذكرنا سالفا ، فكلما كان زادت حجم الحبيبات زادت النفاذية والسرعة معا ، فمثلا سرعة المياه في الصخور الرملية أكبر من سرعتها في الصخور الطينية ، لأن الصخور الرملية أكبر نفاذية من الصخور الطينية

وبهذا نكون قد استوفينا كافة أطوار هذا الموضوع وإلى فرصة أخرى بحوله تبارك وتعالى 


author-img
أبو محمد ابن يمين باحث متواضع في مجال التعدين و الآثار و حاصل على شهادة البكالوريا سنة 2006 بمدينة فاس ثانوية سيدي ابراهيم شعبة العلوم التجريبية ، جاب خلال حياته مجموعة من المجالات منها الفني والثقافي والحضاري إلى أن حط الرحال في مجال البحث عن الثراء من خلال ميدان التنقيب عن المعادن والأحجار الكريمة إضافة إلى مجال الأسياخ النحاسية التي بدأ يدرس أسسها بطرق فيزيائية علمية منذ 3 سنوات أي في سنة 2017 تحديدا حيث نال مرتبة متوسطة و متواضعة إلى حد ما فيما يخص الكشف عن الفراغات والدفائن والمياه الجوفية ، وفي الفترة الأخيرة من سنة 2019 بدأ يهتم بمجال الإشارات وفك رموزها انطلاقا من الحظارات القديمة والعادات القبلية التي جاءت مصاحبة لكل حظارة كما يتمنى أن يرقى بمستواه الفكري ومستوى كل قارئ وزائر لهذه المدونة المتواضعة وبفضل الله وفضلكم سنحقق المستحيل إنشاء الله

تعليقات