القائمة الرئيسية

الصفحات


حجر الألماس الناذر

بسم الله الرحمان الرحيم
حجر الألماس الناذر
حجر الألماس الناذر

حجر الألماس من بين أهم الأحجار الكريمة ذات النذرة الفائقة في عالم الأحجار على الإطلاق ، سواء من ناحية القيمة المادية أو من ناحية القساوة ،  بحيث يتربع الألماس على عرش الصلابة باحتلاله للرتبة الأولى عالميا بتسجيله لأعلى قيمة ألا وهي 10 درجات على مقياس موس ، كما يصنف من النواذر ذوي الصيغ الكيميائية البسيطة والتي تتألف من مركب واحد ألا وهو الكاربون ، بالإضافة إلى قدرته على تشتيت الضوء وتحمل الوزن الزائد والضغط الشديدين ، ما جعله يوضف في بعض المجالات الصناعية والتي تتعلق بآليات حفر الآبار واللأنفاق تحت سطح الأرض ، إذ تتشكل رؤوس هذه الحفارات من قطع ألماس قادرة على تفتيت الصخور وسحقها لبلوغ مسافات متفاوتة تحت سطح الأرض ، ويرجع مصطلح الألماس diamant إلى اللغة اليونانية adamas والتي تعني الصلابة أو أي شيء قاسي جدا ، ما يعني أن هذا الحجر عرف منذ القدم لاكن صيته لم يدع إلا في القرن التاسع حجر ، عموما سنفصل لكم جملة من المعلومات في الفقرات التالية .

_ الخصائص الفيزيائية والكيميائية للألماس

حجر الألماس يصنف من ضمن الأحجار الكريمة نظرا لدرجة صلابته العالية ونظرا لنذرته البالغة وسعره المرتفع جدا بالإضافة إلى تركيبته الكيميائية البسيطة والتي تتألف من معدن الكاربون فقط ، كما يمكن أن تتدخل خلال مرحلة نمو البلورة بعض الشوائب كالحديد والمغنيزيوم والألومنيوم  والتي تضفي عليه باقة من الألوان الأخرى والمختلفة على غرار الشفاف منه والذي يحظى بشعبية كبيرة جدا من طرف المنقبين ، وتتجلى هذه الألوان في الأصفر والأحمر والبني والرمادي والأزرق الفاتح والأخضر والأسود والأبيض الشفاف والنادي والبنفسجي والبرتقالي ، بمعنى أن ألوان الطيف كلها تتجلى في هذا الحجر ، لاكن ما يجب فهمه أن الألماس مجموعة كباقي المجموعات الأخرى من الأحجار كالكوارتز والبيريل وغيره ، وكل لون له قيمة مادية بحسب النذرة والحجم والشفافية ، ويمتاز الألماس بنظام بلوري مكعب ومتساوي القياس عند أضلاعه ، لاكن قد يأخذ أحيانا بعض المضاعفات لهذا المكعب ذو الثمانية أوجه ويصير بإثنا عشر وجها ما يعني أنه قد يأتي بتكتلات منطقة فوق بعظها،  وهذه الظاهرة تعتبر طفرة من نوعها في عالم الأحجار الكريمة إذ من الممكن أيضا أن نجده بأشكال غير منتظمة وعشوائية في الطبيعة بسبب بعض العوامل الطبيعية الغير مستقرة ، وتعتبر درجة صلابة الألماس هي الأعلى عالميا والأولى على سلم القساوة إذ تصل درجة صلابته ل 10 درجات على مقياس موس ، ما يجعله يتصدر القائمة ، كما أن له كثافة متوسطة تبدأ من 3,5 إلى غاية 3,53 غرام على سنتيمتر مكعب بالإضافة إلى لون الخدش الشفاف والذي يعتبر من بين الأقلية في عالم الأحجار التي تتمتع بهذه الخاصية ، بحيث أن أغلب الأحجار تترك خط أبيض عند خدشه بحجر أشد صلابة منه وهذه السمة شبه ناذرة ، ويمتاز أيضا الألماس ببريق زجاجي وشفافية من شفاف إلى نصف شفاف .

_كيف يتشكل

بحسب المراجع فإن الألماس ينشأ تحت ضغط عالي وحرارة كبيرة جدا وعلى عمق سحيق يصل ل 150 كيلومتر تحت سطح الأرض ، فتتحول المادة الخام للكربون إثر هذه التفاعلات الكيميائية الباطنية إلى حجر ألماس مبلمر فتحمله الحمم البركانية إثر عامل الإنفجار بفعل الضغط المتزايد إلى مستويات باطنية بداخل الصخور المتحولة أو المنسلخة ليتم نشأته ونمو بلوراته إثر عوامل منتظمة طبيعية ، كما يمكن أن ينشأ في طبقات عليا أقل عمق أو حتى على سطح الأرض وبذالك يأخذ أشكال غير مبلمرة لعدم توفر الظروف الطبيعية المناسبة ، وتعد ذرة الكاربون حاملة ل 6 إلكترونات و 6 بروتونات ، ما يجعل من ذرة الكاربون تجذب الجزيئات الأخرى إلى بعظها البعض وبانتظام جد بالغ وبطريقة متكررة وروتينية ، ما يجعل من نظام البلورة تتخذ شكل هندسي معين بحسب المركب الكيميائي الذي ينشئه ، بحيث أنه كلما كان هناك تناسق في انسجام المكونات خلال مرحلة نشأة الحجر نجد بأن الأوجه النهائية للبلورة تكون ملساء وأضلاعها متساوية ، بالإضافة إلى الظروف الملائمة لإتمام هذه العملية الطبيعية المعقدة من حرارة وضغط ، ووقت زمني جد طويل يمتد لآلاف السنين ، وكل هذه الظروف تكون شبه مستحيلة في الطبيعة ما يجعل أغلب الأحجار الكريمة تتخذ أشكال غير منتظمة إثر الطفرات الطبيعية الغير مسبوقة ، وبحسب المصادر المطلع عليها فإن الألماس أو بالأحرى معدن الكاربون تطور تحت سطح الأرض منذ ما يناهز 3,3 مليار سنة ليشكل لنا ألماس خام ، بحيث أن هذه المدة الطويلة يعتقد علماء الجيولوجيا أن الأرض كانت قارة واحدة ثم انفتقت القارات وتوزعت على الشكل الحالي ، ما جعل كل قارة تحظى بمنسوب هام من هذا الحجر ، لاكن أغلب هذه التقارير تكون نسبية وتفتقر لأدلة علمية تثبت صحته .

_ عملية فرز الألماس

طبعا الألماس الخام بعد استخراج يمر عبر عدة مراحل تسلسلية حتى يصل لمرحلة الثقل والقطع ، وهذه الطرق تتجلى في تنقيته مبدئيا ليخلو من الشوائب العالقة فيه والناتجة عن الرمال وفتات الصخور التي تكون مرافقة له خلال رحلته من لاكن صعودا نحو الأعلى ، حيث تتلخص العملية الأولى في وضعه بداخل آلة لطحن الصخور والمخصصة لهذا الغرض تحديدا ، بحيث تزيل كافة الأتربة والصخور التي تعلق بها أحجار الألماس دون إتلاف الألماس طبعا ، بعد ذلك ينقع الناتج في الماء وبعض المحاليل الكيميائية لكي يسهل التحكم في هذا المزيج العجيني في المراحل المقبلة من فرز الألماس ، ثم يمرر هذا الخليط النهائي لمرحلة الطرد المركزي بالماء والذي يتخلص من جميع الرواسب الناتجة إثر تلك العجينة الأولية ، حيث تنزل قطع الألماس الأكثر كثافة للأسفل والباقي يتم تمريره في قناة ليعاد بعد ذالك طرحه على طاولة مدعومة بالشحوم الصناعية كآخر مرحلة ليتم التقاط باقي قطع الألماس التي لم تتسرب في مرحلة الطرد المركزي ، ولأن الألماس أيضا يلتصق بسهولة مع هذه الشحوم ، وأخيرا تأتي مرحلة فرز الأحجار عن طريق خبراء مختصين في عزل الألماس بحسب النقاء والحجم واللون ، ليتم تحديد سعر كل صنف على حدى .

_الخصائص الفيزيائية للألماس

ما نقصده في هذه الفقرة وهو المعايير المتخذة من طرف شركات إنتاج الألماس الطبيعي وحتى الصناعي ، لتحديد قيمته المادية بناء على أربعة معايير لا غير ، وهذه المعايير كلها تتلخص في حجم القطعة بالقيراط ولون القطعة ونقائها وطريقة قطعها ، حيث أولت الولايات المتحدة الأمريكية اهتماما كبيرا بهذا الحجر وأنشأت معاهد خاصة في تصنيف كل حجر انطلاقا للمعايير السالفة الذكر ، والتي يعمل تحت إشرافها متخصصون ومهندسون كفاة في هذا المجال ، بحيث أن حجر الألماس تنصاع قيمته لهذه الشروط الأربع فلون الألماس له قيمة مادية بحسب العرض والطلب بالإضافة إلى أن حجم الألماس يعتبر قيمة مظافة بقيمته المادية فكلما كان وزن الحجر كبير كلما ارتفعت قيمته ، إضافة إلى نقاوته والتي تخلوا من الشوائب والتصدعات وغيرها كذلك ترفع من قيمته المادية ، وأخيرا طريقة القطع والصقل والتي تمر في ظروف جد معقدة على أيدي خبراء ومتخصصين في المجال ، بمعنى أن هذه المعايير الأربع هي التي تتم عليها تجارة الألماس وقيمته المادية .



author-img
أبو محمد ابن يمين باحث متواضع في مجال التعدين و الآثار و حاصل على شهادة البكالوريا سنة 2006 بمدينة فاس ثانوية سيدي ابراهيم شعبة العلوم التجريبية ، جاب خلال حياته مجموعة من المجالات منها الفني والثقافي والحضاري إلى أن حط الرحال في مجال البحث عن الثراء من خلال ميدان التنقيب عن المعادن والأحجار الكريمة إضافة إلى مجال الأسياخ النحاسية التي بدأ يدرس أسسها بطرق فيزيائية علمية منذ 3 سنوات أي في سنة 2017 تحديدا حيث نال مرتبة متوسطة و متواضعة إلى حد ما فيما يخص الكشف عن الفراغات والدفائن والمياه الجوفية ، وفي الفترة الأخيرة من سنة 2019 بدأ يهتم بمجال الإشارات وفك رموزها انطلاقا من الحظارات القديمة والعادات القبلية التي جاءت مصاحبة لكل حظارة كما يتمنى أن يرقى بمستواه الفكري ومستوى كل قارئ وزائر لهذه المدونة المتواضعة وبفضل الله وفضلكم سنحقق المستحيل إنشاء الله

تعليقات