القائمة الرئيسية

الصفحات


كيف نفرق بين معدن الذهب والبيريت

بسم الله الرحمان الرحيم
كيف نفرق بين معدن الذهب والبيريت
كيف نفرق بين معدن الذهب والبيريت

معدن البيريت أو الذهب الكاذب أو حجر النار يعتبر معدن شائع  وجوده في العالم وبنسبة كبيرة ، لاكنه وفي نفس الوقت يشبه معدن الذهب إلى حد كبير وقد يخدع معظم الباحثين والذين لم يسبق لهم أن تعرفوا عليه مسبقا وخصوصا عندما لا يكون مبلمر أو في حالة تفكك نتيجة الأكسدة الطبيعية ، وهو معدن ينتمي إلى مجموعة معادن الكبريتيدات ، إذ يتألف في تركيبته الكيميائية على كبريتيد الحديد بنسبة من الحديد تصل ل 100/46,6 ونسبة من الكبريت تصل ل 100/53,4 ، لاكن في بعض الحالات قد يحمل في طياته بعض الخامات كالكوبالت والنيكل والفضة والذهب بنسب ضعيفة جدا ، كما يمتاز بنظام بلوري مكعبي وأحيانا تكون مكعباته متداخلة فيما بينها ، وله درجة صلابة بين 6 و 6,5 درجات على مقياس موس وكثافة نوعية بما بين 4,9 و 5,2 غرام على سنتيمتر مكعب ، وقم تم تسميته بحجر النار لأنه عندما نقوم بحك قطعتان منه فإنه يحدث شرارة ، هذا فيما يخص معدن البيريت أما الذهب فهو عنصر كيميائي رمزه Au ومن بين المعادن ذات العدد الذري المرتفع ، إذ أن عدده الذري هو 79 ، حيث يصنف كيميائيا من ضمن عناصر المجموعة الحادية عشر في الجدول الدوري ، كما يصنف أيضا من ضمن المعادن والفلزات النبيلة لأنه لا يتأثر بأغلب الأحماض الكيميائية ، وله درجة صلابة تقدر ب 2,5 درجات على مقياس موس وكثافة عالية تصل ل 19,30 غرام على السنتيمتر مكعب وقد يأتي أحيانا على شكل بلوري مكعبي متعامد الأوجه ، هذا فيما يتعلق بمعدن الذهب ، لاكن من خلال هذه الميزات والمعلومات المتعلقة بالكثافة ودرجة الصلابة والتي ذكرنا سالفا نلاحظ أنها توجد بعض الفوارق فيما بينهما ( الذهب والبيريت ) ، والتي يجب أن نوضفها كقواعد أساسية في التفريق بينهما وخصوصا في الطبيعة ، وسنتقدم لكم إنشاء الله في الخطوات والعناوين أسفله بمجموعة من التطبيقات العملية لفك اللغز المبهم وفهم الفرق النظري والتطبيقي بين الذهب والذهب الكاذب

_حساب درجة الصلابة

حساب درجة الصلابة جد مهم كي نفرق بين الذهب الكاذب والذهب ، وخصوصا عندما يكون لدينا قطعة بحجم مقبول سواء مبلمرة أو غير مبلمرة ، يكفي أن يكون حجمها قابل لتطبيق عملية الخدش ، وتعتبر صلابة الذهب لا تتجاوز 2,5 درجات أما صلابة البيريت فتعادل صلابة العقيق بما معدله من 6 إلى 6,5 درجات ، ولكي نقوم بالتطبيق العملي البسيط عن طريق الخدش فيجب الإستعانة بمعدن أو حجر صلابته وسيطة بين الإثنان كالسكين أو قطعة من النحاس أو حجر فلورايت ، وفي تطبيقنا العملي هذا سنحاول أن نستعين بقطعة من النحاس صلابتها 3 درجات ، أي أنها أكبر من صلابة  الذهب بمعدل نصف درجة وأقل من البيريت بأزيد من 3 درجات ، ثم بعد ذالك نقوم يخدش المعدن الذي نشك فيه ، فإن انخدش فهذا يعني أنه ذهب وإن لم ينخدش فهذا يدل على كونه ذهب كاذب .

_حساب معامل الكثافة

في هذا التطبيق أيضا يجب علينا أن نتوفر على قطعة بحجم جيد كي نستطيع حساب الكتلة الحجمية للمعدن ، وذلك عن طريق حساب كثلة الحجر ثم قسمتها على حجم الحجر ، لنحصل على ناتج أو قيمة معينة ، فإن كانت هذه القيمة تساوي 19,3 فهذا يعني أن القطعة التي نتوفر عليها ذهب ، وأما إن كان الحاصل عبارة عن قيمة محصورة بين 4,9 و 5,2 فهذا يدل على أن القطعة التي نمتلكها مجرد ببريت ، وكملاحظة جد مهمة فإن معدن البيريت يعتبر من بين الصخور أو الدلالات الطبيعية التي تدل على وجود الذهب أو الفضة أو النيكل ، لذالك عند حساب معامل الكثافة ، علما أن كثافة البيريت تتمحور بين القيمتين 4,9 و 5,2 غرام على السنتميتر مكعب ، فإن وجدنا أن قيمة الكثافة تتعدى 5,2 فهذا دليل جد مهم على احتمال وجود شذرات من الذهب عالقة بمعدن البيريت ، لذالك يرجى منكم التركيز الجيد على هذا الإحتمال الوارد .

_الصيغة البلورية

تعتبر الصيغة البلورية أو البنية البلورية للمعدن شيء مهم جدا يجب مراعاته في الطبيعة ، لأن البيريت معدن معروف بصيغته البلورية المكعبة الشكل ، أما الذهب فغالبا ما يتواجد في الطبيعة على شكل رقائق شبه مستديرة وناعمة من الحواف عكس البيريت الذي يمتاز بحواف حادة وقاسية جدا ، لاكن كملاحظة فقد يحتمل وجود الذهب على شكل قطع مكعبة مركزية الوجه ، والذهب معدن لين وينحني بسهولة كمعدن الرصاص إن صح التعبير وعند الضغط المرتفع فهو يتمدد بسهولة ، أما البيريت فهو معدن قاسي وصلب نوعا ما وعند الضغط المرتفع أو الطرق عليه بمطرقة فهو يتكسر ولا ينحني ، لذالك يجب أيضا العمل على مبدأ الطرق على المعدن بمطرقة وملاحظة النتائج والإنتباه أيضا للبنية البلورية بشكل خاص .

_استعمال مغناطيسي النوديوم

نستعمل مغناطيس النوديوم في كلتا الحالتين ، سواء أكان المعدن عبارة عن قطع أو رمل ناعم ونلاحظ النتائج ، فإذا التصق المغناطيس بالمعدن فهذا يعني أنه معدن بيريت لاحتوائه في تركيبته الكيميائية على 100/46,6 من معدن الحديد وما يقارب 100/53,4 من معدن الكبريت ، أي أنه معدن يحمل نسبة كبيرة من الحديد وقابل للتفاعل مع مغناطيس النوديوم ، أما إن لم يلتسق بالمغاطيس فهذا دليل على كونه ذهب طبيعي خالص .

_اختبار الماء

طبعا عملية الفرز عن طريق الماء معروفة منذ القدم لفصل الذهب عن باقي الشوائب ، ولشدة كثافته المرتفعة فهو يبقى راسخ في قعر الإناء مهما بلغ حجمه ، خصوصا عند تحريك الإناء ذهابا وإيابا ، أما معدن البيريت فهو يطفوا فوق الماء نسبيا نظرا لكثافته المنخفضة ، وكملاحظة فإن هذه الطريقة نستعين بها في حالة الرمل وليس في حالة وجود قطع بأحجام متفاوتة ، لأن أغلب العينات التي تعرض على مستوى الأنترنيت عبارة عن رمل يتلئلئ بشذرات صفراء لامعة ، لذالك يرجى العمل بالماء في هذه الحالة تحديدا ، كما يرجى أيضا استعمال المغناطيس في هذه الحالة .

 _لون التربة

لون التربة يعتبر معامل جد مهم في معرفة معدن البيريت من معدن الذهب ، لأنه غالبا ما نجد معدن البيريت في التربة مركز بشكل كبير ، وتكون هذه التربة مشرقة برقائق صفراء لا متناهية ودقيقة جدا تكاد لا ترى ، وغالبا ما تكون هذه التربة إما سوداء أو سوداء مخضرة كالحناء إن صح التعبير ، أما الذهب فيحتمل وجوده في كافة أصناف التربة بدون استثناء ، مع المراعات طبعا لبعض الصخور المرافقة له ، كما يكون بنسبب مئوية جد ضعيفة عادة وليس كتركيز البيريت في التربة .

_ اختبار السكين

يمكن الإستعانة بسكين للفصل بين الذهب والبيريت ، خصوصا عندما نتوفر على قطعة بحجم معين ، حينئذ نقوم بمحاولة قطع هذه القطعة لنصفين فإن تم قطعها بسهولة فهذا دليل على كونه ذهب ، لأن صلابة الذهب أقل من صلابة السكين ، وأما إن لم يستطع السكين قطع هذه القطعة فهذا دليل على أنها بيريت لأن درجة صلابة البيريت أكبر من صلابة السكين .

_اختبار الأحماض

يمكن الإستعانة ببعض الأحماض القاعدية ذات الدرجات المرتفعة للفصل بين هذان المعدنان ، فمعدن الذهب كونه فلز نقي لا يتأثر إطلاقا بمعضم الأحماض ، أما البيريت فهو يتلاشى ويدوب بسهولة .

_اختبار السيراميك

يمكن حك المعدن بحجر من السيراميك وملاحظة النتائج ، فإن كان الخط ذهبي اللون فهذا يدل على كونه ذهب ، وأما إن ترك المعدن خط أسود محضر فهذا دليل على أنه معدن بيريت ، وملاحظة أخرى وهي أن لون الذهب يكون ذهبي وليس أصفر أو أصفر مائل للون الأحمر ، أما معدن البيريت فيكون لونه أصفر شاحب.
عزيزي القارئ إن أعجبك هذا المقال فلا تبخل بزيارتك لهذه المدونة مرة أخرى إنشاء ، كما نرجوا أن نكون عند حسن ظنكم.



author-img
أبو محمد ابن يمين باحث متواضع في مجال التعدين و الآثار و حاصل على شهادة البكالوريا سنة 2006 بمدينة فاس ثانوية سيدي ابراهيم شعبة العلوم التجريبية ، جاب خلال حياته مجموعة من المجالات منها الفني والثقافي والحضاري إلى أن حط الرحال في مجال البحث عن الثراء من خلال ميدان التنقيب عن المعادن والأحجار الكريمة إضافة إلى مجال الأسياخ النحاسية التي بدأ يدرس أسسها بطرق فيزيائية علمية منذ 3 سنوات أي في سنة 2017 تحديدا حيث نال مرتبة متوسطة و متواضعة إلى حد ما فيما يخص الكشف عن الفراغات والدفائن والمياه الجوفية ، وفي الفترة الأخيرة من سنة 2019 بدأ يهتم بمجال الإشارات وفك رموزها انطلاقا من الحظارات القديمة والعادات القبلية التي جاءت مصاحبة لكل حظارة كما يتمنى أن يرقى بمستواه الفكري ومستوى كل قارئ وزائر لهذه المدونة المتواضعة وبفضل الله وفضلكم سنحقق المستحيل إنشاء الله

تعليقات