البحث عن المياه الجوفية
بسم الله الرحمان
الرحيم
علوم الإستشعار |
والصلاة
والسلام على خاتم النبيئين والمرسلين محمد النيبي الأمي الأمين وعلى آله وصحبه
أجمعين ، وبالحديث عن موضوع الكشف عن المياه الجوفية دائما ما تطرح تساؤلات عدة
بسبب تتعدد طرق الكشف وتعدد النظريات والإجتهادات المتواصلة بين ما هو فيزيائي وما
هو حسي وما هو فطري يستند للعقل وقدرات العقل والجسد على ضبط واستشعار الفيض
المغناطيسي للمجالات والقوى الخفية ، والتي زلنا لا نملك لحد الآن التقنيات
الإلكترونية المعقدة لتحسسها أو لكيفية التعامل معها حتى ، أكيد أن العلم استطاع
التوصل لأبعاد سحيقة في التقاط الترددات وتحسس الموجات ورسم أبعاد لها وترجمتها
لأصوات وصور ، لاكن يبقى معامل النسبية وهامش الخطأ يطرح نفسه دائما ، وتبقى الآلة
كعقل مبرمج تطوق لنيل جزء بسيط جدا من الكائن البيولوجي المعقد والمصمم وفقا لمعايير
دقيقة ، وكون أن العلم لا يزال يتخبط في متاهات ليوازي بين الآلة كتصميم إلكتروني
والإنسان ككائن عضوي في مختلف الوضائف والمهام و العجز دائما قائم على قدم وساق ،
والإنسان كذالك لا يزال يتخبط بين المطرقة والسندان بغية اكتشاف الإعجاز العلمي للقدرات
الفطرية لديه والهبات الربانية التي صمم وفقا لها ، لاكن لا يجب أن نتغاضى الطرف
عن موقف العلم من كل هذا ، لأن لكل ظاهرة مبدأ علمي وقانون ينظم سيرورة الحياة مصداقا
لقوله تعالى في سورة الطلاق الآية 112 《بسم الله الرحمان الرحيم : الله الذي خلق سبع
سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن
الله قد أحاط بكل شيء علما》، ومنه فإننا نستخلص بأنه لا وجود للعبث في خلق
الله ، وأن ما نراه وما لا نراه هو علم رباني متقن خالي من النسبية وهامش الخطأ ،
والإنسان كإعجاز علمي مصمم وفق تعقيد مطلق بين ما هو مادي وروحي أي بين ما هو
ملموس وما هو خفي ، وهذه السمات المادية العضوية والخفية لا يزال العلم الحديث
يتخبط في دواليب غاية في التعقيد لخلق الإتزان بينهما وفهم العلاقة بين الوظيفة والماورائيات
، وهذه الهبات الفطرية لدى الإنسان المعاصر مع الأسف بدأت تتلاشى وتندثر مع التقدم
الصناعي والتكنولوجي الذي عوضه عن التكلفة والإجهاد ، وصار شبه مستغني عن الفراسة
والحكمة ، وكي لا نتجاوز صلب الموضوع فسوف نحاول أن نسك لكم طريقة تقليدية وكلاسيكية
متداولة بشدة لكشف المياه الجوفية أو حتى الكنوز ، وهي عبارة عن طريقة تستند
لقدرات العقل فقط ، مما سيروض لكم هذا الشعور الفطري مع المدة والممارسة المستمرة
_الفوالق الأرضية
أولا يجب
أن تكونوا على
علم بموضوع الفوالق الباطنية
والتي تتخلل الصفائح التكتونية تحت الأرض على أعماق مختلفة ومتفاوتة ، لأنه
لا يجوز أن ندخل في طلب البحث عن المياه ولا نملك أي فكرة عن ما نتعامل معه جيولوجيا ، لأن
إصدار الأمر يكون عن ذراية ومعرفة مسبقة عن نوع الهدف المراد فحصه ، وهذه الفوالق في
الأصل هي عبارة عن مسالك أو تصدعات باطنية تمر من خلالها التيارات المائية الجوفية
، وقد تشكلت إثر الهزات الأرضية العنيفة أو إثر
تداخل القشرة المحيطية مع القشرة القارية أو إثر الضغط الناجم عن الثورات
البركانية ، ما يتسبب في إحداث كسور أو شقوق على مستوى الصفائح
التكتونية الباطنية ، الشيء الذي يفسح المجال لمرور التيارات المائية
بشكل متواصل أو موسمي ، و تتوزع هذه الفوالق بشكل متوازي تحت
الأرض وأحيانا بشكل عشوائي وتتباعد عن بعضها البعض بمسافات متفاوتة، وكل هذه الفوالق
تتجمع
في نقطة تمركز واحدة تسمى بالصبيب الرئيسي الذي يجمع كامل منسوب المياه المتفرقة
بالتوازي ، إذ أن كل فالق يحمل منسوب منتظم من الماء يوازي
عرضه ، لاكن مجمل منسوب هذه المسالك من المياه تتجمع في نقطة الصبيب الرئيسي وهي التي يجب
علينا العمل على إيجادها عليها لتحديد نقطة الإرتكاز .
علوم الإستشعار |
_العمل عن طريق قضبان الإستشعار
خلال
العمل الميداني نركز فقط على الماء بدون استخدام أية وسيلة أخرى ثم نصدر الأمر
بالبحث ، كما يجب أن نفرغ عقلنا من أي شيء ثانوي قد يشتت تركيزنا ويفضي بنا لنشوء
خلل في إصدار الموجات الدماغية القادرة على تحسس ذبذبات المياه الجوفية اوخلق صلة
الوصل بين العقل والحقل ، ثم نرفع قضيب الإستشعار للصدر وننتظر التوجيه منه خلال
مدة زمنية بسيطة قد تستغرق بضع ثواني تزامنا مع قدرتك الإستشعارية ومدى تمرسك على
مزاولة الأمر ، ثم نتتبع مسار القضيب إلى حين حدوث التثبيت ، والتثبيت كذالك أنت
من يبرمجه وفقا لمستقبلاتك ووفقا لما تجده سلس أثناء العمل وما يتناسب مع قطبيتك ،
أي أنك أنت من يتحكم في قراراتك وحركات قضيبك الإستشعاري وأنت من يتولى زمام البحث
، ثم نعلم نقطة التثبيت الأولى ونتقدم شيء فشيء إلى أن نحصر مجمل الفوالق المتوازية
من الجانبين ، أي بين نقطتين أساسيتين ، بعد ذالك نصب تركيزنا على الفالق الرئيسي
والذي يتمركز بين النقطتان ويحضن أكبر منسوب مائي ، ثم نصدر الأمر بالبحث ونتقدم
إلى حين تثبيته وحصره فعليا ، ثم بعد ذالك نبحث عن اتجاه المياه كي نستطيع تتبع
المجرى إلى نقطة التقاطع .
_تحديد اتجاه المجرى المائي
وهذه
الطريقة هي فيزيائية في الحقيقة تكشف لك عن قطبية المجرى ومسار اتجاه الإلكترونات
، كون أن المياه الجارية تعتبر مصدر غني بالكهرباء والإلكترونات الحرة ، كما يعد
اتجاه المجرى هو المنحى الذي تتدفق نحوه الإلكترونات السالبة الشحنة بينما الإتجاه
المعاكس يكون موجب عادة ، بمعنى أن المسير مع التيار يعتبر تعاكس أو تظارب مباشر
مع الشحنات الموجبية وتماشي مع الشحنات السالبة ما سيؤدي إلى انفراج قضبان الإستشعار
إذا كان الباحث يتعامل مع القضبان باليد اليمنى ، وأما إن كان أعسر فالمعادلة تصير
عكسية ، والقضبان بطبيعتها تحدد لك نوع الشحنة أو الطاقة التي تقابلها أو نوع
القطب إن صح التعبير ، لذالك التماشي مع التيار يعتبر موجب وأما التأكيس فيعني المشي
عكس التيار ، لاكن مع قدرات العقل يمكنكم تحديد اتجاه التيار بأي طريقة كانت بدون
احترام أية قاعدة ، لأن العقل من يحرر الحركة وفقا لأوامره .
_تحديد نقطة التقاطع
بعد
تحديد اتجاه المياه في المجرى الرئيسي ، نجعل السيخ يعتدل ونمشي مع التيار إلى أن
نحصل على تثبيت نقطة التقاطع أو نقطة التجمع ، وللتأكد منها نضع علامة على نقطة
التثبيت ونعود مرة أخرى إلى إحدى الفوالق الثانوية والتي حددنا منذ بداية البحث ،
ونتتبع مجراها إلى أن تتقاطع مع نقطة التجمع الأولى ، وبذالك نكون قد انتهينا
وحصلنا على نقطة تجمع قد توفر نسبة كبيرة من المياه الجوفية ، كما يمكنكم كذلك
تحديد كل فالق على حدى وتتبع كل واحد على انفراد إلى أن نجد مركز تجمع كل هذه
الفوالق وبالتالي نكون قد انتهينا من عملية البحث .
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها