التركيز الإنتقائي خلال العمل بالأسياخ النحاسية
بسم
الله الرحمان الرحيم
التركيز الإنتقائي خلال العمل بالأسياخ النحاسية
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، محمد النبي الأمي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ، أحبابي
المحترمين يتجدد لقائنا بكم اليوم للغوص قليلا في بعض القدرات الفطرية والتي تجسد بعد من أبعاد العقل المعقدة ،
لفهم بعض الظواهر خارج النطاق الطبيعي للحواس أو خارج إدراكنا الجسدي ، فموضوع اليوم يتعلق بالتركي
الإنتقائي خلال مرحلة البحث الميدانية ، إذ يستطيع كل شخص منا أن يصب أكبر نسبة وعي ضمن إطار معين مع
أقل نسبة تشويش ، والمقصود بالوعي هنا ليس بالمعنى الفلسفي (أنا أفكر إذن فأنا موجود) بل نقصد به قدرة العقل
على ضبط موجة بتردد دقيق للغاية مع تقليص أكبر نسبة للخطأ ، أي بمفهوم بسيط هو رسم صفة المادة في مخيلة
العقل مع ثبات تلك الصورة الوهمية لأكبر فترة معينة ، حتى يستطيع الدخول في نوع من تبادل المعلومات على
مستوى اهتزازي ، وخلق صدى أو صلة وصل بين العقل والمادة ، وهذه القدرة لا تشمل المادة بالمفهوم
الفيزيائي فقط وإنما حتى الرغبات الجامحة بين العقل والعقل ، بغية الوصول لمعلومات حول ما نبحث عنه
ونحو كل ما يخالجنا من فضول فطري ، مثل التوقيع المشفر إن صح التعبير ، بحيث يتم طباعة الحمض النووي
لكل من العقل والمادة على مجال الطاقة للآخر ، وتشفير جميع المعلومات المراد الوصول لها ، وهنأ سأعطي مثال
عن التلفاز أو الراديو بصفتهما عقول إلكترونية ومستقبلات موجية ، فالموجات تسبح في الفظاء من محطات
التوزيع الإذاعية والتي لا نستطيع إدراكها لأنها تفوق قدرات الإدراك الحسي الغير المروض لدينا ، لاكن في
ذات الوقت حتى هذه الأجهزة المصممة لترجمة هذه الموجات لصور أو لأصوات ، غير قادرة على تلقيها
وترجمتها إلا من خلال إريالات صممت لذات الغرض ، إذن ما نستوحيه من هذا المثال بأن الإنسان القديم منذ
ما يقرب الخمسة آلاف سنة قبل الميلاد ، اكتشف بأن تشفير هذه القوى الخفية يحتاج لمستقبلات غاية في الحساسية
تستطيع التقاط هذه الذبذبات ، وبأن الدماغ هو مركز تحليل هذه البيانات مثل جهاز التلفاز إن صح التعبير ،
والعقل بالمفهوم المعاصر اختلف في أمره بين رجال الدين وعلماء العصر لذلك سنتكلم عن الدماغ كعضو
وكآدات وضيفية لأنه هو الوحيد المسؤول عن هذه السيالات العصبية والشعور ، طيب هل هذا التركيز الإنتقائي
خلال مرحلة البحث كفيل بأن يسدي بنتائج إيجابية ؟ سأقول لك بأبسط عبارة أن العقل إن لم يروض ويصبح مؤهل
أو مهيء للتواصل مع العالم ما فوق الحسي فلن تصل لأية نتيجة لماذا ، لأن قطرة من الماء غير كفيلة بملئ الكأس
لاكن قادرة على جعله يفيض إن كان هو مليء عن آخره ومهيء لذلك في نفس الوقت ، لذالك هيء نفسك على
التواصل مع المادة بأي طريقة كانت ، واجعل رابطتك تكون بالإتصال المادي المباشر لإنشاء صلة الوصل
المادية ثم بعد ذالك يمكنك تجديد تلك الرابطة عبر التركيز الإنتقائي ، واعلم بأن العقل دائما يختار الطريقة
الأنسب والأقرب في نفس الوقت ، فأنت من يتحكم في قراراتك وأنت هو من يتولى زمام الأمور ، واعلم كذالك
بأن تلك الرابطة التي تكون مادية ثم تتحول لعلاقة تشفير تتنمى شيء فشيء لتصبح شعورية مع كثرة الممارسة
والمداومة ، والمقصود بالإتصال المادي وهو عندما نصادف مثلا شخص غريب في حياتنا لأول مرة ونأخذ معه
في الكلام ولو لنصف ساعة ، فإن العقل يصبح قادر على التعرف عليه مستقبلا وضبط نبرة صوته وصورته
بدقة متناهية حتى وإن لم يكن موجود ، كما يمكن للعقل ترجمة بعض الأبعاد الخفية عن ذالك الشخص والتي من
المحتمل أن تكتشف مستقبلا إن استمرت تلك الرابطة المادية ، وقراءة الأفكار مثلا ، كما يمكن للعقل أن يستحضر
صور وأصوات وذكريات دفينة في الماضي البعيد لأناس كانوا معنا وانقطعت صلتنا بهم أو ماتوا ، فتظل في
الذاكرة الحية قائمة وفعالة إثر ذالك الإتصال المادي الذي تحقق في الماضي البعيد ، ما يؤكد إلى أن هذه الرابطة
المادية تنشئ صلة وصل في البعد الغير مرئي في المستقبل ، كما يمكن كذالك للدماغ التحكم في مستويات الطاقة
المتعلقة بالبحث بعيد إلمدى لأن الجهد يكافئ المسافة ، وليس كالذي قال بأنه قام بضبط تردد الشمس عن طريق
الأسياخ وكأنه محطة نووية ، ودخل موسوعة جنس للأرقام القياسية من باب الدجل وتحنيط الجماجم ، فعقل
الإنسان يستطيع بينما مستوى الطاقة في جسده والذي لا يتعدى 80 واط غير قادر على توليد فيض مغناطيسي
يتخطى 150 مليون كيلومتر ، لذالك فالعقل سر من أسرار الله تعالى وله القدرة على التحكم في البعد والزمان
والمكان ، وهنا سأضرب لكم مثال نختم به هذه الحصة ، فلنفترض أننا جالسين في مكان عمومي وبه ضوضاء
عارمة بين من يتكلمون بصوت وعالي وبينما من يتكلم بصوت خافت ، فمن المؤكد أن وضيفة الأذن ترتد وتهتز
ميكانيكيا للأصوات المرتفعة لأنها ذات جهد أكبر من الأصوات الخافتة ، لاكن التركيز الإنتقائي يستطيع أن
يتحكم في مستويات الصوت هذه ونستطيع أن نلغي الأصوات المرتفعة ونركز فقط مع الأصوات الهامسة لتصبح
مسموعة بشكل واضح ، .وهذه التجربة ربما أقرب لفهم مصطلح التركيز الإنتقائي .
ولا زلنا سنواصل الحديث في هذه المواضيع إنشاء الله كي تتعرفوا على مفهوم الراديسثيزيا بشكل أكبر
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها