القائمة الرئيسية

الصفحات

علاقة الكتلة والحجم بقوة استجابة الأسياخ النحاسية

 

علاقة الكتلة والحجم بقوة استجابة الأسياخ النحاسية

بسم الله الرحمان الرحيم

الأسياخ النحاسية
الأسياخ النحاسية


والصلاة والسلام على خاتم النبيئين والمرسلين ،  محمد النبي الأمي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ، مرحبا بجميع المتابعين الكرام في حلقة اليوم والتي تعتبر فاصلة جد هامة في علم الإستشعار .

أحيانا ونحن نزاول القنقنة في أي بيئة كانت ، قد نشعر باختلاف ملحوظ في ردة فعل الجهاز ، وتكون حركات التثبيت تختلف من حيث القوة ، وأحيانا قد يكون التثبيت فجائي وبوثير أسرع وليس كالمعتاد ، وكأنه تقريبا يوجد مقياس أو يفترض أن يكون هناك مقياس لضبط شدة قوة ردة فعل الجهاز ، طبعا هذا الأمر قليل منكم من سينتبه له ميدانيا وقليل منكم من له طليعة بهذا الشأن ، ومنكم من سينكر هذا الجانب العلمي والذي سنفصح لكم عنه في هذا الطرح إنشاء الله ، لأن ما يهم الباحث حقيقة وهو ضبط الهدف وحصره لا أقل ولا أكثر ، بدون وضع أي هامش للتقنية أو الإحتراف إن صح التعبير ، وهذا الجانب مهم جدا وربما قد يخلف قفزة نوعية في علم الإستشعار مستقبلا ، وقد تولد طرق جديدة ووسائل تكنولوجية أو حتى كلاسيكية لضبط وقياس شدة قوة الجهاز ، وللإستدلال على هذا الجانب العلمي من المفترض نطرح بعض البينات والدلائل التي تعزز من صدق هذه الحقيقة وصدق هذه النظرية ، والتي لها علاقة بصبيب هذا الموضوع ألا وهو الكتلة والحجم ، لذالك ركز جيدا ولا تخف من المصطلحات العلمية ، لأنني سأبسط لك الأمر جيدا حتى تفهم ، وحتى تقتنع إنشاء الله .

أولا سنتكلم عن نظرية الجذب الكوني أو نظرية الجذب العام لنيوتن ، إذ تقول هذه النظرية أن قوة الجذب بين جسمين تتناسب طرديا مع حاصل ضرب الكتلتين ، وتتناسب عكسيا مع مربع البعد بين مركزي كتلتي الجسمين ، بمعنى أنه كلما كانت الكتلتين كبيرتان كانت قوة الجذب بينهما كبيرة ، وكلما كانت المسافة بين الكتلتين بعيدة كلما قلت قوة الجذب ، والكتلة في الحقيقة تتناسب تناسب طردي مع الحجم ، أي أنه كلما كبر الحجم زادت كتلته يعني شيء بديهي ، ما نفهمه من نظرية إسحاق نيوتن أن الكتلة كلما زادت كلما كانت قوة جذبها للأجسام المحيطة بها أكبر ، وكلما كانت المسافة بين جسمين طويلة كلما قلت قوة الجذب هذه ، الآن فهمنا العلاقة بين الكتلة والحجم وقوة الجذب ، سننتقل بكم الآن لفهم بعض خصائص الموجات الكهرومغناطيسية ، وكما هو معروف أن هذه الموجات تختلف من حيث الأطوال الموجية ومن حيث النفاذية ومن حيث القوة ، وكلما كانت أطوالها الموجية قصيرة كلما كانت قوتها أكبر ، وكانت أكثر ضرر على صحة الإنسان ، وهي 7 أصناف بدأ من الأشعة الراديوية وصولا نحو أشعة غاما ، ولفهم علاقة الطول الموجي بالقوة سنتكلم عن التردد لنبسط لكم الأمر بشكل سهل جدا ، فمثلا لدينا تردد الذهب 59.000 هيرتز ومعدن الفضة 43300 هيرتز ، نلاحظ بأن الذهب تردده أكبر من الفضة ، ما يعني أن قوة مجاله الكهرومغناطيسي أقوى من قوة مجال الفضة ، وكلما كانت قيمة التردد كبيرة كلما كان طولها الموجي صغير جدا ، ما يعني أن الطول الموجي للذهب أصغر من الطول الموجي للفضة ، لاكن هناك أمر مهم جدا يجب مراعاته وأخذه بعين الإعتبار ألا وهو الكتلة والحجم ، كيف ذالك ؟ سنرجع لنظرية إسحاق نيوتن ونظرية الكتلة والتكافئ الطردي مع قوة الجذب ، سنلاحظ بأن إسحاق نيوتن ألغى بشكل كامل علاقة الكتلة بالتردد ، ولم يحترم التردد كمعيار أساسي في قوة الجذب ، بل اكتفى فقط بعلاقة الكتلة بقوة الجذب وانتهى الأمر ، لماذا ؟ لأن الحجم كلما كان كبير جدا كلما سيطر مجاله الكهرومغناطيسي على الأحجام الصغيرة والتي تفوقه من حيث التردد ، بمعنى أن الفضة والتي هي أقل تردد من الذهب إذا كان حجمها وكتلتها أكبر من الذهب كلما سيطر مجالها الكهرومغناطيسي على مساحة أكبر وكلما كان سهل جدا قنصها بقضيب الإستشعار ، بحكم أن مجالها يكون أقرب للباحث من مجال الذهب ، ولأن الحجم كذالك يتناسب تناسب طردي مع المجال الكهرومغناطيسي بغض النظر عن قيمة التردد الثابتة ، وهنا سأسهل عليكم الأمر وسأعطيكم مثال بسيط جدا لتفهموا المغزى الرئيسي من هذا الطرح

ولنفترض أنه لدينا قطعتان معدنيتان بنفس الكتلة والحجم ، قطعة من الذهب تزن 5 غرامات وبقربها قطعة من الفضة كذالك تزن 5 غرامات ، هنا سنأخذ بمعيار التردد الأقوى ألا وهو تردد الذهب ، إذن إذا تحقق هذا الشرط في الميدان وكانت القطعتان بجوار بعضهما البعض ، وكان الباحث في مسار وسيط بين القطعتان ، فحتما سيأخذه قضيبه الإستشعاري إلى أقوى تردد ، وأما إن تحققت هذه الحالة في الطبيعة وكان هناك فارق في الحجم والكتلة ، فإن السيخ سيتجه نحو أكبر كتلة ، لأن الكتلة تتناسب تناسب طردي مع حجم المجال الكهرومغناطيسي ، بمعنى أنه إذا تحقق هذا الشرط وكانت كتلة الفضة تزن 100kg وكتلة الذهب 5 غرامات ، فاعلم بأن قضيب الإستشعار سيتجه نحو الفضة ، لأن مجال الفضة يتناسب مع الكتلة والحجم ، وبذالك سيكون حجم الهالة كبير جدا وأقرب للباحث مقارنة بمجال الذهب والذي سيكون صغير جدا بدون وضع أي هامش لقيمة التردد ، وهنا سأطرح مثال حي عن ذالك ، تخيل معي لو عرضنا قطعة الذهب ذات الخمس غرامات إلى درجة حرارة تساوي 200 درجة سيلسيوس ، فكم ستستغرق من الوقت لتصبح ساخنة جدا ؟ أكيد أنها لن تتعدى بضع ثواني فقط حتى تصير ساخنة جدا ، لاكن لو قمنا بتعريض 100kg من الفضة لنفس درجة الحرارة هذه فعلى الأرجح ستستغرق وقت أطول بكثير من قطعة الذهب حتى تصير ساخنة جدا ، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الحجم والكتلة كلما كبرا كلما احتاجا لطاقة أكبر ليولدا مجال كهرومغناطيسي يتناسب مع حجمها ، وكلما قلت الكتلة والحجم كلما احتاجت المادة لطاقة أقل ، ولمزيد من اليقين سنطرح عليكم تجربة حاولوا أن تقلدوها في منازلكم ليزداد يقينكم بكل ما تقدمنا به سالفا .

سنحظر قطعتان من المغناطيس تختلفان من حيث الكتلة والحجم ، وسنفصلهما بمسافة 10 سنتيمترات ، بحيث أن طريقة وضعها ستكون متشابهة وتحترم شروط القطبية ، ثم نقيم خط فاصل بينهما يقسم هذه المسافة لنصفان بشكل عمودي ، ثم نضع بوصلة على مستوى هذا الخط كي يكون بعدها متساوي من مركزي المغناطيسان ، ثم نقرب البوصلة شيء فشيء باتجاههما ، إلى أن نحصل على استجابة البوصلة لإحدى المغناطيسان ، ستلاحظون بأن مؤشر البوصلة سيتجه نحو المغناطيس الأكبر لأنه يتمتع بمجال أكبر وبانتشار أوسع من المغناطيس الصغير .

وهناك أمر آخر يعزز من صدق كل ما قلناه ، وهو أجهزة الكشف عن المعادن ، والتي تعمل بتقنية الترددات ، فهي مصممة على إرسال موجات كهرومغناطيسية بترددات دقيقة جدا واستقبال أخرى ، لاكن هناك عدة فوارق في مستوى العمق و المسافة التي يستطيع كل جهاز بلوغها ، بحيث نجد عدة أجهزة ترسل نفس الترددات لاكن لمسافات وأعماق متفاوتة ، وبذالك تكون قدرة استجابتها متوازية مع المسافة والعمق كذالك ، وهذا الأمر بطبيعة الحال راجع إلى مقدار الجهد والفولتية التي يشتغل عليها الجهاز ، بحيث أنه كلما كبرت قيمة الجهد كانت مسافة الإنتشار أطول ، بالرغم من التطابق في قيمة التردد ، والعكس صحيح ، وهذا الدليل تقريبا ينطبق على تجربة المغناطيس ، بحيث أنهما يتمتعان بنفس التردد لاكن يختلفان من حيث انتشار المجال .

ما نفهمه من خلال موضوعنا هذا ، أن الكتلة والحجم صفتان متكاملتان ووجهان لعملة واحدة ، وكلما كبرت قيمتهما كلما كان المجال التابع لهما أكثر انتشار وأسهل التقاط ، وبذالك فإن الكتل الصغيرة حتى ولو كانت تردداتها عالية جدا فهي تلغى بشكل كامل إذا صاحبت كتلة كبيرة بالقرب منها ، وبذالك فإن المستشعر  سيتأثر بأقرب مجال ، والذي يعتبر في نفس الوقت أقوى مجال بحكم أن المسافة تكون قريبة بينهما ، وبحكم  أن المجالات الصغيرة قد لا يلتقطها المستشعر بسبب مجالها الصغير وبسبب بعدها من الباحث .

النقطة الأخيرة والتي بدأنا بها هذا الموضع وهي ردة فعل المستشعر ، فكما قلنا سالفا أنها تتغير من مجال لآخر ، فكلما كان المجال قويا كانت ردة الفعل سريعة وقوية ، والعكس صحيح ، وهذا الأمر يتناسب طرديا مع الكتلة والحجم معا

 

 

 

author-img
أبو محمد ابن يمين باحث متواضع في مجال التعدين و الآثار و حاصل على شهادة البكالوريا سنة 2006 بمدينة فاس ثانوية سيدي ابراهيم شعبة العلوم التجريبية ، جاب خلال حياته مجموعة من المجالات منها الفني والثقافي والحضاري إلى أن حط الرحال في مجال البحث عن الثراء من خلال ميدان التنقيب عن المعادن والأحجار الكريمة إضافة إلى مجال الأسياخ النحاسية التي بدأ يدرس أسسها بطرق فيزيائية علمية منذ 3 سنوات أي في سنة 2017 تحديدا حيث نال مرتبة متوسطة و متواضعة إلى حد ما فيما يخص الكشف عن الفراغات والدفائن والمياه الجوفية ، وفي الفترة الأخيرة من سنة 2019 بدأ يهتم بمجال الإشارات وفك رموزها انطلاقا من الحظارات القديمة والعادات القبلية التي جاءت مصاحبة لكل حظارة كما يتمنى أن يرقى بمستواه الفكري ومستوى كل قارئ وزائر لهذه المدونة المتواضعة وبفضل الله وفضلكم سنحقق المستحيل إنشاء الله

تعليقات