القائمة الرئيسية

الصفحات

 

طريقة التمييز بين الذهب ومعادن أخرى

بسم الله الرحمان الرحيم

كيف تميز الذهب الحقيقي من معادن أخرى
كيف تميز الذهب الحقيقي من معادن أخرى

 أحيانا قد نصادف عينات صفراء في الطبيعة أو خلال عمليات التنقيب عن المعادن ، فنتسائل فيما إذا كانت ذهب أم لا ، وهذا التساؤل دائما يطرح نفسه عبر منصات الفايسبوك أو عبر التعاليق على اليوتيوب ، بطبيعة الحال توجد بعض الطرق التقليدية البسيطة التي يمكن أن يستند إليها أي شخص للفصل بين الذهب ومعادن أخرى كالبيريت أو الكالكوبيريت والذي يسمى بعنق الحمام في المغرب أو حتى النحاس ، فكما هو معروف أن الذهب معدن مقطعي أو لين وأقسى بقليل من معدن الرصاص ، وخصوصا إن كان نقي جدا بدرجة 999 أو 1000 ، أي عيار 24 ، لذالك يلجأ صناع المجورات إلى تقويمه وتقويته عبر خلطه بمعادن أخرى كالفضة أو النحاس أو النيكل ، وهو أعلى كثافة من أغلب المعادن الصفراء التي تخدع المنقبين ، فمثلا معدن البيريت أو الذهب الكاذب والذي يتكون أساسا من كبريتيد الحديد فكثافته لا تتخطى 5,025 غرام على السنتمتر مكعب وأما معدن الكالكوبيريت والذي يتركب من كبريتيد الحديد والنحاس فكثافته أقل من البيريت إذ تقدر بما بين 4,1 و 4,3 غرام على اسنتمتر مكعب ، ومقارنة بالذهب فالفرق كبير جدا وواضح لأن كثافة الذهب تقدر بما بين 19,282 و 19,3 ، يعني بمجرد وضع القطعة في يدك وتحسس كثافتها ستلاحظ بأن الذهب وزنه أثقل مقارنة بحجمه ، وأما البيريت والكالكوبيريت فوزنهما أخف بكثير من حجمهما ، وهذا الأمر تقريبا ينطبق على معدن النحاس والتي تبلغ كثافته 8,94 غرام على السنتمتر مكعب , أي أن الفرق في هذا المعامل واضح جدا بين الذهب وكافة المعادن المذكورة ، أي بمجرد وضع القطعة على اليد نحس بالثقل الزائد ، هذا من جهة .

من جهة أخرى كما قلنا أن الذهب معدن لين و قابل للطرق والثني بكل سهولة ، وأما عن البيريت والكالكوبيريت فهو عبارة عن حجر يتكسر بمجرد طرقه ، كما أن النحاس معدن صلب وصعب طرقه والتعامل معه كما هو الشأن بالنسبة للذهب ، وأما في حالة ما إذا صادفنا تراب يشع ببريق أصفر كالذهب فأول شيء سنحاول القيام به وهو وضعه في إناء من الماء ثم نحركه لبضع ثواني ونتركه بعد ذالك يترسب قليلا ، فإن لاحظنا بعض الشذرات الصفراء طافية فوق الماء فهذا يعني أنه إما ذهب كاذب أو كالكوبيرت ، وأما إن استقرت كافة الشذرات في قاع الإناء ننتقل للخطوة الثانية لقطع الشك باليقين ، فنقوم بفرزه بالماء إلى أن يتبقى لنا المعدن فقط ، ثم نمرره في حمض النيتريك لنتأكد من كونه ذهب أو نحاس ، أو نستطيع استعمال العيار الذي يباع عند محلات بيع لوازم الصياغة ، فإن تآكل المعدن فهذا يعني أنه نحاس وليس ذهب ، وأما إن استقر ذون ذالك فهو على الأرجح ذهب ، وكملاحظة فالكالكوبيريت والبيريت معدنان لا يتأثران بحمض النيتريك مثل الذهب تقريبا ، لاكن يطفوان فوق الماء في حال ما إذا كانا عبارة عن برادة .

الخطوة الثالثة وهو ملاحظة اللون بالمعاينة النظرية ، فالكالكوبيريت أحيانا يكون أصفر ذهبي وأحيانا أخرى نجده بألوان متعددة يغلب عليها اللون البنفسجي والأزرق الفلزي وعند تعريضه لأشعة الشمس فإن لونه الذهبي يكون أصفر قوي جدا ومائل للون الأخضر كالبيريت تماما ، وأما عن النحاس فيكون لونه أصفر باهت ، وأما في حالة ما إذا كان ذهب فيكون لونه أصفر ناصع مائل للحمرة .

الخطوة الرابعة نقوم بفرك قطعة الذهب مع صفيحة من الخزف الحجري أو البورسلين الغير مطلي ، فإن اللون المتحصل عليه هو خط أصفر ذهبي وأما عن البيريت والكالكوبيرت فإنهما يتركان خطا أسودا لأن كلاهما يتركبان من كبريتيد الحديد ، وللحصول على قطع البورسلين لعمل التجربة هذه يمكنم الحصول عليها من محلات بيع لوازم الكمبيوتر ، إذ تعتبر هذه الطريقة ناجحة جدا .

المرحلة الخامسة وهو اختبار الخدش ، بحيث نأتي بقطعة نحاس درجة صلادتها 3 ونحاول خدشها بالمعدن الذي بحوزتنا ، فإن انخدش النحاس فهذا دليل على كونه إما بيريت أو كالكوبيريت لأن كلاهما صلابتهما أكبر من صلابة النحاس ، إذ تقدر صلابة البيريت ب6 درجات على مقياس موس وأما عن الكالكوبيريت فهو يفوق صلابة النحاس بنصف درجة ، وأما إن كان ذهب فهو لن يستطيع خدش النحاس لأنه أقل منه بنصف درجة ، وبذالك نقوم بخدش القطعة التي بحوزتنا بقطعة النحاس ، فإن ظهر عليها الخدش فهي ذهب وإن لم تخدش فهي نحاس ، لأن خدش النحاس مع النحاس نخرج بنتيجة لا خادش ولا مخدوش ، وهذه الطريقة أيضا فعالة .

الطريقة الخامسة وهو استعمال مبيض الملابس ، ولو أن هذه الطريقة غير موثوقة بها ، لاكن من المحتمل أن تفي بالغرض ، إذ تقوم المعملية على وضع القطعة في المحلول لفترة قصيرة وملاحظة النتائج ، فإن تغير لون القطعة للأسود فهذا يعني أنها ذهب وأما إن بقيت على حالها فهذا يعني أنها ليست ذهب

author-img
أبو محمد ابن يمين باحث متواضع في مجال التعدين و الآثار و حاصل على شهادة البكالوريا سنة 2006 بمدينة فاس ثانوية سيدي ابراهيم شعبة العلوم التجريبية ، جاب خلال حياته مجموعة من المجالات منها الفني والثقافي والحضاري إلى أن حط الرحال في مجال البحث عن الثراء من خلال ميدان التنقيب عن المعادن والأحجار الكريمة إضافة إلى مجال الأسياخ النحاسية التي بدأ يدرس أسسها بطرق فيزيائية علمية منذ 3 سنوات أي في سنة 2017 تحديدا حيث نال مرتبة متوسطة و متواضعة إلى حد ما فيما يخص الكشف عن الفراغات والدفائن والمياه الجوفية ، وفي الفترة الأخيرة من سنة 2019 بدأ يهتم بمجال الإشارات وفك رموزها انطلاقا من الحظارات القديمة والعادات القبلية التي جاءت مصاحبة لكل حظارة كما يتمنى أن يرقى بمستواه الفكري ومستوى كل قارئ وزائر لهذه المدونة المتواضعة وبفضل الله وفضلكم سنحقق المستحيل إنشاء الله

تعليقات