القائمة الرئيسية

الصفحات

 

متى يكون التأكيس والإنفراج تام توجيه

قضيب الإستشعار
قضيب الإستشعار


هذا الموضوع ببساطة ليس بالأمر المعقد أو المستعصي ، كون أن قضيب الإستشعار يتأثر بالمجالات المغناطيسية المحيطة ، والتي تتمتع بأكبر قدر من الطاقة ، فقط يكفي أن تكون الأبعاد المكانية الثلاثة للمجال المغناطيسي ، أقرب للباحث من أي نقاط جذب أخرى ، وأن تكون قدرة الباحث على الشعور بانتظام الحركة جيدة كفاية ، حتى يستطيع ضبط نقاط الجذب هذه بأكبر دقة وتقنية ، وهذا الشعور يتولد نتاج الممارسة المستمرة ، ونتاج الإخفاقات المتكررة ، إذ أن هذه الإخفاقات تجعل الباحث قادر الشعور بالإختلاف الجذري في الحركة المعتادة والموازية للإخفاق ، بينما النجاح الذي يوالي الصدفة قد يزيد من حدة ميزان الحركة ، عموما فإن التأكيس والإنفراج التوجيهي التام أمر مشاع وليس بالمصطلح الدخيل  ولا نعتقد بأن هناك من وقع في خطأ التأكيس التام أو الإنفراج التام ، إلا وإذا كان الباحث مبتدأ ويعاني من نقص في الخبرة ، ونقص في الممارسة الميدانية ، فاحتمال كبير أن يقع في مثل هذه المغالطات وأن يقع ضحية عقله الباطن ورغباته الجامحة ، فالأصل في البحث اعتدال ثم توجيه ثم تثبيت ، بدون إضافات ولا بهرات ، لأن القضيب الإستشعاري بمجرد رفعه يعطي اتجاه يتوافق مع قوة الجذب المسيطرة في الأرجاء ، وكذالك خلافا لموقع الباحث ونقطة تمركزه ،  لأن موقع الباحث يكون عشوائي ، بدون أي فكرة عن تمركز المجال ، فإذا كان الهدف على يمينك سيتأرجح باتجاه اليمين والعكس صحيح ، وأما إن كان الهدف يميل بزاوية معينة من نقطة اعتداله أو تحايده فسيتجه كذالك مباشرة نحوه ، الأمر الذي يتحقق ميدانيا بعد رفع المستشعر وتحديد الإتجاه ، أن طريقة التقدم نحو الهدف لا تكون مستقيمية الشكل ، وإنما تأخذ مسار متعرج وغير منتظم ، فتارة يوجهك يسارا وتارة أخرى يأخذك يمينا إلى أن تصل لمصدر الطاقة أو مصدر الجذب ، وأما عند بلوغ الهدف بعد تحديد الإتجاه فالتثبيت يكون إما بالإنفراج التام أو التأكيس التام ، تحسبا لطابع المجال ، وطابع المجال هذا يستند لعوامل مهمة جدا ، أهمها الحزامين الشعاعيين اللذان يتشكل منهما ، الأمر الذي يطابق أحزمة فان آلين المعروفة في المجال المغناطيسي الأرضي ، فأي مجال مغناطيسي يحدث جذب لأي جسم قابل للجذب ، والنطاق الكمي لهذا المجال نفسه ، يتشكل من عناصر دقيقة كالإلكترونات والبروتونات والفوسفونات والفوتونات ، والتي تتمع كذالك بمجال مغناطيسي تابع لها ، وأكثر صغر بمليارات المرات من هذه الجسيمات الإشعاعية ، وقادرة على جذب أي عناصر أخرى تتوافق مع قوة جذبها ، وهكذا إلى ما لا نهاية ، كون أن الحجم ليست له بداية ولا نهاية ، والطاقة نفسها ليست لها بداية ولا نهاية ، مثل ما هو الشأن بالنسبة لقوى العقل التي لم تكتشف بعد ، وهذا الطابع كنا قد أوردناه ضمن سياق طرح منفصل ، وسنحتاجه قريبا إنشاء الله في موضوع يتعلق بدوران المستشعر فوق الهدف ، وكذالك في علاقة الإختلاف الرقمي عند معاودة التجربة بعد مدة ، فالمشكل يكمن في توقف قضيب الإستشعار ، وليس في الدوران ، على أي نعود لموضوعنا كي لا نبعثر الأوراق ، فبعد تثبيت الهدف من أربع اتجاهات مختلفة وحصر مصدر الطاقة أو المجال ، وجدنا مثلا الهدف يشمل بقعة لا تتخطى 20 سنتي ، أول ما نقوم بم وهو وضع هامش لنسبة الخطأ أو نسبة الإزاحة أو الإنكسار ، لأن المستشعر ليس جهاز إلكتروني قادر على تحديد نقطة الصفر بنسبة 100/100 ، ما سنقوم به هو تمديد ذالك التربيع بنسبة ثلاثون سنتي في كافة الإتجاهات ، ليصير لدينا مساحة حفر 50 سنتي ، لأن أغلب الباحثين المتمرسين يخطؤون في تحديد نقطة الصفر بدقة متناهية ، فيلجؤون لاحتساب هامش الخطأ هذا ، ومن الملاحظ أن الأتراك يعتمدون أجهزة نبض حثي لتأكيد مصدر الهالة ، كما نلاحظ من خلال فيديوهاتهم على اليوتيوب أن هامش الخطأ غالبا ما يكون واردا خلال تثبيت الهدف .

المهم متى يكون التأكيس التام والإنفراج التام مجرد توجيه ؟ هناك حالتان واحد فقط ، الحالة الأولى إذا تزامن وجودك في حالة رفع المستشعر ، مع وجود الهدف أو أقوى مصدر جذب خلفك باتجاه يدك اليمنى أو اليسرى ، في هذه الحالة سينفرج المستشعر انفراج تام إذا كان الهدف على يمينك ، وسيؤكس تأكيس تام إذا كان الهدف على يسارك ، وأما إذا كان الباحث قليل الخبرة فقد يسوقه عقله الباطن لمثل هذه الأمور وهو في حالة توجيه ، والحالة الثانية أو الإحتمال الثاني وهو إن تزامن وجودك صدفة فوق الهدف مباشرة ، في هذه الحالة إما أن يؤكس تأكيس تام وإما أن ينفرج انفراج كامل .

لأنه لا يعقل أن يكون الهدف الأقرب والأقوى طاقة يباشرك في الإتجاه مع زاوية انخراف ضعيفة وجدا ، أو يكون أمامك مباشرة ، ويأخذك المستشعر باتجاه مستقيمي إلى أن يصير الهدف خلفك ثم ينفرج انفراج تام أو يؤكس تأكيس تام ليعيدك باتجاهه مرة أخرى ، وهذا أمر غير مقبول تماما ويتنافى ويتناقض مع العلم ومع قانون القطبية ، لذالك احرص دائما بعد رفع المستشعر أن يكون توجيهك صحيحا حتى ولو رفعته المرة الأولى وأعدت رفعه مرة ثانية وثالثة ، فالأصل في البحث هو التوجيه الصحيح ، أما التثبيت وهو خروجه عن السيطرة واستماتته على إخضاعك بالمكوث في مساحة معينة ، لا أقل ولا أكثر .

 

author-img
أبو محمد ابن يمين باحث متواضع في مجال التعدين و الآثار و حاصل على شهادة البكالوريا سنة 2006 بمدينة فاس ثانوية سيدي ابراهيم شعبة العلوم التجريبية ، جاب خلال حياته مجموعة من المجالات منها الفني والثقافي والحضاري إلى أن حط الرحال في مجال البحث عن الثراء من خلال ميدان التنقيب عن المعادن والأحجار الكريمة إضافة إلى مجال الأسياخ النحاسية التي بدأ يدرس أسسها بطرق فيزيائية علمية منذ 3 سنوات أي في سنة 2017 تحديدا حيث نال مرتبة متوسطة و متواضعة إلى حد ما فيما يخص الكشف عن الفراغات والدفائن والمياه الجوفية ، وفي الفترة الأخيرة من سنة 2019 بدأ يهتم بمجال الإشارات وفك رموزها انطلاقا من الحظارات القديمة والعادات القبلية التي جاءت مصاحبة لكل حظارة كما يتمنى أن يرقى بمستواه الفكري ومستوى كل قارئ وزائر لهذه المدونة المتواضعة وبفضل الله وفضلكم سنحقق المستحيل إنشاء الله

تعليقات