متى يكون التأكيس والإنفراج تام توجيه
هذا الموضوع ببساطة ليس بالأمر المعقد أو
المستعصي ، كون أن قضيب الإستشعار يتأثر بالمجالات المغناطيسية المحيطة ، والتي
تتمتع بأكبر قدر من الطاقة ، فقط يكفي أن تكون الأبعاد المكانية الثلاثة للمجال
المغناطيسي ، أقرب للباحث من أي نقاط جذب أخرى ، وأن تكون قدرة الباحث على الشعور بانتظام
الحركة جيدة كفاية ، حتى يستطيع ضبط نقاط الجذب هذه بأكبر دقة وتقنية ، وهذا الشعور
يتولد نتاج الممارسة المستمرة ، ونتاج الإخفاقات المتكررة ، إذ أن هذه الإخفاقات تجعل
الباحث قادر الشعور بالإختلاف الجذري في الحركة المعتادة والموازية للإخفاق ،
بينما النجاح الذي يوالي الصدفة قد يزيد من حدة ميزان الحركة ، عموما فإن التأكيس والإنفراج
التوجيهي التام أمر مشاع وليس بالمصطلح الدخيل ولا نعتقد بأن هناك من وقع في خطأ التأكيس التام
أو الإنفراج التام ، إلا وإذا كان الباحث مبتدأ ويعاني من نقص في الخبرة ، ونقص في
الممارسة الميدانية ، فاحتمال كبير أن يقع في مثل هذه المغالطات وأن يقع ضحية عقله
الباطن ورغباته الجامحة ، فالأصل في البحث اعتدال ثم توجيه ثم تثبيت ، بدون إضافات
ولا بهرات ، لأن القضيب الإستشعاري بمجرد رفعه يعطي اتجاه يتوافق مع قوة الجذب
المسيطرة في الأرجاء ، وكذالك خلافا لموقع الباحث ونقطة تمركزه ، لأن موقع الباحث يكون عشوائي ، بدون أي فكرة عن
تمركز المجال ، فإذا كان الهدف على يمينك سيتأرجح باتجاه اليمين والعكس صحيح ،
وأما إن كان الهدف يميل بزاوية معينة من نقطة اعتداله أو تحايده فسيتجه كذالك
مباشرة نحوه ، الأمر الذي يتحقق ميدانيا بعد رفع المستشعر وتحديد الإتجاه ، أن
طريقة التقدم نحو الهدف لا تكون مستقيمية الشكل ، وإنما تأخذ مسار متعرج وغير
منتظم ، فتارة يوجهك يسارا وتارة أخرى يأخذك يمينا إلى أن تصل لمصدر الطاقة أو
مصدر الجذب ، وأما عند بلوغ الهدف بعد تحديد الإتجاه فالتثبيت يكون إما بالإنفراج
التام أو التأكيس التام ، تحسبا لطابع المجال ، وطابع المجال هذا يستند لعوامل
مهمة جدا ، أهمها الحزامين الشعاعيين اللذان يتشكل منهما ، الأمر الذي يطابق أحزمة
فان آلين المعروفة في المجال المغناطيسي الأرضي ، فأي مجال مغناطيسي يحدث
جذب لأي جسم قابل للجذب ، والنطاق الكمي لهذا المجال نفسه ، يتشكل من عناصر دقيقة كالإلكترونات
والبروتونات والفوسفونات والفوتونات ، والتي تتمع كذالك بمجال مغناطيسي تابع
لها ، وأكثر صغر بمليارات المرات من هذه الجسيمات الإشعاعية ، وقادرة على جذب أي
عناصر أخرى تتوافق مع قوة جذبها ، وهكذا إلى ما لا نهاية ، كون أن الحجم ليست له
بداية ولا نهاية ، والطاقة نفسها ليست لها بداية ولا نهاية ، مثل ما هو الشأن
بالنسبة لقوى العقل التي لم تكتشف بعد ، وهذا الطابع كنا قد أوردناه ضمن سياق طرح منفصل
، وسنحتاجه قريبا إنشاء الله في موضوع يتعلق بدوران المستشعر فوق الهدف ، وكذالك
في علاقة الإختلاف الرقمي عند معاودة التجربة بعد مدة ، فالمشكل يكمن في توقف قضيب
الإستشعار ، وليس في الدوران ، على أي نعود لموضوعنا كي لا نبعثر الأوراق ، فبعد
تثبيت الهدف من أربع اتجاهات مختلفة وحصر مصدر الطاقة أو المجال ، وجدنا مثلا الهدف
يشمل بقعة لا تتخطى 20 سنتي ، أول ما نقوم بم وهو وضع هامش لنسبة الخطأ أو نسبة
الإزاحة أو الإنكسار ، لأن المستشعر ليس جهاز إلكتروني قادر على تحديد نقطة الصفر
بنسبة 100/100 ، ما سنقوم به هو تمديد ذالك التربيع بنسبة ثلاثون سنتي في كافة
الإتجاهات ، ليصير لدينا مساحة حفر 50 سنتي ، لأن أغلب الباحثين المتمرسين يخطؤون
في تحديد نقطة الصفر بدقة متناهية ، فيلجؤون لاحتساب هامش الخطأ هذا ، ومن الملاحظ
أن الأتراك يعتمدون أجهزة نبض حثي لتأكيد مصدر الهالة ، كما نلاحظ من خلال
فيديوهاتهم على اليوتيوب أن هامش الخطأ غالبا ما يكون واردا خلال تثبيت الهدف .
المهم متى يكون التأكيس التام والإنفراج التام
مجرد توجيه ؟ هناك حالتان واحد فقط ، الحالة الأولى إذا تزامن وجودك في حالة رفع
المستشعر ، مع وجود الهدف أو أقوى مصدر جذب خلفك باتجاه يدك اليمنى أو اليسرى ، في
هذه الحالة سينفرج المستشعر انفراج تام إذا كان الهدف على يمينك ، وسيؤكس تأكيس
تام إذا كان الهدف على يسارك ، وأما إذا كان الباحث قليل الخبرة فقد يسوقه عقله
الباطن لمثل هذه الأمور وهو في حالة توجيه ، والحالة الثانية أو الإحتمال الثاني
وهو إن تزامن وجودك صدفة فوق الهدف مباشرة ، في هذه الحالة إما أن يؤكس تأكيس تام
وإما أن ينفرج انفراج كامل .
لأنه لا يعقل أن يكون الهدف الأقرب والأقوى
طاقة يباشرك في الإتجاه مع زاوية انخراف ضعيفة وجدا ، أو يكون أمامك مباشرة ، ويأخذك
المستشعر باتجاه مستقيمي إلى أن يصير الهدف خلفك ثم ينفرج انفراج تام أو يؤكس
تأكيس تام ليعيدك باتجاهه مرة أخرى ، وهذا أمر غير مقبول تماما ويتنافى ويتناقض مع
العلم ومع قانون القطبية ، لذالك احرص دائما بعد رفع المستشعر أن يكون توجيهك
صحيحا حتى ولو رفعته المرة الأولى وأعدت رفعه مرة ثانية وثالثة ، فالأصل في البحث
هو التوجيه الصحيح ، أما التثبيت وهو خروجه عن السيطرة واستماتته على إخضاعك بالمكوث
في مساحة معينة ، لا أقل ولا أكثر .
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها