فن التمويه في الكنوز
بسم الله الرحمان
الرحيم
إن من
بين أهم الأساسيات في البحث عن الكنوز ، سواء عن طريق أدوات الإستشعار أو عن طريق
فهم منطق تحليل الإشارة ،هو وضع هامش كبير جدا لعنصر التمويه ، أو بصريح العبارة فن التمويه في
الكنوز ، مبدئيا ولأول مرة يطرح مصطلح التمويه في عالم الإستشعار ، ويضاف كقاعدة
جديدة ذات شروط جزائية ، انطلاقا من تجارب زمرة كبيرة من الباحثين ، وعلى غرار هذه
الجزئية سنوضح أمور جد مهمة وجد قيمة ، مستنتجة من أرض الميدان ، ومن تجارب باحثين
وقعوا ضحية التمويه ، فالتمويه اصطلاحيا يقصد به المداراة بطرق تتخطى ذكاء العقل ،
والقدماء هم أصل علوم الإستشعار وهم أصحاب اللبنة الأساسية لهذا المنهج التوارثي ،
لذى فقد كانوا أشد دراية عن غيرهم بخطر الإستشعار ، وأشد حيطة من خطر الكشف عن ودائعهم وكنوزهم ، لذا فقد كانوا يحصنون بعض
الودائع عن طريق إنشاء مجالات ثانوية ينساق ورائها الباحث أو الذي يمارس فن
التغطيس ، حيث أن هذه القواعد المتوارثة والمواكبة للعصور القديمة كانت عبارة عن
ثقافة ، يعيها العامة حتى وإن لم يكونوا ذوي علم ودراية ، وكانت تكون أهدافهم التمويهية
منطقية جدا لكل من يمارس علوم الإستشعار ، إذ تكون هذه الأهداف عبارة عن أماكن تم
ردم الفخار فيها ، أو الفحم أو بعض المقتنيات الثمينة والبسيطة مقارنة بقيمة الكنز
الحقيقي ، أو حتى عن طريق إنشاء فراغات بشرية ، هنا يقع الباحث ضحية هذه المجالات
الثانوية التي تطوق الهدف الأصلي من كافة الجوانب ، اعتقادا منه على أن المكان لا
يوجد فيه سوى ذالك الهدف الفارغ ، وغالبا ما يكون الدفين الحقيقي غنيا جدا ، لذا
مبدئيا يجب القيام بعمل تمحيصي للمحيط برمته وكشف كافة النقاط التي تؤشر عليها
القضبان ، والعمل عليها انطلاقا من المجالات الكبيرة ذات الأهمية القصوى ، وبحسب
تجارب كثير من الباحثين ، فقد انساقوا وراء هذه الأهداف التمويهية ، وصادفوا جرر من
فخار أو حفر مردومة قديما لا فائدة منها وبذالك ضلوا السبيل ، وأخلوا المكان لأن
عنصر التمويه خدعهم بطريقة أو بأخرى ، وكل هذه التجارب تجدونها كطرح تساؤلات في
مجموعات كثيرة على الفايسبوك ، وكمعلومة إضافية فإن هذه المجالات الثانوية وضعت
حتى لأصحاب تحليل الإشارات ، وخصوصا تلك التي تضم رسم جيوغرافي للمنطقة ، أما بالنسبة
للتمويه في علم التغطيس فسواء أكان الدفن بمباركة الإشارة أم لا ، كونه لا يشترط
أن تكون هنالك إشارة في الأساس ، لأن التمويه وضع خصيصا للباحثين عن الكنوز بواسطة
القضبان ، لذالك غالبا ما تكون العلامة عبارة عن بروز طببعي أو بروز عضوي .
وأما
التمويه في الإشارات فهو الأكثر شيوعا والأكثر تعقيدا ، لأن التحليل يقام على أساس
حل أحجية ، وليس على أساس فهم الرمزية العقائدية ، أو معرفة الحظارات والإتجاهات
العقائدية ، والأمر الوحيد الذي يحترم معيار العقيدة في أية حظارة هو الدفن
الجنائزي ، حتى ولو كان المدفن ثري جدا وبه مقتنيات ، وخصوصا عندما يتعلق الأمر
بالإتجاه وبالإشارة الجنائزية ، لأنها تعتبر قواعد زجرية لا يجوز مخالفتها أو
تغييرها في أي زمان ومكان ، لذى تجد أغلب الأماكن التي تم فتحها عبارة عن مدافن ، كون
أن الباحثين أدرى بالإشارات الجنائزية والإتجاهات المواكبة لها ، وأما في حالة الدفن
التكنيزي ، فيكون مخالفا تماما لنصوص العقيدة والمذهب ، ولا يحترم أية قاعدة بتاتا
، لذى فإن منطق تحليل الإشارات كما سبق وذكرنا ، هو رفع للإحتماليات واختراق لذكاء
واضع الإشاراة ، والتمويه في الإشارات يقام على أساس عدة احتمالات ، من ضمنها
تعزيز الإشارة ببعض النقوش اللادلالية ، والتي تؤدي بالباحث إلى الفخ الذي بناه
صانع تلك الإشارة ، أو إشارة رمزية فقط للموقع ، وتمثل بالنسبة لصاحبها نقطة
الإنطلاق فقط ، أي أنها لا تحمل في طياتها أية ألغاز وأحجيات ، أو أن تكون الإشارة
توجيهية لمكان اعتمد في الأساس على سياقة الباحث نحوه ، وقد يكون به شيء بسيط أو
قد لا يكون هنالك شيء في الأساس ، لذالك دائما لا يجب اعتماد توجيه الإشارة كأساس
في فهم اللغز ، إلا بعد الإطلاع على محيط الإشارة ، ودراسة الأبعاد الجغرافية
للمكان ، وتحديد كافة النقاط البارزة للعين انطلاقا من مكان الإشارة ، كما لا يجب
الإئتمان وتصديق إشارات الحصر ، كالبصمة مثلا أو جرن القلم أو الجرون الدالة على
المغر والسراديب والجرون التثبيتية ، كل هذه القواعد مجرد مبالغات من صانع الإشارة
التكنيزية ، وليست الجنائزية ، وقد نجد أحيانا إشارات جنائزية صممت بغرض التمويه ،
وتم نحتها من طرف أشخاص لا ينتمون في الأساس لتلك الديانة ، ولا تمثل تلك الإشارة عقيدتهم
أساسا ، فقط صمموها بغرض التمويه ، وكي تلوح بالباحث لدراسة الإتجاه العقائدي
ورمزية الإشارة ، لذا فإن منطق تحليل الإشارة يعتبر مجال صعب جدا ، ومجال ليس
بالأمر اليسير فيه الحصول على الغنيمة ، لأن واضع الإشارة لن يقدم لك ماله على طبق
من ذهب ، ويسوق لك كافة المعلومات التي ترغب فيها انطلاقا من الإشارة ، وكنصيحة
نقدمها لكم من خلال هذا الطرح ، دائما وأبدا ، قبل البدئ في تحليل الإشارة ، ضع
نفسك مكان واضعها ، وخمن جيدا أين ستخفي دفينك ، وأين هو المكان الذي يحمل كافة
المواصفات الجغرافية ، التي تليق بدفن كنزك ، ثم بعد ذالك خذ إطلالة على المحيط المجاور
للإشارة ، لتبني المكان الصالح للدفن ، وبعدها يمكنك تحليل الإشارة بكل أريحية .
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها