القائمة الرئيسية

الصفحات

 

كيف تشكل الألماس في باطن الأرض

بسم الله الرحمان الرحيم

الألماس
الألماس


حجر الألماس يعد من بين الأحجار الكريمة الناذرة والباهظة التكلفة والسعر ، كما يعتبر من بين الأحجار الشعبية والمعروفة حول أنحاء العالم ، ناهيك عن الأحجار الغير معرفة أو تلك التي لم يدع صيتها بشكل واسع ، عموما يعتبر الألماس من الأحجار لربما الناذرة ذات التركيب المتأصل من عنصر واحد ، ألا وهو عنصر الكاربون ، حيث يتمتع بتركيب بلوري مكعب الشكل ، وقد يتخذ أحيانا أشكال مضاعفة لهذا التركيب البلوري في الطبيعة ، إذ يأتي على شاكلة أو هيئة ثمانية الأوجه أو بإثنا عشر وجه ، وعلى غرار التركيب الشبكي للبلورة ، يعتبر هذا العامل مهم جدا في الإختلاف الحاصل ببنه وبين معادن أخرى تتركب من نفس العنصر ، كالفحم مثلا واللونسداليت والجرافيت ، أي بمعنى صريح أن الإختلاف لا يقع في التركيبة الذرية وإنما على مستوى الشبكة البلورية ، ما ينشئ عنه فاصل كبير جدا وفرق شاسع في الخصائص الأخرى .

عموما فإن الألماس يصنف من ضمن الأحجار الكريمة الباهظة التكلفة ، والتي تسعر إثر عوامل جمة ، من ضمنها اللون والحجم ودرجة النقاء ونوع القطع وحتى الصانع الذي صمم الجوهرة ، والذي تكون تكلفة يده باهظة الثمن ، وعلى غرار المشاع كثيرا فيما يخص اللون ، فإن أغلب الناس العاديين يعتقدون بأن الألماس عديم اللون ، لاكن الحقيقة تقول بأنه عادة ما يكون أصفر ، ناهيك عن الألوان الأخرى التي يتصف بها ، كالأزرق الفاتح والأخضر والأسود والرمادي والأبيض الشفاف والبنفسجي والوردي ثم البرتقالي والبني والأحمر ، وأما فيما يخص درجة الصلابة فيعتبر الألماس الحجر الوحيد الذي يتصدر قائمة مقياس موس بعشر درجات ، ناهيك عن معامل الكثافة والذي ينحصر بين 3,5 و 3,54 غرام على السنتيمتر مكعب ، وأما عن معامل الشفافية فقد يأتي شفاف أو شبه شفاف أو نصف شفاف أحيانا ، أي أنه ليس معتم تماما ، وبالنسبة للبريق فهو ناصح إلى حد ما وشديد للغاية ، هذا تقريبا فيما يخص أهم الخصائص التي يتمتع بها الألماس ، وأما فيما يخص الإستخدامات فهو يعرف بشعبية كبيرة جدا في مجال تصنيع المجوهرات وخصوصا في القرن التاسع عشر بعدما داع صيته حول العالم ، وصار كسلعة اقتصادية محتكرة بشكل كبير جدا من طرف مجموعة من الشركات العالمية ، ليدخل بذالك في تحسين المخزون الإحتياطي لكل دولة كمعدن االذهب مثلا ، ناهيك عن بعض الإستخدامات الأخرى ، والتي تدخل في المجال الصناعي والتقني ، كصناعة رؤوس أنابيب الحفر والتي تستخدم في حفر آبار البترول والمناجم ، ناهيك عن استخدامه في صناعة الأجهزة الإليكترونية وبعض معدات الطب وغيرها .

الألماس



عموما وكما أشرنا سالفا فإن حجر الألماس ثبت علميا ومخبريا ، أنه يتركب من عنصر وحيد وهو معدن الكاربون ، هذا العنصر الذي يكون مركز بشكل عال جدا مستوى الحجر ، يكون على أعماق كبيرة جدا تحت سطح الأرض مما يخول له درجة الحرارة والضغط المطلوبين للتبلور ، حيث تؤكد بعض النظريات العلمية أن العمق المطلوب لنشوء حجر الألماس وهو 150 كيلومتر تحت سطح الأرض ، ومن المعروف أن لذرات الكربون ست بروتونات وست إلكترونات ، إلكترونان يتوزعان حول المدار الأول وأربع إلكترونات أخرى تتوزع حول المدار الثاني ، وكون أن المدار الثاني يتشبع بثماني إلكترونات ، فإن هذه الأربع تعتبر متكافئة وقادرة على تكوين روابط بينها وبين ذرات أخرى ، قصد تكوين مجموعات بلورية متناسق ، وهذا ما يسمى بعملية التبلور ، هذا فيما يخص حجر الألماس ، وأما عن الجرافيت والذي أيضا يتركب من عنصر الكاربون اللافلزي فإن ثلاث إلكترونات من أصل الأربعة المتكافئة ، هي التي تدخل في خلق روابط بينها وبين ذرات أخرى ، والنتيجة النهائية روابط ضعيفة بين الوحدات الذرية بعكس الألماس ، وبناء صفيحي منبسط جرافيتي هش .

وتتم عملية التبلور هذه لعنصر الكاربون داخل الحمم البركانية ، لعمر جيولوجي غير معروف ، وتحت وطأة عوامل أخرى لم يتم الإفصاح عنها ، لتخرجه بعد ذالك الثورات البركانية جزئيا مع مزيج من الصخور المتحولة وتلك التي أخرتها الحمم بفعل عامل الضغط والحرارة ، ثم يتوزع بشكل متفرق على مستوى سطح الأرض ولمسافات محدودة جدا ، متتبعا مسالك منحدرة ورسوبية ، ويعتبر الكاربون عنصر يعرف بظاهرة تسمى بالتآصل ، وهي عبارة عن وجود الكاربون في الطبيعة على عدة صور وأنماط تختلف من حيث الخواص الفيزيائية وتتطابق من حيث الخواص الكيميائية ، أي بمعنى أن هذه الثورات البركانية بغض النظر عن الألماس أو الجرافيت ، فهي تعطينا مزيج من أشكاله الطبيعية سواء المتبلور منها أو غير المتبلور ، لنشهد بذالك هذا التركيب في عدة أنماط مختلفة من الخصائص الفيزيائية كالفحم الحجري والنباتي الغير متبلور ، وأما علاقة الألماس بالنذرة أو بعض الأحجار الكريمة الناذرة ، فكل هذا راجع إلى شرط من شروط الطبيعة ، وهو اتحاد العناصر الكيميائية المشكلة للحجر مع أنماط من طبقات الأرض مع توفر درجة حرارة معينة وضغط معين وظروف تبريد ملائمة جدا ، مع احتساب هذه القيم كشروط جزائية ، وهذه العوامل بطبيعة الحال من الصعب جدا توفرها بشكل واسع النطاق ، لذالك نجد أحجار كريمة ناذرة في أماكن معينة حول العالم ، وهي التي توفر الظروف الطبيعية الملائكة والعناصر الكيميائية لتبلوره بشكل جيد .

 

author-img
أبو محمد ابن يمين باحث متواضع في مجال التعدين و الآثار و حاصل على شهادة البكالوريا سنة 2006 بمدينة فاس ثانوية سيدي ابراهيم شعبة العلوم التجريبية ، جاب خلال حياته مجموعة من المجالات منها الفني والثقافي والحضاري إلى أن حط الرحال في مجال البحث عن الثراء من خلال ميدان التنقيب عن المعادن والأحجار الكريمة إضافة إلى مجال الأسياخ النحاسية التي بدأ يدرس أسسها بطرق فيزيائية علمية منذ 3 سنوات أي في سنة 2017 تحديدا حيث نال مرتبة متوسطة و متواضعة إلى حد ما فيما يخص الكشف عن الفراغات والدفائن والمياه الجوفية ، وفي الفترة الأخيرة من سنة 2019 بدأ يهتم بمجال الإشارات وفك رموزها انطلاقا من الحظارات القديمة والعادات القبلية التي جاءت مصاحبة لكل حظارة كما يتمنى أن يرقى بمستواه الفكري ومستوى كل قارئ وزائر لهذه المدونة المتواضعة وبفضل الله وفضلكم سنحقق المستحيل إنشاء الله

تعليقات