التنقيب عن المياه الجوفية بواسطة الفوالق
بسم الله الرحمان الرحيم
والطريقة التي سنتكلم عنها تشمل الفوالق بشتى أنواعها ومواقعها ، سواء أكان البحث في أرض مستوية أو في طبيعة جبلية ، وكتعريف بسيط لكلمة فالق أو فوالق ، فهي عبارة عن تصدعات وكسور أو تحدبات تطرئ على الطبقات الصخرية للقشرة الأرضية ، جراء قوى الضغط والدفع الناجمة عن حركات هذه الطبقات أو حتى قوى المد ، ما يؤدي إلى نشوء تحدب أو انحناء أو تصدع أو انزلاق لهذه الطبقات وصعود طبقة بشكل نسبي ومتعامد على مستوى الطبقة الثانية ، مشكلة بذالك انحناء ظاهر على مستوى سطح الأرض أو تحدب على شكل قبة ، وقد ينجم الفالق أيضا عن انزلاق هذه الطبقات عن بعضها أي بشكل أفقي ومتوازي ، بحيث تختلف أطوال الفوالق تزامنا مع قوى الضط أو المد هذه ، ليصل طوله من أمتار إلى عدة كيلومترات ، وتنقسم الفوالق إلى عدة أنواع نذكر من بينها الفالق العادي والدسر والمعكوس ، هذا فيما يخص الفالق الذي يطرأ على الطبقات الصخرية القاسية والتي عوض أن تنحني تنكسر ، وأما الفالق الذي ينشئ على مستوى الطبقات الصخرية المرنة فهو الذي يخلف ورائه انحناء أو تحدب نظرا لطبيعة الطبقات ، لاكن ما يهمنا نحن كسبيل للبحث عن المياه الجوفية هو كيفية الوصول لهذه الفوالق نظريا ودون الحاجة لاستعمال أدوات الريافة ، لأن هذه التصدعات في الأصل هي التي تترك خلفها مسالك باطنية قابلة لتمرير سيول من المياه الجوفية ، بالإضافة إلى كيفية معرفة الإتجاه الذي يأخذه الفالق قصد العمل عليه بشكل عمودي أو بشكل تقاطعي لحصر نقطة ومكان الحفر ، وذالك بناء على طبيعة المكان الذي نشتغل عليه .
مجال التنقيب عن المياه الجوفية كأي مجال آخر قابل لأن يتبلور وقابل لأن يتطور ، فالغاية هي التي تبرر الوسيلة ، والعقل هو صاحب الريادة في تطوير المنهجيات والسبل المؤدية إلى النجاح ، وكل الطرق تصب في بحر العلوم لتلغي المستحيل وتسهل من طرق الكشف حتى للمبتدئين ، لذالك ما سنتناوله في هذا الموضوع يعتبر نتاج بحث معمق ، وطريقة جد فعالة في التنقيب عن المياه الجوفية بأدوات الرياظفة ، كما تعتبر من بين أهم الأعمدة التي يستند إليها مهندسي التنقيب في هذا المجال ، لاكن بعيدا عن آليات العمل بأدوات الربافة كقضبان التغطيس وأعواد الزيتون ، لأن هذا الجزئ سبق وأن تناولناه ضمن عدد معين من مواضيعنا ، فقط سنكتفي بالحديث عن مؤشر دلالي يتيح لنا إمكانية تحديد المسار الذي تتجه فيه المياه الباطنية نظريا .
_الطبيعة المستوية :
طيب قلنا بأن الفوالق تترك خلفها آثار التحدب والإنحناء ، أي ما يعني أن أي انحناء أو تحدب أو انحدار على مستوى الأراضي المفتوحة يكون عبارة عن فوالق ، حتى وإن كان هذا الإنحدار طفيفا وغير واضح ، لأن العوامل الطبيعية بما فيها الأمطار والرياح مع مرور الزمن تقلص من حدة هذا الإنحدار فيصير طفيفا وغير ظاهر ، لذالك لا يجب إلغاء هذه المنحدرات الطفيفة من قائمة الشك ، والفوالق عادة ما تكون ممتدة بشكل متوازي ومستقيمي في نفس الوقت ، وقد يصل عددها أحيانا إلى أكثر من ثلاثة ، لذالك ما سنقوم به في حالة تحديد أماكن الفوالق هو الفحص بشل متعامد معها ، وكأننا نريد اختراقها بزاوية 90 درجة ، وفي حالة ما إذا حددنا مجرى المياه الجوفية نقوم تاليا بتحديد اتجاه سريانه ، وذالك عن طريق المشي فوق المجرى مباشرة وبشكل متوازي ، حتى تؤكس قضبان التغطيس أو تنفرج ، فإن أكست فهذا يعني أننا نمشي بشكل معاكس لمجرى سريان التيار ، وأما إن انفرجت فهذا يعني أننا نمشي مع مجرى التيار ، بناء على قوانين القطبية وقوانين الشحنات ، وهذه العملية نقوم بها لتحديد نقاط تجمع هذه الفوالق المتوازية والتي تتمتع بأكبر صبيب للمياه .
_الطبيعة الجبلية :
وأما بالنسبة للأماكن المرتفعة فهناك حالتان جد مهمتان وتكملان بعضهما البعض ، الحالة الأولى هو البحث في قمة المرتفع ، وأما الحالة الثانية وهو البحث في سفح هذا المرتفع ، فإذا كان البحث في قمة المرتفع فإننا نبحث عن الفوالق بشكل عادي جدا وكأننا نبحث في الطبيعة المستوية بناء على الأماكن المحدبة أو المقعرة ، أو نستطيع البحث في الأماكن الأشد انحدارا في المرتفعات ، لأن المياه بطبيعتها تبحث عن المنحدرات لسريانها وبذالك نستطيع العمل بشكل عمودي على منحى الإنحدار ، وأما إن كان البحث في سفح المرتفع فهناك حالتان هامتنان ، الحالة الأولى وهي إن كان السفح به فوالق أي انحناء يليه ارتفاع آخر ، ما يعني أن الإنحناء يشكل نقطة تجمع مهة للمياه الجوفية ليتخد مسارا آخر أكثر انحدارا من الذي قبله ، وهنا يكفينا فقط الفحص في قاع المنحدر بشكل متقاطع مع اتجاه الفالق ، وأما إن كان سفح المرتفع مستويا فإن المرتفعات كما هو معلوم عبارة عن خزانات للمياه وخصوص تلك الصخرية منها ، لذالك فإن اتجاه الفحص يكون بشكل عمودي مع خط الإنحدار ، ثم تحديد عدد المجاري الموجودة على طول هذا الخط ، بعدها نتتبع المجرى الرئيسي الأكبر حجما حتى نحدد نقطة التجمع ونتوكل على الله ، أحبابي أقول قولي هذا والله أعلى وأعلم
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها