القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف تتخلص من الفشل
كيف تتخلص من ضغوطات الحياة


الحياة معارك لا تنتهي ، والحياة مجرد مقدمة لتكملة الصفاة وليست لتكملة الشهوات ، لطالما وصفت الدنيا باختبار ساري المفعول يخضع لظروف متغيرة ، ويمتد لمد البصر إلى اللامنتهى ، معارك قد ندركها ونعيها ونعايشها لتأخذ  جزئ كبير من وعينا وحياتنا المادية ، فتدخلنا في حالة من الشرود الذهني ودوامة من السهو المنقطع النظير ، فتكون لها آثار سلبية خطيرة على مستويات عالية الطاقة ، فقد تتلاعب بالعامل النفسي والعصبي وقد تخلف ورائها ردود فعل خطيرة وكوارث غير محتسبة ، وهناك معارك أخرى قد نصرفها للاوعي للمعالجة التلقائية ، لأنها مشاكل تتلاعب فقط بالعامل النفسي الباطني دون إدراك منا أو وعي ، وهي معارك ملازمة وليس خارجية المصدر ، ونحن من يكون السبب وراء حدوثها  وهي أقرب وصف لما نسميها بالنفس اللوامة ، وهي فرع آخر من المعارك الدنيوية التي تنقسم إلى أشطر أخرى تحسبا لكل حالة ، لا تعتقد بأن الحياة قد تمنحك كل شيء وتحقق لك الأماني والمتطلبات ، بل هي اختبار يميل إلى كبح المتطلبات التي يصبوا لها المرئ مهما كانت تافهة ، حتى صرنا نؤمن إيمان قطعي بما يسمى العكاس أو العكس في الحياة ، فتشعر بأن الدنيا صارت ضضك وصرت خاضعا خضوع إجباري لما تشتهيه هي ، وتستسلم في النهاية لكافة القوى الخارجية التي لم تكن بحسبانك ، كمثل الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن ، فيدطر المؤمن التقي لإسقاط المطلب الذي كان يسعى جاهدا ورائه ، إلى الشر الغيبي أو المن الإلاهي الإيجابي ، لعل أمانينا قد تكون غير مرتبطة ارتباط وثيق بالغيب ، ولا نعلم أخير أريد بنا أم رحمة ، ولربما قد تكون شرا قد نقع فيه مستقبلا لتدركنا الرحمة الإلاهية بالمنع الإجباري ، فالله سبحانه وتعالى إيجابي مطلق ورحمته تفوق رحمة الأم بابنها ، فكيف سيبخل على عبد يصبوا وراء مطالب زائلة وفانية ولا يعلم ظاهرها من باطنها ، لاكن الغريب في الأمر أن كل الأماني لا تتحقق وكل المطالب تلوح نحو الآفاق المظلمة ، فكيف سيكون الإلاه الرحيم بهذه القسوة ويمنع رحمته من النزول ؟ أفكار تتسلل إلى الذهن مشحونة بقوى سلبية خطيرة تساور كل إنسان بالإجماع ، لطالما الأماني والأحلام ليست رهينة طبقة اجتماعية معينة ، بل هي غريزة بشرية فطرية تعم كافة البشرية بدون استثناء ، والإنسان مخير في قراراته وارتباطاته وليس مسير ، لذا نحن من يصنع الحدث ونحن من يتحمل العواقب ، والله سبحانه وتعالى غني عن أي وصف وبعيد عن محل الإشتباه ، والحوائج والأماني تقضى بالكتمان وليس بالعلن ، لطالما العين حق والعين قوة ، إذن فإن الظن حق والظن قوة ، ونحن من يتحكم في القوى خارج النطاق الحسي لدينا ، ونحن من يحطم الأماني والأحلام بالجهر وإفتاء الأسرار .

يقول (ص) : من عقد عقدة بيده فنفث فيها فقد سحر 《صدق رسول الله》، والسحر هنا لا يشترط أن يتم من قبل ساحر أو مشعوذ ، لعدم ثبوت نعت الفاعل في الحديث ، فقط بالنية تستطيع تمرير القوى المرغوب بها كيفما كانت ، والنية قوة وطاقة تستطيع توضيفها فيما تشاء وتشتهي ، 《لقوله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى》، والعمل قرين النية وليست النية هي قرينة العمل ، لكون العمل في الحديث يتقدم عن النية بشوط واحد ، لذا ساير الحياة بإيجابية مطلقة ولا تحزن على خيبات الأمل والأماني ، ولا تحزن لفقدان صديق أو قريب ، لأن الصداقة والقرابة مصالح ، ولا تغضب من غدر البشر لأن المسلم لا يعني الإسلام ، وإن اعتنقت الإسلام فلا تعتنق المسلمين ، لأن الرابطة تجمع العبد بربه فقط ، ولا تجمع العبد بطرف آخر سواه ، فكم من صديق وقريب كان باطنه يخفي ما لا يعلمه سوى الله ، ورغما عن ذالك ستره الله إلى حين أن كشف أمره بنفسه ، والمقصود من الصديق هو من كنت على اتصال مباشر به ولك منه خزان ذكريات ، فسبحان مبدل الأحوال ، وسبحان من يكشف الخفايا والأسرار وجعل الفراسة قرينة القلوب والنوايا ، وعن تجارب حياتية خالية من الزبونية والمحسوبية ، أقول لكل من يعاني من حرب الحياة وخيبات الأماني المتكررة ، ويريد الخروج منتصرا مرفوع الهامة ، وهو إقصاء القرابة والصداقات وغربلة الماضي من الشوئب ، فكم قارئ لهذه النص يتمنى لو يعود الماضي أدراجه ليصحح أخطائه ، ويصنع كاريزما صحيحة خالية من النسبية ، وحتى الأموات أنفسهم يقولون لأهل الدنيا أنتم في غفلة ونحن في حصرة ، لا زلت أتذكر ذات مرة نصحني مجنون قائلا ، لا تنسى الماضي وإنما لا تعمل به ، أي كن إيجابي ولا تكرر الأخطاء ، فكن إيجابي .

أبو محمد ابن يمين


author-img
أبو محمد ابن يمين باحث متواضع في مجال التعدين و الآثار و حاصل على شهادة البكالوريا سنة 2006 بمدينة فاس ثانوية سيدي ابراهيم شعبة العلوم التجريبية ، جاب خلال حياته مجموعة من المجالات منها الفني والثقافي والحضاري إلى أن حط الرحال في مجال البحث عن الثراء من خلال ميدان التنقيب عن المعادن والأحجار الكريمة إضافة إلى مجال الأسياخ النحاسية التي بدأ يدرس أسسها بطرق فيزيائية علمية منذ 3 سنوات أي في سنة 2017 تحديدا حيث نال مرتبة متوسطة و متواضعة إلى حد ما فيما يخص الكشف عن الفراغات والدفائن والمياه الجوفية ، وفي الفترة الأخيرة من سنة 2019 بدأ يهتم بمجال الإشارات وفك رموزها انطلاقا من الحظارات القديمة والعادات القبلية التي جاءت مصاحبة لكل حظارة كما يتمنى أن يرقى بمستواه الفكري ومستوى كل قارئ وزائر لهذه المدونة المتواضعة وبفضل الله وفضلكم سنحقق المستحيل إنشاء الله

تعليقات