إشارة المثلث ورمزيتها
بسم الله الرحمان الرحيم
إشارة المثلث ورمزيتها |
إشارة
المثلث كباقي الإشارات الأخرى التي لا تخلوا من تعقيدات مبهمة ومعاني مختلفة ، هذه
المعاني التي تختلف باختلاف الطبيعة الجغرافية وأبعاد الشكل الهندسي والإتجاه
ومرافقاته من إشارات تتابعية أو تمويهية أو حتى تثبيتية ، أي أن الإختلاف في الحل يطال
إشارة كل مثلث على حدى ، كون أن المثلث توارث بالتواثر انطلاقا من الحقبة الزمنية
والفولكلور المصاحب ، وكذالك الرمزية التي جسدتها خلافا لكل حظارة ، وبذالك فنظرية
اختلاف الحلول جد وارة خصوصا إذا كانت الإشارة ثمينة وتدل على التكنيز .
مبدئيا فإن
المثلث كإشارة يحمل في طياته معاني ميطافيزيقية عميقة جدا وإيماءات جد معقدة ، كونه
يمثل إشارة ويمثل شكل هندسي في نفس الوقت ، كما يمثل نصف إشارة نجمة داوود أو نصف
حل الأحجية ، كما يمثل رقما خفيا تعبر عنه الأضلاع الثلاثة ، هذا الراقم الذي ارتبطت
معانيه بالحظ والإبداع والإلهام والتفاؤل كجانب إيجابي ، وارتبط بالسحر والشعودة
كجانب روحي سلبي ، بينما عبر عن عالم التضاض أو القوى التي تبطل بعضها البعض أو
تندمج مع بعضها البعض كصفة من صفاة الكمال مثلا الذكر والأنثى الليل والنهار الماء
والنار إلخ ، أي وصف رمزي دقيق للخلق والإبداع والكمال ، فلو نلاحظ شكل المثلث
بمنظور هندسي سنجده يتألف من جانبين أو زاويتين متعاكستين ومتحدتين مع بعضهما
البعض قصد إنشاء الزاوية الثالثة واكتمال أضلاع المثلث ، فمثلا في الديانة
المسيحية والتي تتغنى برمز المثلث استخدمته لتمثيل الثالوث المقدس والذي يمثل الأب
والإبن والروح القدس ، أي اصطلاحا فإن المثلث جسد رمزية ثلاثية عقائدية ودينية ، أي
أن الإشارة كانت عبارة عن بند مقدس عقائدي لا يجوز التلاعب به لأنه عبارة عن
ممارسة دينية محظة ، أي بمعنى دقيق فإن إشارة المثلث إن كانت مسيحية فهي رمز ديني
عقائدي قد يجسد إحدى الحالات التالية ، فإما أن يكون قبر أو كنيسة أو ثلاثة معالم
متفرقة بحسب رؤوس المثلث جغرافيا ، بحيث يشمل كل ضلع معلمة أو بروز طبيعي ، أو قد
نستطيع أن نبني الإتجاه التكنيزي انطلاقا من الإشارة التكميلية لأحد الأضلاع ، أو
الإشارة التتابعية المرافقة للمثلث ، أو حتى بناء على الزاوية المقابلة لقاعدة
المثلث ، وكإضافة وقاعدة جد مهمة لا يجب أن نغفل عنها وهو الإتجاه العقائدي الذي
يشير إليه المثلث ، فهو يحدد الجنس البشري وفقا لقاعدة التكامل والتوازن بين الذكر
والأنثى ، فمثلا المثلث المعتدل على قاعدته فهو يمثل الجنس الذكري أو القوة
الذكورية المرتبطة عادة بالنار والهواء ، وأما إن كان المثلث مقلوب فهو يمثل الجنس
الأنثوي ويتمثل في الأرض والماء ، وأما بالنسبة لليونانيين والرومان نظرا لتفشي
الأساطير القديمة قبل اعتناق الرومان للمسيحية ، فقد كان للمثلث أيضا رمز ثلاثي المعنى
، بحيث جسد لدى اليونان آلهات أسطورية تمثلت في زيوس وبوسيدون وهادس ، وأما عند
الرومان فقد جسد المثلث لديهم ثلاثة كواكب هي المشتري ونيبتون وبلوتو ، بينما في
حظارة مصر القديمة فقد مثل الثالوث لديهم رمزا دينيا تمثل في شكل أوزوريس وإيزيس
وحورس ، بينما مثل عند اليهود والبوذية وحظارات أخرى أحد عناصر التوازن الطبيعي ،
ونظرا لاختلاف المعتقد في شتى الحظارات فإن اختلاف الحلول في منطق تحليل الإشارة
وارد ومؤكد ، لاكن ليس بعيدا أو خارجا عن الثالوث المقدس ، لذا فإن الإشارة قد
تعني رقم أو ثلاث معالم أو ثلاث مقاصد أو حتى ثلاث شيفرات ، بحيث يكون الحل دائما عن
طريق القليل من الإجتهاد ، مع وضع هامش للأبعاد الجغرافية وطبيعة المكان ، وهذا
الجزئ المهم جدا عادة ما نغفل ونسهى عنه ، لأن الأساس هو الإشارة فقط ، وهذا خطأ يجب
تداركه ، كون أن الوسط هو الذي يحدد طبيعة المعلمة ونوعها .
وبالرجوع
إلى إشارة المثلث بغض النظر عن المسيحيين والرومان واليونان واليهود ، فقد مثل
ثالوثا روحيا وميطافيزيقيا عبر التاريخ وعبر عصور خلت ، كالعقل والروح والجسد ، أو
الماضي والحاضر والمستقبل أو الحياة والموت والبعث أو الطفولة والشباب والشيخوخة ،
كنوع من أنواع التحولات الزمنية في الحياة الزائلة ، كما استغلها السحرة والمنجمون
في كتابة تعويذات سحرية وفي أمور شركية ، واستغلها الماسونيون كتعبير عن عين
بروفيدنس والمحاطة بمثلث ، أو ما يسمونها بالعين الثالثة التي ترى كل شيء ، كما استعملت
في الفن والعمارة القديمة كالأهرامات في مصر وحظارة أطلنطس وحظارة المايا .
طبعا
المثلث من خلال كل ما تقدمنا به نفهم بأنه شمل أمور كثيرة لها علاقة بالعقيدة
والدين والسحر والروح والكمال والثالوث ، أي بمعنى أن كل هذه المعتقدات والرمزيات
يجب وضعها بعين الإعتبار لتحليل هذه الإشارة ميدانيا ، واتباع كل زاوية من الزوايا
الثلاثة بمنحى مباشر كنوع من تقليص الإحتماليات الواردة ، وغالبا فيما إذا كان
المثلث فردي بدون إشارات تتابع ، أي يكون المثلث مبهم المعالم وبدون سند يدعم
الإشارة ، هنا يجب أن نتحقق من كافة الأضلاع واتخاذها كتوجيه ، واحتمال أن تشمل
الإشارة ثلاثة أهداف تحاكي أبعاد المثلث ، سواء أكان متساوي الأضلاع أو متساوي
الساقين وأما إن كانت لا توجد معالم في محيط الإشارة فغالبا ما يكون تثبيت ،
وأحيانا قد نجد إشارة مثلث بداخلها جرن حفر ، وهنا يمكن أن نعتبر المثلث كإشارة
تشكل منطقة بها ثلاث معالم ظاهرة للعين ويكون الهدف وسط هذه المعالم وهكذا ، عموما
في منطق تحليل الإشارة نحب أن نذكر الباحثين بأن الرمزية التابعة للإشارة تعطي مقدار
مهم من حلها في الميدان .
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها