العمل الميداني بالأسياخ لا يتخطى حدود الممارسة
العمل
الميداني هو أبسط جزئ وأسهل مرحلة يمكن أن يبلغها أي باحث كان ، لأن العمل
الميداني مهما بلغ تعقيده ، فلن يتخطى حدود الممارسة الميدانية والمواضبة المستمرة
، كما لن يتخطى عتبة القدرة على التحكم بالسيخ وفهم حركاته ، لذالك فإن الممارسة
الدورية تعمل على خلق صلة وصل بين الباحث والأداة ، وهذه الصلة هي أهم وسيلة لنجاح
أي رجل ميدان ، وهي الوسيلة التي من خلالها تنشئ الثقة التامة بين الباحث وبين أداته
، أي بمعنى صريح وجلي للفهم يصير الباحث على اطلاع يقيني بحركات أداته ، وقادر على
الشعور بالتثبيت والتوجيه قبل حدوث الحركة بثوان قليلة ، ونشوء أيضا قدرة على
الفصل بين كلا الحركتين بدقة متناهية ، وعملية التكرار أو العمل الميداني المستمر
هو الذي ينقل تلك الخبرة وذالك المسار الطويل من البحث والتنكيل للعقل اللاواعي مباشرة
، هذا العقل الذي يعتبر نتاج العقل الواعي وتجارب الحياة الطويلة بنظرة سيغموند
فرويد ، وهنا سنعطي مثالا عن ذالك كي نفهم دور العقل اللاواعي وكيف يدير عملية
البحث بشكل مبسط حتى في حالة الشرود الذهني .
تخيل معي
لو أحظرنا شخص مبتدأ لا يجيد لعبة كرة القدم ، ثم قدما له كرة وأمرناه بأن يلعب
بها لعبة الجونغلاج بدون أن تسقط من رجله ، مبدئيا وكونه لا يجيد هذه اللعبة لن
يستطيع القيام بهذه التجربة ، وبذالك سيحتاج لوقت طويل كي يتعلم ، كما لن يستطيع
أن يمزج بين إتقان الجونغلاج والحديث أو الإلتفات بعينيه يمينا ويسارا ، لاكن مع
الممارسة كل تلك التجارب التي خاضها في الفترة الفاصلة بين التمرن والإحتراف ستسجل
كلها في عقله اللاواعي ، ليصير قادر على القيام بتجربة الجونغلاج وهو يتحدث ويلتفت
إلى اليمين واليسار دون أن تسقط الكرة من رجله ، كما تتولد لديه قدرة تحكم رهيبة تجعله
قادر على ضبط القوة اللازمة لثبات الكرة في رجله لوقت أطول ، وتحسس مسار الكرة
برجله تلقائيا ، مع العلم أنه كان يفتقد لكل هذه القدرات سابقا ، وهذه القيادة
التلقائية للجسد تكون تحت تأثير العقل اللاواعي ، إذن ما نفهمه من هنا أن العقل اللاواعي
هو نتاج خبرات سابقة وتجارب وكل ضرف زماني ومكاني مر على العقل الواعي ، والعقل في
حد ذاته كي أكون صريح معكم غير قادر على إدراك المغيبات ، لأن الغيب ليس من صفات
البشر وليس موكل لأحد إلا لله سبحانه وتعالى ، والعقل نفسه ليس مطلقا وإنما نسبي ومن
سماته الخطأ ، لذالك وبدون مبالغة كل التجارب الأكاديمية التي أقيمت على تأييد قدرات
العقل الخارقة كانت عبر الإتصال المادي أولا ثم تم الإنفصال لينشئ الربط الإيثيري
، وقريبا إنشاء الله سندحل هذا الحيز ونجوب كل صفحاته وبالأدلة الدامغة ، ورجوعا
لموضوعنا ، فإن العمل الميداني مهما كان فلن يتخطى حدود الممارسة الميدانية
المستمرة ، لاكن الظواهر الخفية هي ما ينبغي معرفته والبحث ورائه ، فلا يجوز أن
نقول لطالب علم أن البحث بالأسياخ لا يتخطى حدود الممارسة الميدانية ، لأن هذا
الجواب يعتبر جواب كلاسيكي وقديم جدا ، لم ولن يقتنع به المرئ لأن المجال فيه
الناجح والفاشل .
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها