دوران السيخ فوق الهالة
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم النبيئين والمرسلين سيدنا محمد وعلى وآله
وصحبه أجمعين ، أحبابي ومتابعيني قناتي المحترمين يتجدد لقائي بكم مرة أخرى ضمن
أحد من المواضيع الهامة ، التي من شأنها أن تجيب عن عدة استفسارات شاذة تخص عالم
الإستشعار بمفهومه الظاهر ، أو بفهومه المرئي الذي يستند للجانب العلمي والتجريبي
معا ، فبعدما كان يسود الإعتقاد المعروف بظاهرة التأكيس والإنفراج ورقص الأسياخ وغيرها
من أساطير الأولين ، ظهرت حقبة جديدة داع صيتها في بعض دول العالم كالمكسيك
والبرازيل والأرجنتين وكذى تركيا لتتوغل في الوطن العربي مؤخرا ، هذه الحقيقة التي
تتغنى بمفهوم جديد يساوم العلم من حيث الحقيقة الميدانية ويضرب الدجل والتدجين
بعرض الحائط ، هذا المفهوم الذي صار ساري المفعول في وقتنا الحاضر وكان منبوذا في
وقت ليس ببعيد ، لأن العامية كانت تنهج أسلوب التأكيس والإنفراج ، وكان العالم يمشي
وراء سياسة القطيع ويتجه نحو مسار موحد ، إلا تلك الأقلية التي كانت تفكر خارج
الصندوق ، فلم تكن أنذاك حجج كافية تثبت دوران السيخ فوق الهالة ، لتبقى الفكرة
محتكرة نوعا ما أو غير قابلة للمنطقة والفهم ، لذالك بقيت مؤرشفة في الأذهان إلى
حين ، وأما عن التأكيس والإنفراج فما هي إلا وسيلة كلاسيكية أو قاعدة ممنهجة ,
نستطيع من خلالها السيطرة على أبعاد الهالة وقرائة كل حدودها بأقل نسبة خطأ ، ليطرأ
بعدها سؤال مهم جدا عن هذه الخلفية بعد إثبات الأقطاب المغناطيسية للهالة ، هذا التساؤل
الذي يفيد في إمكانية التقاط الإشارة من قطب واحد فقط للإستقرار الفيزيائي ، لاكن
عند التربيع نلاحظ تجاذب وتنافر من أي اتجاه سلكنا ومن أي درب جئنا منه ، وهذا بحد
ذاته تناقض يضرب بمصداقية العلم ، لاكن بعدما قمنا بإطلالة سريعة على الحزام
المغناطيسي للأرض ، اكتشفنا أمر مهم جدا لم يكن متوقعا أبدا ، هذا الأمر أثبت بأن
الإنفراج نفسه لا يعتبر تنافر ، وهذا من ضمن الأخطاء التي وقعت بها ووقع بها
الأغلبية الساحقة ، لأنه لا يجوز أن يتنافر جسم مع جسم آخر فيتجه نحوه خلال عملية البحث
ؤ إلا في حالة واحدة فقط وهو إن تم دمج عنصران لهما نفس الشحنة بسرعة الضوء ، لأن
التنافر يعارض ويتعارض مع الإستقرار الفيزيائي ، لذا فإن حزام فإن آلن أو المجال
المغناطيسي للأرض جاء ببعض الإجابات المقنعة ، لكونه يتألف من حزامان يتوسطها فرق
جهد عبارة عن جدار يمنع الجسيمات المشحونة من النفاذ ، بحيث أن الحزام الداخلي
للأرض يتتركب من بروتونات موجبة الشحنة وعالية الطاقة تقدر قوتها ب 30 مليون
إليكترون فولت ، بينما الحزام الخارجي فيتألف من إلكترونات سالبة الشحنة تقدر
قوتها بمليون إليكترون فولت ، بحيث أنه كلما بلغت الإشعاعات الشمسية والكونية
ذروتها يتمدد الحزام الخارجي ليصل مداه على ارتفاع يزيد عن 57.000 كيلومتر ،
واحتمال أن يظهر حزام ثالث ورابع أيضا ،
بينما الحزام الداخلي فيعرف باستقرار نسبي نوعا ما ويكون تمدده ضعيف نسبيا ، لذا
إن كانت الأسياخ تبحث عن الإستقرار الفيزيائي باتخاذها أحد الأقطاب ، فإن دورانها
أيضا يعد نوعا من أنواع الإستقرار الفيزيائي ، وإن كانت للأقطاب دور في الجذب فإن
لطابع هذا المجال أيضا دور في التحكم بدوران الأسياخ ، وأما عن رقصات السيخ فما هو
إلا إخضاع القضيب لسيطرة العقل والجسد ، ليبدأ العقل في إصدار الأوامر والعد ويبدأ
الجسد في المثول والخضوع لهذه الأوامر لا أقل ولا أكثر .
ما نستفيده من خلال هذه الفقرة أن الأسياخ أدوات لها قابلية على الخضوع لهذه الإهتزازات والتفاعلات فقط ، إما بإرادة أو بدون إرادة ، أي بمعنى أنها تخضع لهذه الإهتزازات سواء في حالة القيادة التلقائية أو البرمجية ، بحيث تكون النتائج في كلتا الحالتان شبه متطابقة وأحيانا أخرى تقودك البرمجة لكوارث عظمى ، من شأنها أن تعجل باعتزالك قبل بدئ المشوار حتى ، وهذا موضوع سبق وأن أشرنا له سالفا .
لذا تم استخدام هذه الأدوات واعتمادها كمعيار أساسي لقياس هذه
الإهتزازات ، بغية التنبئ ببعض المعطيات التي من شأنها أن تفصح للباحث عن نوع تلك
الإهتزازات ومصدرها من خلال التجارب المستمرة ، وهذه من أعظم الحلقات المفقودة في
علم الإستشعار .
نأتي بكم إلى دوران السيخ الذي يدخل ضمن أحد الحلقات المفقودة في علم
الإستشعار ، وخلافا لهذه الجزئية سنتكلم عن النموذج المصغر لمحرك DC ، وأنتم تعلمون جيدا بأن
هذا المحرك صار يمثل شكلا من أشكال الحياة ، بحيث نراه تقريبا بشكل يومي في الكثير
من الأجهزة الإلكترونية التي نستخدمها كالخلطات والمحركات الكهربائية والراديوهات
وغيرها ، هذا المحرك الذي يعمل وفقا لمبدأ تجاذب وتنافر خلافا لقطبية الدينامو وقطبية
المغناطيس الذي يحيطه ، ولكي يشتغل يحتاج إلى ثلاث عناصر أسياسية ، أولها مصدر جهد
مستمر ثم ملف ومغناطيس أو مجال كهرومغناطيسي صناعي ، وهذه العناصر تحاكي بشكل مطلق
الطاقة الفيزيائية الحيوية للإنسان زائد قضيب استشعاري زائد هالة ، بحيث إن اتصل
مصدر الجهد بالملف يستطيع الدوران بشكل لا نهائي فوق المغناطيس أو المجال المغناطيسي
، وإن حدث هنالك خلل في أحد هذه الشروط فلن يدور الملف .
إذن لضمان استمرارية دوران الملف وجب علينا توفير تغذية مستمرة من مصدر
الجهد وكذا المغناطيس ، وأما إن حدث هنالك خلل أو توقفت التغذية فسيتوقف الملف
مباشرة ، ولو طبقنا نفس هذه التجربة على أرض الواقع وتركنا المحرك شغال إلى حين
نفاذ الطاقة ، فسنلاحظ أمران مهمان جدا ، أولها نفاذ مصدر الجهد أو البطارية وضعف
قوة المغناطيس ، أو نفاذ أحدهما دون الثاني ، ما يفيد بأن الملف يتغذى على كلا
العنصرين بما فيها مصدر الجهد والمجال المغناطيسي ، لذى نجد دائما محركات DC تعتمد على مجال كهرومغناطيسي صناعي عوضا عن وضع مغناطيس قابل للنفاذ
.
الآن وبعدما تعرفنا على العلاقة الفيزيائية التي تربط السيخ بمولد
الطاقة البيولوجي والهالة ، نأتي لنحجج علاقة السيخ بالدوران فوق المياه الجوفية
وبعض العناصر الأخرى .
طبعا العناصر الطبيعية كيفما كانت ، يكفي فقط أن تكون منحصرة بمجال أو
بهالة ، بحيث أن هذه الهالة توفر أحد الشروط لضمان دوران السيخ واستمرارية نشاطه ،
وكونها منحصرة ضمن مساحة جيوغرافية صغيرة جدا فهي قابلة للنفاذ وللإستهلاك في وقت
وجيز جدا ، وكلما كانت الهالة كبيرة جدا زاد دوران السيخ وسرعته لطردية العلاقة ،
وكملاحظة مهمة جدا ينبغي مراعاتها وهو لا يمكن مضاهات الهالة بمغناطيس ، لأن المفارقة
كبيرة جدا جدا ، ولأن المغناطيس عبارة عن قوة مدركة نستطيع التنبئ بوجودها بينما
الهالة قوة صعب جدا التنبئ بها وتحسسها ، أي بمعنى صريح وهو أن المغناطيس أقوى من
الهالة بكثير ، لذالك نلاحظ بأن دوران السيخ فوق الهالة دوران نستطيع حساب قيمته ،
بينما في حالة محرك الدي سي فالأمر صعب جدا .
ما نفهمه من هذه الجزئية أن السيخ يتفاعل مع الهالة وليس مع المعدن ،
بحيث أنه يعطينا عدد دورات تتوافق مع قوة وكثافة ومساحة انتشار الهالة ، وفي حال
ما إذا توقف السيخ عن الدوران فإن الهالة يلزمها وقت محتسب لتجدد نفسها مرة أخرى ،
وهذه الأطروحة تفند نظرية ربط عدد الدورات أو عدد الرقصات بتردد المعدن أو بكتلة
معادن ، وكما أسلفنا أن عدد الدورات له علاقة طردية بكثافة الفيض الإشعاعي وقوته ومساحة
انتشاره ، بحيث أن هذه الحقيقة المطلقة من شأنها تحديد العمق بدقة متناهية وبكل
سهولة ، لاكن هذا الموضوع حكر عند جبابرة الإستشعار فقط ، منكم من سيبحث حثيثا في هذا الموضوع أو
سيتسائل عن كيف حساب العمق وفقا لهذا الثالوث المبهم ، ومنكم من سيجوب المراجع لعله
يصل لدليل ، ومنهم من سيتنكر في زي المحجبات لطرح الأسئلة .
وأما بالعودة لموضوع المياه الجوفية فهو مجال نشط وغير منحصر وقابل
لتجديد نفسه قبل النفاذ ، أي أن أسياخ النحاس ستدور بدون توقف في حال ما إذا تزامن
البحث العام مع هالة المياه الجوفية ، وكلما كان الصبيب وفيرا جدا وكان عرض المجرى
كبير زادت قوة الهالة وزادت سرعة دوران السيخ .
أحبابي الكرام بهذا نكون قد وصلنا لنهاية هذه الحلقة نشكركم على حسن
إصغائكم وإلى الملتقى بحوله تبارك وتعالى .
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها