حجر الجرانديريتي grandidierite gemstone
بسم الله الرحمان
الرحيم
حجر
الجرانديريتي يعد ويعتبر من بين أنذر وأثمن الأحجار الكريمة على الإطلاق ، إذ يقدر
سعر القيراط الواحد مقابل ما يقارب 20.000 دولار أمريكي، ما يؤهله ليصنف من ضمن خانة الأحجار الثمينة كالألماس
و الياقوت و الأليكسنداريت وغيرها من الأحجار الأخرى ذات الأسعار
الخيالية ، بحيث تم العثور عليه لأول مرة في مدغشقر سنة 1902 ميلادية بأحجام جد
صغيرة ، بحيث أنه عند الصقل لا يبقى منها سوى وزن صافي يبدأ من 1 لغاية 10 قيراطات
، وهذا دليل كافي على كونه يتسم بنذرة بالغة وبمكامن إنتاج ضعيفة حول العالم تكاد
تكون منعدمة ، بحيث ولحد الآن وبحسب أغلب المراجع فإن مدغشقر هي المصدر الرئيسي المزود
للعالم بالمادة الخام إضافة إلى دولة سيريلانكا والتي تملك احتياطي بسيط من حجر الجرانديريتي
والتي تم العثور عليه في بداية مطلع القرن الواحد والعشرون وتحديدا سنة 2000 .
_ التسمية
يرجع أصل
كلمة أو مصطلح الجرانديريتي لإسم المستكشف والمؤرخ الفرنسي الذي كان
اهتمامه منصب على دراسة التاريخ الطبيعي والجغرافي لدولة مدغشقر والذي ساير الفترة
ما بين 1836 و 1912 ، والذي يسمى ألفريد غرانديدير ، وكتكريما لهذا الرجل
العظيم ولما قدمه من مجهودات جبارة في دراسة التاريخ الطبيعي والجغرافي ، وما كشفه
من ألغاز طيلة مسيرة حياته تم اصطلاح لقبه على اسم الجرانديريتي .
_الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبصرية
حجر
الجرانديريتي حجر كريم يدخل ضمن فئة النيسوسيليكات Nesosilicate بتركيبة كيميائية غنية بمجموعة من المركبات
الفلزية والمعدنية ، بالإضافة إلى بعض الأكاسيد والشوائب البسيطة والتي تتدخل في
إضفاء بعض التركيز اللوني وكذا التلاعب بدرجة الصلابة والكثافة ، ومن بين هذه
المركبات نذكر لكم عنصر المغنيزيوم و الحديد و الألومنيوم و الأوكسيجين
و السيليكات و البيريليوم ، وحجر الجرانديريتي لا يتوفر على
مجموعة من الألوان كباقي الأحجار الأخرى وإنما له لونان شائعان هما الأزرق والأخضر
وأحيانا قد نجده بلون فيروزي أو أخضر خزي ممزوج باللون الأزرق لاكن بتركيز ضعيف
جدا ، وله نظام كريستالي معيني متعامد المحاور و بريق زجاجي لؤلؤي ،
والمقصود هنا بلؤلؤي هنا هو أن الجرانديريتي قادر على إظهار تلك الصفة اللؤلئية
وذالك الوميض القوس قزحي بشكلات كيفية زائفة ، بحيث أن هذه الخاصية ناذرا ما قد
نصادفها في بقية الأحجار الكريمة فقط كتعبير مجازي لسطح الحجر عند الشكل النهائي
بعد الصقل ، وتعتبر درجة صلابة الجرانديريتي متوسطة أو أكثر من متوسطة إذ
تصل ل 7 درجات على مقياس موس ، ما تؤهله لأن يرتقي لمطب الأحجار الكريمة ذات
الصلابة المرتفعة والجديدة كأحجار البيريل مثلا ، وكمعلومة إضافية فإن درجة
الصلابة والكثافة تعبران قيمتان غير ثابثتان بحيث قد يقع تغيير وطفرة نوعية في
صيغة الحجر وذالك بإضافة مركب أساسي طبيعي على الصيغة الكيميائية لأي حجر ، ما
يجعل هذه القيمة تتغير لتصل أحيانا ل 0.5 درجة ، إما أن تكون مضافة فيصبح
الجرانديريتي بصلابة 8 درجات أو أن تنخفظ بانخفاض مستوى مركب فتصبح صلابته بقيمة 7
درجات فكلا الإحتمالان واردان ، إذن دائما يجب الأخذ بعين الإعتبار هذه القاعدة
كأساسيات في علم الأحجار الكريمة ، وتعتبر كثافة هذا الحجر متوسطة أيضا
وقابلة للتغيير مع كل إضافة أو نقصان وعموما فهي قمة تقدر ب 2.97 غرام على سنتيمتر
مكعب ، بالإضافة إلى عامل الخدش الذي يترك خط أبيض على مستوى الجرانديريتي وطبعا
إن قمنا بخدشه بحجر أكثر صلابة منه ، بالإضافة إلى عامل الكسر والذي يعتبر
هش ، بمعنى أنه يترك أثر غير منتظم .
_ معارف عامة
خرجت عن
سياق الموضوع فإن الإختلاف والتداخل الفلزي في تركيبة أي حجر مهما كان يكون راجع لبؤر
التنقيب ، بحيث أن كل بؤرة قد تختلف عن بعضها البعض في بعض المركبات التي تكون
زائدة أو ناقصة ، ما يعني أن الطبيعة هي أم الإحتماليات ، فكما ذكرنا لكم
مسبقا أن هذه المركبات تؤثر تأثير جذري على درجة صلابة الجرانديريتي وأيضا على
كثافته ، ومعامل الكثافة أيضا راجع لأكبر تركيز فلزي على مستوى الحجر ، ما يعني
أنه لا توجد درجة صلابة قارة ولا حتى كثافة نوعية قارة ، ما دامت التشكيلات
الطبيعية لعروق الأحجار الكريمة تخضع لقوانين غير منتظمة تسمى بالطبيعة الأم فإن
كل الإحتمالات واردة ، ولو أن هذه المعلومات خارجة عن سياق النص لاكنها علم يقع
على مجال الأحجار الكريمة عامة .
_هذا
الفيديوا يحمل في طياته مجموعة من المعلومات الهامة عن هذا الحجر الجميل ، ندعوكم
لزيارته ودعم المحتوى 🌷🌷👇
_الإستعمال
حجر
الجرانديريتي كما ذكرنا فهو حجر ناذر للغاية ، بحيث أن القطع التي تستخرج منه تكون
جد صغيرة لا تتعدى 10 قراريط أو ما يعادل 2 غرام في حالة الصقل النهائي ، بالإضافة
إلى عامل النقاء الذي يرفع أو يقلل من قيمة الحجر ، فماذا ما قد يتم العثور على
حجر حامل لجميع صفات الجودة والنقاء والحجم ، وهذه الخاصية هي التي ترفع من قيمته
بشكل فعلي ، ما يعني أن استعمال الجرانديريتي لا يخرج عن سياق المجوهرات الباهظة
الثمن وترصيع الخواتم والحلي ، وحتى القطع التي تكون مليئة بالشوائب فهي تستعمل
لصناعة الكابتشون.
_ خصائص
اللون
طبعا
ألوان الجرانديريتي كما ذكرنا فهي قارة بين الأخضر الشبيه بحجر اليشم والأزرق
، لاكن يتمتع بما أهم من ذالك ألا وهو التعدد اللوني على مستوى حجر واحد ، وذالك
عند تغيير زاوية العرض للحجر نلاحظ بأنه يحتوي على لونان مداخلات مع بعضهما البعض ،
إما أن يكون الحجر مزيج من اللون الأخضر والأزرق الداكن أو أن يشمل اللون الأبيض
والأخضر الداكن ، وأحيانا قد نرى به اللون الأصفر الفاتح أو الكريمي ممزوج مع
الأخضر الداكن ، وهذه الخاصية الجوهرية والميزة الفريدة من نوعها لا نجدها عند
باقي الأحجار الأخرى .
_ القيمة
المادية
تعتبر
قيمة الجرانديريتي مرتفعة وقد تبلغ حتى 20.000 دولار أمريكي للقيراط الواحد وفي
حال توفرت فيه الميزات المطلوبة ، بحيث أن هذه القيمة ليست قارة وإنما متغيرة بحسب
التغيرات في اللون والشفافية والحجم الكبير وغيرها من العوامل الأخرى ، لاكن إن
كان الحجر لا يتمتع بكل ما ذكرناه فعلى الأرجح ستنخفظ قيمته المادية لما هو أقل من
ذالك .
_الوفرة
والإنتاج
كما
ذكرنا لكم في البداية فإن هذا الحجر لا يتمتع بخطوط إنتاج في العالم سوى في
سيريلانكا مدغشقر ، وهذا طبعا بحسب المراجع المتوفرة والمتاحة ، لاكن قد يتم
الإفصاح عن وجود مناجم أخرى له مستقبلا ، ولحد الآن فالعالم يفتقر لهذه الثروة
الطبيعية إذ لا يوجد حتى في أكبر أسواق بيع الأحجار في العالم ولا حتى في أكبر
محلات بيع المجوهرات .
_عزيزي
القارئ إن استفدت من هذه المقالة فلا تبخل علينا بزيارتك المشرفة والكريمة مرة
أخرى ، كي تكون لنا دعم ودعامة نرتقي بها وبهذا المجال وشكرا .
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها