ما هو الندى؟
بسم الله الرحمان
الرحيم
![]() |
الندى هو
تكثف لبخار الماء الصاعد من الأرض أو من مناطق ذات رطوبة عالية لتتكثف في طبقة
التروبوسفير (طبقة الجو السفلى) على شكل رواسب من قطرات الماء ، هذه القطرات التي
تترسب إثر بلوغ الجو درجة حرارة معينة تسمى بنقطة الندى ، وهي كتعبير عن انخفاض
ملحوظ في مقدار درجة حرارة الجو عن المعدل الطبيعي ، لذا فإن قطرات الندى أو ظاهر
الندى هي تلك القطرات التي تظهر على العشب بعد تكثفها في طبقات الجو السفلى إثر انخفاظ
في درجة الحرارة عن المعدل الطبيعي ، لبلوغها إلى ما يسمى بنقطة الندى .
وظاهرة
الندى مهمة جدا للتنبئ بأحوال الطقس ، وميزة خاصة يعتمدها خبراء الأرصاد الجوية كمقياس
لمعرفة الأوضاع الجوية في قادم الأيام ، ونقطة الندى العالية جدا أو الإنخفاظ الملحوظ
في درجة حرارة الجو لما هو أقل من نقطة الندى ، يعتمد كمؤشر طبيعي على التنيبئ بقساوة
الجو في قادم الأيام ، ومؤشر إلى الجو المدطرب والسحب الرعدية .
_تشكل الندى :
عند
انخفاض درجات الحرارة في الليل فإن الأسطح الباردة على سطح الأرض تقلص من درجة
حرارة الجو لتعمل على تكثيف الحرارة المشبعة بالرطوبة ، لتحولها مباشرة إلى قطرات
ندى أثقل من قدرة الجو على حملها ، فتتحرر بسهولة لتسقط على الأرض على شكل قطرات
دقيقة جدا ، وبعبارة بسيطة كي نفهم جميعا هذه العملية ، فإن الليالي الصافية
النجمية تحرر كم كبير من الإشعاع والبرودة ، حيث أن هذه الأخيرة تعمل على تحرير
الحرارة من الأشجار والنباتات والتربة ، ونظرا لعدم قدرة هذه العناصر على تجديد
حرارتها بسبب البرودة والإشعاعات ، تتحول مباشرة إلى عناصر مشعة في نفس الوقت ،
وذات أسطح باردة جدا ، هذه الأسطح تعمل على تبريد الهواء المجاور والمحيط بها مباشرة
، فإذا كانت طبقة التروبوسفير حاظنة لرطوبة كافية فهي تبرد لتصل إلى درجة نقطة
الندى أو أقل لتتكثف القطرات وتنزل مباشرة إلى الأرض ، لعدم قدرة الهواء البارد
على حمل بخار الماء بعكس الهواء الساخن ، والعملية بتفصيل ممل هي معاكسة ،
فالحرارة تعمل على تحرير الرطوبة من الأرض ، والبرودة تعمل على إعادتها مرة أخرى
على شكل ندى .
وما
نفهمه مما تقدم وهو أن الطقس البارد أو الهواء البارد يكون أقل قدرة على حمل بخار
الماء بعكس الهواء الساخن ، وهذه هي الظاهرة التي تولد عملية تكثيف الماء في
الهواء ، برودة الأجسام وسخونة الجو ، أو برودة الأجسام وبرودة الجو لحضيا مع تغير
معدلات الحرارة بين الليل والنهار .
_انتشار بخار الماء :
بخار
الماء ينتشر عادة بشكل رأسي أو متعامد مع سطح الأرض لاكن يعبر حالتان هامتان جدا يجب
أن نضعهما بعين الإعتبار ، الحركة الأولى هبوطية والثانية تصاعدية
·
الحركة الهبوطية لبخار الماء : عندما تزداد معدلات الرطوبة في الجو يلزمها
جو بارد كي تتحول لقطرات ندى ، والجو البارد عادة يكون في الأماكن المرتفعة عن سطح
البحر ، لأن الإرتفاع يوازي ارتفاع في درجات الحرارة ، لذا فإن بخار الماء يأخذ
سلوك الحركة الهبوطية عند الزيادة في معدله مع ظرورة وجوب الإرتفاع .
·
الحركة التصاعدية لبخار الماء : وهي حركة ناتجة عن ارتفاع في معدل
حرارة الجو لطبقة الأرض والجو معا ، فتصير الحرارة أعلى من معدل حرارة أوراق
الأشجار والنباتات معا ، وهذه الخاصية هي ما يشكل الغيوم والسحب في الطبيعة ، نظرا
لقدرة الحرارة على منع البخار من التكثف .
ومنه
فإننا سنخرج بملاحظة مهم خلافا لحركة بخار الماء ، وهو أن الندى يتشكل من بخار
الماء ذا الحركة الهبوطية والقريبة من سطح الأرض ، وكذلك من من بخار الماء الذي
يكون منتشر أساسا من التربة نفسها .
_العوامل المؤثرة في الندى :
طبعا
هنالك عوامل كثيرة تؤثر على الندى بشكل عام ، وهذا ما استدرجناه في الفقرة السابقة
، وهي المكان والزمان وأحوال الطقس ، والمكان باعتباره لبنة أساسية فإن المواقع
التي تكون ساحلية ودافئة إلى حد كبير ، تعرف انتشار هام لبخار الماء والذي يولد
ندى عند التغيير النمطي في درجات الحرارة ، لأن الهواء الدافئ يولد رطوبة زائدة
رغما عن مصادر المياه ، وأما عن أحوال الطقس فإن الرياح لها القدرة على التلاعب
بمعدلات الرطوبة في الجو وتكثيفها بشكل مبالغ فيه ، نظرا لقدرتها على مزج أنماط
معينة من الرطوبة ونقلها باتجاهات مختلفة ، كما لها القدرة كذالك على مزج عدة
طبقات من الغلاف الجوي ، ما يؤدي أحيانا إلى
عجر الغلاف الحوي نفسه على تكوين قطرات الندى ، وأما عند الإنخفاظ الشديد في
درجات الحرارة فإن بعض المناطق المرتفعة قد تصل لدرجات التجمد ، وعوض أن يتحول
البخار من الحالة الغازية إلى الحالة السائلة ، فهو يتحول مباشرة إلى الحالة
الصلبة .
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها