السقف المحفوظ أو حزام فان ألين
حزام فان ألين |
_مقدمة :مرحبا|اليوم سنعيش على وقع الإعجاز القرآني في علوم الفلك ،
علوم وردت في الكتاب المقدس منذ مجيء النبي المصطفى ، ليسطرها التاريخ بذالك في
نفوس التقاة ، ويدونها بأحرف من ذهب في سجلات لا تموت ، آية قرآنية غيرت الكثير من
المفاهيم البالية ، لتفسح الطريق أمام علوم متطورة ، وتساير بذالك حقبا متتالية منذ
ما لا يقل عن أزيد من 14 قرنا ، آية تخطت بمضمونها عصر الجاهلية ، مثبتة بذالك أن
القرآن صالح لأي زمان ومكان ، كما واكبت الثورة العلمية الحديثة والمستقبلية ، وخصوصا
في أواخر القرن العشرين ، لتصير علوما وليدة اليوم ، وتصير يقينا ماديا لطالما
شابه اللبس واللغوب ، وقبل الخوض في تفسير هذه الجزئية ، نأمل أن نوافي الآية
الكريمة جزئا بسيطا من حقها ، كي تتسنى لنا فرصة الإنتقال إلى ما يجاورها من علوم
أخرى .
يقول المولى عز وجل في سورة الأنبياء الآية 32 : بسم الله الرحمان
الرحيم《وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون》. صدق الله العظيم
حديثنا لهذا الطرح الإشكالي لا يتعلق بطبقة الأوزون أو بالسماء الدنيا
، لأن الحفظ لا يشمل الهامش المادي فقط ، بل الحفظ بكل ما تحمل الكلمة من معنى ،
سواء أكان حفظا من المادة الصلبة أو الغازية أو السائلة أو حتى القوى العمياء ، كما
لن نتطرق كذالك لتجربة العالم الرياضي البريطاني جيمس جلايشر ، والذي خاض تجربة
علمية إلى ارتفاع 11 كيلومتر ، أسفرت عن نتائج يقينية لا تقبل التأويل ، حديثنا لليوم
سنخوض الرحلة من خلاله إلى جوار أحزمة فان آلين .
وكورقة تعريفية عن هذه الأحزمة ، فهي عبارة عن نطاقات شديدة من الطاقة
ومن الجسيمات المشحونة كهربائيا تحيط بكوكب الأرض ، إذ تنقسم إلى حزامين أساسين مكتشفين
في النصف الأخير من القرن العشرين ، وأحزمة أخرى مكتشفة حديثا تظهر وتختفي بحسب
معدلات الإشعاعات الشمسية والكونية .
_الحزام الأول وهو الحزام الداخلي الذي يحيط بكوكب الأرض ، والذي يتألف
من بروتونات كثيفة موجبة الشحنة ، يصل معدل طاقتها إلى 30 مليون إلكترون فولت ، والذي
يقع معدل ارتفاعه من 1.000 إلى 7.000 كيلومتر ، بينما تقدر كثافة الإشعاع العضمى
لهذا الحزام على ارتفاع بين 6.000 و7.000
كيلومتر ، وهو حزام قادر على جذب الجسيمات القادمة من الأشعة الكونية ، واستمالتها
ذهابا وإيابا باتجاه القطبان المغناطيسيان .
_بينما الحزام الخارجي للأرض ، فيقع على ارتفاع بين 13.500 كيلومتر و
58.000 كيلومتر ، إذ يصل معدل طاقته إلى ما يقارب المليون إلكترون فولت ، وهو أقل طاقة
مقارنة بالحزام الداخلي ، إذ يحتوي على إلكترونات سالبة الشحنة والبعض من أيونات
الأكسيجين وجسيمات ألفا ، إذ يصل هذا الإشعاع لأعلى مستوياته على ارتفاع 24.000
كيلومتر .
مؤخرا تم اكتشاف أحزمة آخرى تظهر وتختفي تزامنا مع مستويات الطاقة
الشمسية والكونية ، فكلما بلغ نشاط البقع الشمسية والكونية ذروته تظهر هذه الأحزمة
، لتتقلص بعد ذالك تدريجيا بانخفاظ مستويات هذه الأخيرة ، ما يؤكد على أن المجالات
المغناطيسية الجاذبة لهذه الجسيمات ، هي التي تتمدد وتتقلص ، لتنشئ بذالك خيوطا مغناطيسية
وهمية ، كفيلة بجذب جسيمات مشحونة أخرى ، ليطرأ عنها ظهور أحزمة أخرى جديدة من
الطاقة ، كون أن المجال المغناطيسي هو صاحب الفضل في تشكل هذه الأحزمة ، ما قد
يفند بطبيعة الحال نظرية انعدام المجال المغناطيسي للقمر .
وأما عن الجزئ الفاصل بين كلا الحزامين ، أو المنطقة التي تتوسط
الحزامين كفرق جهد ، فتوجد طبقة عازلة بمثابة جدار زجاجي عاكس للإشعاعات ، هذا
الحاجز قادر على عرقلة مسار الإلكترونات الخارجية الفائقة السرعة ، من أن تخترق المجال
الجوي للأرض ، سواء تلك المتصلة بالحزام الخارجي أو الواردة من الإشعاعات الشمسية .
وكملاحظة في فيزياء الكم وما تحته ، فإن أي جسيم مهما كان حجمه فهو يمتلك
مجال مغناطيسي نشط ، قادر على جذب أجسام متناهية الصغر تتماشى مع حجمه ، مثل ما هو
الشأن بالنسبة للمجال المغناطيسي للأرض ، ولأن الحجم لا بداية له ولا نهاية ، فإن
مركبات المجالات المغناطيسية المجهرية ، لا يمكن الجزم بكونها إلكترونات أو
بروتونات ، كون أن الإلكترون نفسه يحيطه مجال مغناطيسي ، ومن المنطقي أن يتألف من جسيمات
تصغره حجما بتريليونات المرات .
وبالعودة إلى أحزمة فان آلين ، فإن الحزام الداخلي يتمتع باستقرار نسبي
في حجمه ، بينما الحزام الخارجي فيتمدد ويتقلص مع أي ارتفاع أو انخفاظ في مستويات
الطاقة بداخل النظام الشمسي .
وتعتبر حركة هذه الجسيمات المشحونة لولوبية تماشيا مع خطوط المجال ، لتنقلها
خطوط الطاقة بذالك إلى أحد الأقطاب ، ثم تعترض طريقها خطوط المجال الوهمية لتعكسها
نحو القطب الآخر ، ما يجعل هذه الجسيمات تتأرجح بين الأقطاب ذهابا وإيابا بدون
توقف ، كما يمكنها أن تنتقل من خط لآخر عند حدوث أي تغير في شدة هذه الخطوط .
ولمعرفة نشأة هذا الإكتشاف الغريب ، سنعود أدراجنا إلى حوالي سنة 1951
، حيث أجرى عالم الفيزياء الأمريكي جيمس ألفرد فان ألن ، وهو رئيس قسم الفيزياء
بجامعة أيوا الأمريكية ، تجربة رفقة بعض من طلابه على طبقات الغلاف الجوي السفلى ،
وذالك عن طريق إرسال مناطيد مجهزة بمعدات قياس دقيقة جدا ، قادرة على ضبط
الإشعاعات الواردة من النطاق المجري ، ليتم اكتشاف بذالك وجود جسيمات عشوائية تحوم
حول الغلاف الجوي ، يرجح أن تكون هي صاحبة الفضل في ظاهرة الشفق القطبي أو أضواء
الشمال .
وفي سنة 1956 ، اقترح العالم جيمس ألفرد فان آلن , مخطط بحث علمي على
وكالة الفضاء الأمريكية ، يفيد بإرسال صاروخ مجهز بكافة معدات القياس ، نحو الطبقات
العليا للغلاف الجوي ، وذالك بغية دراسة كافة أنواع الجسيمات والأجسام المحيطة
بمدار الأرض ، وفي ال 31 من يناير سنة 1958 ، تم إطلاق صاروخ إكسبلورر1 مصمم لهذا
الغرض العلمي ، ومجهز بكافة معدات قياس فان آلن ، بالإضافة إلى عداد غايغر ، وهو
جهاز له قدرة دقيقة جدا في قياس الأشعة حتى ولو كانت منخفظة الطاقة .
حيث أسفرت نتائج هذه الرحلة عن وجود حزامين من الإشعاعات ، أطلق عليهما
إسم فان آلن نسبة إلى هذا العالم ، كما يطلق أيضا عليهما إسم ذرع الأمان أو الدرع
الواقي للأرض ، وهو درع مصمم من لدن عليم خبير لحجب القوى العمياء من الأشعة
العالية الطاقة ، إذ أن هذه الأشعة قادرة على إبادة الحياة حتميا على الأرض ، لذا
فإن المجال المغناطيسي يحصر جزءا مهما من هذه الجسيمان ، بينما الحزام يمثل درع واقي
لا يمكن تجاوزه ، وهو سقف وكله الله سبحانه وتعالى لحجب الجسيمات التي لا تدركها
الأبصار .
وفي سبعينيات القرن الماضي ، بدأ التشكيك العالمي في مصداقية وكالة ناسا ، وبدأ النقد يتفشى حول حقيقة نزول أول بشري على سطح القمر ، وخصوصا بعدما تم الكشف عن هذه الجسيمات المشعة ، وعن مدى خطورة التعرض لها بشكل مباشر ، حيث بدأت تظهر ردود فعل عالمية وتساؤلات كثيرة ، كلها ترمي لإشاعة رحلة نيل أرمسترونغ إلى القمر ، في 21 من يوليو سنة 1969 , ومن المنطقي أن تكون رحلته على متن مركبة أبولو11 مجرد فيلم مفبرك , ومجرد طراهات ودجل يدجن عقول العالم ، لأن خطر التعرض لإشعاعات هذا الحزام القاتل تكون نتائجه كارثية ، فما كان على وكالة ناسا إلا الإتيان بدليل قاطع على مصداقية الحدث ، حيث أفادت الوكالة أن الرحلة إلى القمر لا تستغرق سوى 68 دقيقة ، وهي مدة قصيرة جدا قد لا تؤثر سلبا على رواد الفضاء ، وهذا الجواب نفسه يليه تناقضات أخرى عديدة قد نناقشها لاحقا .
وبعدما تم اكتشاف هذا الحزام ظهرت أبحاث عالمية أخرى ، وظهر معها رواد
وعلماء مهتمون بهذه القوى ، قدر عددهم بما يقارب الألف باحث ، وبدأت تساؤلات
واحتمالات أخرى تطرأ حول إمكانية الحصول على المادة المضادة ، حيث أسفرت آخر
الرحلات الفضائية في العقدين الثامن والتاسع من القرن العشرين ، أن الكواكب الأخرى
مثل أورانوس وزحل ونيبتون أيضا لها أحزمة إشعاعية ، تشبه حزام فان آلن المحيط
بكوكب الأرض ، ولغاية الآن لا زالت هناك أبحاث سريرية وسرية عن هذا الحزام .
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها