التنقيب عن المياه الجوفية بالإعتماد على الرطوبة
بسم الله الرحمان الرحيم
الرطوبة
التنقيب
عن المياه الجوفية ليس بالأمر العبثي كما يظن البعض ، وليس بالأمر المسلم كما يدعي
البعض ، وهنا لا نتكلم عن القدرات أو الخبرات بقدر ما نتكلم عن جعبة الباحث وما
تحتويه من معلومات ، فمزاولة القنقنة الكلاسيكية اعتمادا على الخبرة والقدرة في
رصد الإهتزازات المافوق حسية شيء مكتسب وفطري في نفس الوقت ، لأنه يتوافق مع مقدرة
الإنسان على تنمية الحدس الخاص بهذا النوع من الإشعاعات مع مرور الوقت ، فلو لم
يكن فطري لما استطاع الإنسان تنميته بكثرة المزاولة والممارسة ، كونه سيعد بذالك
شيء من الإعجاز المطلق ، لاكن في نفس الوقت قدرة الباحث على رصد الإهتزازات قد لا تخول
له قدرة التمييز بين المجرى الرئيسي والثانوي ، بين العذب والمالح ، بين المعدني والملوث
، بين الدائم والموسمي ، هناك عدة نقاط استفهام لا تعترف بحس الخبرة أبدا ، بل
تتبع منحنى تصاعدي فيما يخص قدرتك على فهم الطبيعة ، ومقدرتك على تمييز الأشياء
التي يراها البعض بديهية ومن باب المعرفة ، والتنقيب عن المياه الجوفية أساسا ليس
من الأشياء العبثية بل له أسس علمية يجب مراعاتها والحذر من الزلة التي قد يقع
فيها الصالح والطالح ، واستنادا إلى هذه المقدمة المحبطة سنتقدم بموضوع مهم جدا يتمحور
حول موضوع الرطوبة كتعريف وكقاعدة معتمدة إلى جانب ثلة أخرى من القواعد التي
سنناقشها تدريجيا ، لأن واحدة لا تكفي ولا يجوز الإقتداء بها أبدا بل أخذها بعين
الإعتبار .
الرطوبة هي
وضعية أخرى للماء الذي تحتويه الأجسام الصلبة أو الغازية ، أو بتعبير آخر هو الماء
الذي تحرره الحرارة من الأجسام الصلبة أو الغازية ليتبخر ويتكثف في طبقة
الطروبوسفير(طبقة الهواء السفلى)على شكل بخار ماء ، أي بمعنى آخر عندما نقول مثلا
رطوبة التربة فنحن نقصد بذالك كمية الماء العالقة في التربة ، وما نستفاده أن
الرطوبة على صلة وطيدة بالماء ، فكلما زادت الحرارة زادت الرطوبة ، لاكن هنالك
مقاييس تكون معتمدة في حالة التنقيب عن المياه الجوفية ، فمثلا إذا قمنا بقياس
نقطة من الأرض بجهاز الهيغرومتر فوجدنا أن الرطوبة في الأرض تساوي 2 غرام في المتر
المكعب ، فهذا يعني أن تلك التربة بها رطوبة ، لاكن لو قمنا بقياس مكان آخر
اعتمادا على عوامل أخرى قصد التنقيب عن المياه فوجدنا أن الرطوبة تبلغ 7 غرام في المتر
المكعب فهذا يعني أن الرطوبة عالية جدا مقارنة بأول نقطة قمنا بقياسها ، وكمعلومة
هامة جدا يجب مراعاتها وهو أن الرطوبة تتكثف تحت سطح الأرض ، أي بمعنى أن النقطة
التي قمنا بقياسها مقدما فوجدنا نسبة الرطوبة بلغت 10 غرام على عمق 10 سنتي فهذا
يعني أن على عمق متر واحد سنجد رطوبة أعلى بكثير من القياس الأول وهكذا دواليك .
كيفية قياس الرطوبة
للرطوبة أجهزة قياس يجب أن تكون عند أي منقب عن
المياه الجوفية ، للإعتماد على المعطيات الأولية قبل الفحص ، وهذه الأجهزة تباع
على مواقع إلكترونية بأسعارها مختلفة تبدأ من 10 إلى غاية 100 دولار تقريبا ، الجهاز
الأول يسمى بالسايكروميتر (psychrometre)
والثاني يسمى بالهايغرومتر (hygrometer)وهو
أكثر شعبية من الذي قبله ، بحيث يعتمد على حساسين للحرارة ، واحد يقيس درجة
الحرارة الجافة والثاني يقيس درجة الحرارة الرطبة من خلال ليزر يتم تسليطه لتسخين التربة
وتحرير البخار الذي يتم قياسه على وجه الخصوص ، وحاصل الفرق بين الحرارة الجافة
والرطبة يعطي كمية الرطوبة في التربة أو في الجو .
تأثير الرطوبة
طبعا للرطوبة تأثيرات كبيرة جدا على التربة
وعلى الكائنات الحية والنباتات والحيوانات على حد سواء ، فأحيانا قد نصادف بعض
النباتات الخضراء في فصل الصيف والحرارة ، حينما تكون الأرض قاحلة والأعشاب جافة ،
بحيث نستطيع ملاحظة الفرق نظريا بدون الإستعانة بأجهزة القياس ، وأما عن الإنسان
فإنه يتعرض للتعرق ليتخلص من هذه الحرارة الزائدة ، وأما في بعض البيئات الشديدة
الرطوبة فإن نسبة تبخر العرق تقل بشكل ملحوظ ، بحيث يتسبب في ارتفاع درجة حرارة
الجسم ، ما يسبب بعض أعراض الإعياء والإرهاق الشديدين .
وكملاحظة يجب دائما أخذ الرطوبة بعين الإعتبار
لعلاقتها ببعض معدلات المياه الجوفية تحت سطح الأرض ، وقريبا إنشاء الله سنتقدم
ببعض الآليات الأخرى التي تسبق الفحص بأدوات الريافة .
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها