كيف تصل إلى عقلك الباطن
بسم الله الرحمان الرحيم
كيف تصل إلى عقلك الباطن |
يقول ألبيرت إنشتاين بأن المنطق يستطيع أن يأخذك من النقطة أ إلى النقطة ب لاكن الخيال يستطيع أن يأخذك إلى أي مكان كان ، بحيث أن هذه العبارة تفيد بأن المنطق الذي هو جزئ من العلم والذي يعد اصطلاحا قدرة المرئ على التحجيج ، قادر على أن يتيح لك فرصة التنقل بين المستويات الواحدة تلوى الأخرى ، كما يستطيع أن يكمم لك زمرة معينة من البشر غير قادرين على إبرام النقد ، بينما الخيال فلا يعرف الحدود لأنه يتخطى قدرات العلم المعاصر حتى في الإستيعاب ، كما يتخطى حتى المنطق الذي هو أساسا القفز بين مستويين ، إذ أن هذه العبارة من شأننا أن نوضفها في طرحنا هذا لتكميم الواقع المادي والسفر في غياهب الوعي والسمو فوق العقل الظاهر ، لاكن لبلوغ هذه المرتبة المتقدمة من الإدراك وجب علينا السفر بداخل ذواتنا وفهمها فهم مطلق كي نستطيع توضيفها توضيف صحيح .
وطرحنا لليوم لا يخرج عن سياق التوغل بداخل ذواتنا لفهم جزئ مهم من عالمنا الداخلي وترويضه بحسب المطلوب ، ثم توضيفه على المستوى البعيد ، عموما ما سنناقشه في هذه الجزئية وهو إحدى الطرق الناجحة والمجربة بأتمية تامة ، والتي من شأنها أن توصلنا إلى عقلنا الباطن وتمكننا من الدخول في عوالم لا مادية ، ومنه كيفية التحكم بهذه النعمة التي أفاض بها الله علينا بشكل صحيح .
_عموما هنالك 4 طرق لبلوغ العقل الباطن , والتي سنفصلها لكم تفصيلا جزئيا :
1 : الإسترخاء : أغلب علماء الأعصاب شددوا على كون أن فترات ترويض العقل الباطن واستخارته وبرمجته فعليا تتم في فترتان محددتان في اليوم ، هاتان الفترتان يبلغ فيهما العقل أعلى مستويات اليقضة والوعي ، بحيث يصدر الدماغ موجات غاما والبالغ قدرها ٨ هيرتز ، بحيث أن هنالك مراجع تقول بأن كم هذه الموجات أعلى مما ذكرت بمرات ، إذ تقدر بما بين ٣٢ و ٤٢ هيرتز ، طبعا هذه القيم ليست طرحنا الحالي ، بل الفترات التي يبلغ فيهما العقل هذا المستوى من الوعي وهما لحظة الإستيقاض وفترة ما قبل النوم ، وبصحيح العبارة فترة الغفوة التي تتقدم النوم بقليل ، بحيث أن كلا هاتان الفترتان يكون فيهما الإنسان في حالة استرخاء ، وهذا هو المطلوب بمعنى الإسترخاء المقارب للنوم أو فترة الصحوة ، بحيث يتم توضيب مكان هادئ وخالي من الأصوات المزعجة ، ثم الإستلقاء في الوضعية الملائة التي تسمح لك بالإرتخاء التام ، بحيث يكون هذا الإرتخاء أشبه بالتحرر من الجسد بصفة مطلقة ، وكأنك ميت وغير قادر على التحكم بأطرافك ، ثم الإقدام على الخلو من الأفكار الشاذة التي من شأنها أن تعطل قدرتك على السهو والتأمل ، وخلافا لهذه الجزئية سننتقل للمرحلة التي تليها كي نفهم معنى كلمة السهو
2 : تهدئة العقل : وذالك عن طريق الإستماع إلى أنغام الطبيعة ونسيمها ، إن تزامن وجودك في الطبيعة ، ثم الإستماع إلى نبضات القلب وتهدئة الروح من خلال تنظيم عملية الشهيق والزفير ، ثم استحظار الأفكار والذكريات الإيجابية التي من شأنها أن تتحكم بمستويات الطاقة السلبية ، وذالك لتغيير نمط الشحنة في الجسد ، لأن مثل هذه الأمور تتطلب ذهن فارغ من الحزازات ومن ضغوطات الحياة .
3 : التأمل الموجه : وهذه الطريقة من بين أنجح الطرق التي استخدمها ملوك الفراعنة بمساعدة كهان المعبد لضمان نجاح عملية الإسقاط النجمي ، بحيث تحتاج هذه إلى تأمل موجه من طرف معلم متمرس بعد استكمال الشرطان الأولان ، وذالك لمساعدتك على تحديد وتوجيه نيتك لبلوغ أهدافك ، أو عن طريق تسجيل اليوغا nidra باعتبارها وسيلة قوية لتشجيع التأمل بعمق .
: 4كن متسقا : المواضبة على التأمل تعطيك إمكانية ترويض عقلك على فهم المبتغى الذي تريد بلوغه ، لذا كن متسقا ومتوازنا في ممارسة التأمل عن طريق تحديد فترة زمنية ملائمة لك ، تستطيع من خلالها الخلو بنفسك وبأفكارك وممارسة طقوسك الروحية لبلوغ العقل الباطن واستخدامه فيما يفيد ، لأن العقل الباطن هو الجزئية التي يستقلها الإنسان طيلة الحياة أكثر من العقل الظاهر
لذا سيكون لنا لقاء قريب أنشاء الله استكمالا لهذه الجزئية ، واستكمالا لما بدأناه بخصوص العقل الباطن وأثره على الحياة اليومية .
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها