العوالم المتوازية
_مقدمة:مرحبا|ماذا
يوجد خلف الكون ؟ سؤال حير الأذهان لسنين طويلة ، وجعل من الوجود حقيقة تفرض
نظريات كثيرة ، فبعد ظهور فيزياء الكم ، أصبح الحجم والكتلة عملا متغيرة ، وصار
السباق نحو اعتلاء سلم النظريات المنطقية سنة مؤكدة ، فلا بداية للحجم ولا نهاية
للكتلة ، ولا بداية للسرعة ولا نهاية للقوة ، ليصير الكون بذالك عوالم محتملة ،
ويصير الإستقرار عالما متغيرا بلا حدود ، عالم من التناقضات طب على الحيز الديني
والفلكي والفلسفي ، لتصبح الإجابات عبارة عن نظريات قابلة للتأويل ، وتصير الأدلة مجرد
فرضيات منطقية ، لأن علم الفلك إلى وقتنا هذا غير قادر على تخطي أبعد من 14 مليار
سنة ضوئية ، ولأن الإمكانيات المتاحة من ميكروسكوبات محدودة في الوقت الراهن ، فنحن
غير قادرين على تخطي أبعد من ذالك ، وبما أن علم البشر لا يزال محدود ، فلا بد من التنظير
استنادا للأدلة المتاحة والمتوفرة لدينا ، سواء في الكتب السماوية أو الفلسفية أو
حتى العقائدية ، ونظرا لقلة الأدلة التي لا تتخطى أبعاد هذا الكون الفسيح ، فلا بد
من وضع رهانات مستقبلية ، ووضع فرضيات جديدة ترمي نحو آفاق بعيدة ، فما بالكم
بالكون ، وما بالكم بما بعده .
عموما ،
ما سنتطرق له من خلال هذا الجزئ الأول ، وهي أغرب نظرية نقلتها لكم على لسان
الدكتور عدنان إبراهيم ، بدون الدخول في انتقادات مبدئية حول الوجهة الدينية ، أو
حول الطائفة التي ينتمي إليها ، لأن الغرض من هذا السرد هو النظرية لا أقل ولا أكثر
، ولربما هي أولى النظريات الغريبة والمعقدة من نوعها ، كون أن ما ستسمعون يتخطى
حدود العقل البشري بكثير .
وقبل
البدئ في نسج هذا البساط التنويري ، لا بأس أن نلتمس دعمكم المبارك ، عن طريق
الإشتراك وتفعيل جرس التنبيه ، كي نستطيع مواكبة المشوار وإياكم ، ونرتقي بهذا
المحتوى إلى مستويات أبعد .
عرض : إن
كل ما نراه في هذا الوجود ، عبارة عن عوالم لا متناهية من الميكانيك المعقدة ،
سواء الظاهر منها أو الباطن ، أو نستطيع القول بأن لكل شيء دور يقيمه لاستمرارية نشاط
كل شيء ، وكل شيء متصل ببعضه اتصال ماديا ، ومنفصل عن بعضه انفصالا وضيفيا ، ومن المؤكد أن مثل هذه
العبارات يلزمها شرح مطول حتى نستطيع فهم الغاية الرامية إليها ، فالإنسان جزئ
منفصل انفصال وضيفي عن هذا العالم ، ويتفرد في كل شيء بطريقته الخاصة ، ويتحكم في
رغباته ونزواته كيفما شاء ، لاكن في نفس الوقت يعتبر جزئ بيولوجيا مكملا لنظام
الحياة ، وكائنا متصلا بهذا العالم وبكل ما يحمله من كائنات اتصالا ماديا .
وبالرجوع
إلى الميكانيك والوضائف وجوهر النظرية ، سنغوص قليلا بداخل أجسامنا ونحاول فهم معنى
الإتصال والإنفصال ، فتركيب العضويات أو تركيب الإنسان ككل ، عبارة عن كم لا
متناهي من الخلايا الحية ، هذه الخلايا عبارة عن مصانع صغير تؤدي غرض معين ، أو ميكانيكية
خاصة بها لضمان استمرارية نشاط العضو ، وهي في ظاهرها منفصلة تماما من حيث الوظيفة
التي تؤديها ، لاكن متصلة بشكل مباشر بالعضو المعنية بتنشيطه ، ولو تعمقنا كثيرا في
نسيج الخلية ، سنجدها مؤلفة من 23 زوج من الصبغيات ، ولكل صبغي مورثات وصفات
وراثية يحملها في طياته ، هذه الصفات هي التي تحدد جنس الكائن ولونه وطوله وكل
تفاصيله ، كما تعد مصنعا صغيرا يتكون من حمض نووي ريبوتي منقوص الأوكسيجين ، هذا
المصنع الصغير منفصل تماما من حيث وضيفته ، ومتصل اتصال مادي بالخلية ، وكلما تعمقنا أكثر اكتشفنا مركبات أخرى أقل حجما
، ولها وضائف ميكانيكية نشطة أخرى لضمان استمارية نشاط الصبغيات ، وهكذا إلى ناقص
ما لا نهاية .
طيب
فلنرجع بوثيرة تصاعدية لما هو ظاهر وما هو ملموس ، فلو أمعنا النظر نجد أن مجموع
هذه الخلايا تشكل لنا عضو نشط ، وهذا العضو نفسه عبارة عن مصنع صغير يؤدي وضيفة
معينة ، لظمان استمرارية حياة الكائن ، إذ أن مجموع هذه الأعضاء تشكل لنا وحدة الإنسان
البشري ، والإنسان البشري نفسه عبارة عن مصنع يؤدي دور بيولوجي على مستوى سطح
الأرض ، إذ أن دوره يقتصر على أمور حياتية عدة يزاولها ، سواء في مجال الفلاحة أو
الإقتصاد أو المنشئات العمرانية أو غيرها ، والأرض نفسها عبارة عن كوكب يؤدي
ميكانيكية خاصة لاستمرارية نشاط المجرة ، ما يعطي انسيابية في حركات الكواكب
وتفادي الإصطدامات ، وهذا علم رباني ومعجزة من معجزاته سبحانه وتعالى ، صممت وفق
نظام صارم لا يقبل نسبة بسيطة من الخطأ ، ما يفنذ نظرية العشوائية للملحدين
واللادينيين ، ولو خرجنا عن حدود هذه المجرة ، سنجدها تؤدي ميكانيكية حركية بداخل
هذا الكون الفسيح ، ولها دور مهم جدا في استمراية نشاط الكون ، وهذه الميكانيكية مثبتة
في القرآن الكريم قبل أن يثبتها العلم ، مصداقا لقوله تعالى بعد بسم الله الرحمان
الرحيم 《 وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ 》، مع العلم أن الكون نفسه له دور ميكانيكي داخل الوجود ، وهكذا إلى
زائد ما لا نهاية ، إذ تقول النظرية ، لعل الكون هذا يكون مجرد خلية في جسم كائن
حي ، خلقه الله سبحانه وتعالى في أحد من عوالمه ، فمن يدري ¡ لعل الله دبر في خلقه
ما لا نعلم ، لذالك فاحتمالية ثبوت النظرية وارد جدا ، ما دام الوجود مطلق ، وما
دامت البداية والنهاية غير موجودة .
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها