نظرية النسبية لآلبيرت إنشتاين
مقدمة : مرحبا|إن مصطلح نسبي في اللغة العربية يعنى به الشيء المتغير
، أو الشيء الذي لا يشمل وصفا واحدا أو حالة واحدة ، ولا يقبل أن يخضع لأي نظام
قار وثابت ، مثل ما يكون حديثنا موازيا لنظرية الأوتار الفائقة أو نظرية العوالم
المتوازية ، ونظرية النسبية هذه تجسد صفة لعالم كبير من الإحتمالات في عالم متغير
وغير قار ، نظرية حديثة أقام عليها العالم ألبيرت إنشتاين في بداية القرن العشرين
بعض القوانين الفيزيائية الصارمة ، ليقيم بذالك حقبة جديدة ومفهوم جديد للفيزياء الحديثة
، ويفند بذالك أيضا أو يطور بعض المفاهيم القديمة التي واكبت الفهم الكلاسيكي ، لأن
الفيزياء الكلاسيكية كانت رائدة ومسيطرة لحقبة تتخطى ال 200 سنة ، على يد بعض
الرواد من الأدمغة المئوية التي أسس على يدها صرح العالم الحديث ، كالعالم إسحاق
نيوتن مثلا أوغاليليو غالي أو ماكسويل ، حيث أن إنشتاين أدرك قبل إرساء قواعد
النسبية أن المطلق غير موجود ، وأن القيم متغيرة ، وأن الزمان ريهين بالمكان ، وأن
علاقة السرعة بالزمن علاقة عكسية كعلاقة السرعة بالكتلة ، لاكن ألبيرت إنشتاين لا
يعتبر مكتشف هذه النظرية بل هو من طورها وأرسى قواعدها .
نظرية النسبية لألبيريت إنشتاين عبارة عن وجهان أو صفتان يشملان نوعا
من القرابة في المضمون والعلاقات الفيزيائية ، لأن النسبية مقسمة إلى قسمان رئيسيان
يشملان وجهان لعملة واحدة ، الأولى هي النسبية الخاصة والثانية هي النسبية العامة
، وكلاهما يعتمدان نفس الإصطلاح الذي جاء به العالم غاليليو غالي سنة 1636 ، فقد
اكتشف هذا العالم سنة 1632 أن الإنسان لا يشعر بأي تغير نمطي في قيم السرعة إن
كانت ثابتة ، واستنادا كذالك لوضعه المكاني ، وأي زيادة أو نقصان في معامل السرعة
بالرغم من استقرارية المكان ، فإننا نشعر بهذا الإختلاف اللحظي ، فلو افترضنا أننا
نسافر على متن طائرة تتحرك بسرعة 360 ميل في الساعة ، حيث تسير هذه الطائرة على خط
مستقيمي بدون أي اعوجاج أو ميلان زاوي ، علما أن موقعنا بداخل الطائرة يتمركز في غرفة
مغلقة ، فلن نشعر بأي اختلال حركي وهي تطير ، لأننا بالنسبة للطائرة عبارة عن أجسام
ساكنة وغير متحركة ، وفي حال ما إذا رفعنا كرة بداخل هذه الغرفة فلن تتأثر بسرعة
الطائرة ، وبذالك سترتفع وتنخفظ بشكل طبيعي وانسيابي ما دمنا خاضعين لقوانين
الجاذبية ، وأما عند انعدام الجاذبية سيتغير الأمر لأنه تم فقد شرط من شروط
التجربة على الأرض ، وهذه النظرية أقرب ما تكون قريبة نسبيا لدوران الأرض حول
الشمس ودورانها حول نفسها ، فكون أن سرعة الأرض التي تقدر ب1670 كيلومتر في الساعة
لا تتغير ، فنحن كبشر لا نشعر بدورانها ولا حركتها مطلقا ، مع العلم كذالك أن
الأرض تدور حول الشمس بمعدل 107.000 كيلومتر في الساعة ، وأن الشمس تدور تزامنا مع
دوران المجرة بسرعة 120 ميل في الساعة ، وأن المجموعة الشمسية كلها تدور حول الشمس
بمعدل 12 ميل في الثانية ، وأن سرعة تباعد مجرة درب التبانة عن باقي المجرات تصل
لما بين 600 و 40.000 ميل في الثانية .
فالكون عبارة عن ميكانيك من الحركة الشبه ثابتة ، والتي يتغير فيها
البعد الرابع للزمن بتغير البعد المكاني ، وهذه الحقيقة العلمية هي التي أسقطت
نظرية إسحاق نيوتن عن مفهوم الزمان والمكان ، والذي لطالما اعتبره ثابت ومطلق .
نظرية النسبية الخاصة
وبالحديث عن الجزئ الأول من نظرية
النسبية العامة ، فلا يسعنا إلا التعريف عن نظرية النسبية الخاصة ، وهو أول شق من
النظرية التي كشف عنها إنشتاين سنة 1905 , إذ يتجلى مفهومها في سرعة الضوء ، فسرعة
الضوء في الكون بحسب نظرية إنشتاين هي السرعة المطلقة أو السرعة القصوى في الكون ،
وكونها كذالك فلا يمكن للجنس البشري تخطي حدود الطبيعة وبلوغ مرتبة السفر عبر
الزمن اعتمادا على هذه السرعة ، وهذا الأمر خاطئ تماما بالنسبة لمكتشف نظرية
الأوتار الفائقة ، والتي فندت البعد الرابع لإنشتاين وكشفت عن وجود 11 بعد ، وتقدر
سرعة الضوء في الفراغ بما يقارب 299.792.458 متر في الثانية وهذه القيمة تعادل
بشكل تقريبي 300.000 كيلومتر في الثانية ، وهي قيمة تعد ثابتة لا تتغير إلى حدود
وقتنا هذا ، ولقياس سرعة الجسم المتحرك فإن نظرية النسبية الخاصة جزئها إنشتاين
إلى فرضيتان
· الفرضية الأولى تسمى بفرضية تباطئ الزمن وتقام
على أساس حاصل ضرب فرق الزمن عند السكون في معامل لورينتز
· وأما الفرضية الثانية فتسمى بفرضية تقلص الزمن وتساوي
حاصل سرعة الضوء الساقط على جذر مربعي سرعة الضوء الساقط ناقص السرعة النسبية
سنة 1905 نشر ألبيرت إنشتاين
نظريته حول النسبية الخاصة ، لتسقط بذالك تجارب الفيزيائيين ميكسولي ومورلي ، واللذان
ناقضا نظرية النسبية الخاصة انطلاقا من التجارب التي قاما بها لفحص انتشارات الضوء
في اتجاهات مختلفة ، ولفهم هذه التجربة سنعطي مثالا بسيطا عن ذالك ، فلو افترضنا
أننا نمتطي طائرة حربية تسير ب 800 ميل في الساعة ، ثم قمنا بإطلاق صاروخ بسرعة
300 ميل في الساعة ، فإن حاصل سرعة الصاروخ تساوي سرعة الطائرة زائد سرعة الصاروخ
ليصير المجموع بذالك 1100 ميل في الساعة ، أي أن سرعة الصاروخ ستصل لهذه القيمة
ألا وهي 1100 ميل في الساعة ، لاكن إن قلبنا الفرضية هذه وافترضنا أننا نسير على متن
مركبة مهملة الكتلة تصل سرعتها نسبيا لسرعة الضوء ، ثم قمنا بإطلاق شعاع من الضوء
بسرعة 300.000 كيلومتر في الثانية ، فهل ستصير سرعة ذالك الشعاع تساوي حاصل جمع
سرعة المركبة وسرعة الضوء ؟ مثل ما هو الشأن بالنسبة للطائرة الحربية والقذيفة ،
هنا اختلف ألبيرت إنشتاين وقال بأن سرعة الضوء ثابتة لا تتغير ، وفي حال ما إذا
تحققت هذه التجربة فإن سرعة الضوء المسلط من المركبة التي تصل سرعتها تقريبا لسرعة
الضوء ستكون ثابتة ولن تصير مضاعفة أبدا ، مثل ما هو الشأن بالنسبة للتجربة
السابقة .
هذه النظرية التي تم قبولها ضمن المجتمعات
العلمية سنة 1920 ، والتي أصبحت وسيلة معتمدة في ميكانيك الكم وفي الفيزياء الذرية
والنووية ، لأنها صممت في الأصل لدراسة أدق التفاصيل عن الأجزاء الكمية وتفاعلاتها
.
نظرية النسبية العامة
بينما نظرية النسبية العامة أو
بالأحرى المفهوم الجديد لمعنى الجاذبية ، وهي النظرية التي تعمل على خلق صلة الوصل
بين قانون الجذب العام لنيوتن ونظرية النسبية الخاصة ، ولو أن التناقض ذريع بين
إنشتاين ونيوتن إلا أن إنشتاين اعتبر أن قانون الجذب العام لنيوتن مستحب وصحيح ،
كون أن الأجسام تتجاذب فيما بينها بنسب مختلفة بالرغم من عدم توصله لهذه القوة علميا
أو نوعها وكيف تعمل ، وكلما كبرت الأجسام المادية وقصرت المسافة بينهما كان الجذب
أقوى والعكس صحيح ، طبعا نظرية النسبية العامة كشفت عن البعد الرابع للزمان ،
بالإضافة إلى أبعاد المكان الثلاثة من طول وعرض وارتفاع ، حيث أعطت هذه النظرية
وصفا هندسيا موحدا للزمان والمكان أو الزمكان ، كون أن الزمان مساير للمكان في أي
زمان ومكان .
كيف ذالك ؟ أولا اعتبر إنشتاين أن الأجسام
المادية كالكواكب تحدث انحناء في الزمكان ، إذ يرتبط هذا الإنحناء أو التحدب بمقدار
الطاقة والزخم المطبق عليه ، وله ارتباط أيضا بأي نوع من الإشعاع وأي نوع من المادة
، والزمكان أو هذا الإنحناء عبارة عن فلويد دقيق وغير مرئي مثل بساط من الأجسام
والمركبات المجهرية ، أو بعبارة أخرى نسيج من الزمكان يشمل الأبعاد الأربعة ،
فمثلا الأرض تحدث انحناء في الزمكان ما يجعل القمر يدور حول هذا الإنحناء كلعبة
جدار الموت المعروفة عند المغاربة والمصريين ، وسرعة القمر الثابتة هي ما يجعله لا
ينجذب للأرض ولا يخرج عن مدارها .
وأما فيما يخص نوع الرابطة التي
تجمع بين النسبية الخاصة والعامة فهي عبارة عن كل ما يتعلق بالفلك وفيزياء الفلك
وإمكانية السفر عبر الزمن ، فلو افترضنا أننا سافرنا من الأرض إلى كوكب يبعد عنا
بعشرة ملايين سنة ضوئية ، فإن الزمن يتغير بين الأرض وبين ذالك الكوكب ، وسنة
واحدة على ذالك الكوكب قد تعادل عشر سنوات على الأرض ، هذا من جهة ، من جهة أخرى
يقول إنشتاين أننا لو وصلنا لإمكانية السفر بين الكواكب بسرعة الضوء ، فإن الزمن
يتقلص أو بالأحرى يتوقف ، ولكي نبسط الأمر جيدا سنعطيكم مثالا بسيطا أقرب لفهم
النظرية ، فلو افترضنا أننا سنسافر لمسافة 500 كيلومتر سيرا على الأقدام فقد
يكلفنا الأمر مسير ثلاثة أيام ، لاكن لو سافرنا على متن سيارة تسير بسرعة 100
كيلومتر في الساعة فلن تكلفنا الرحلة سوى 5 ساعات فقط ، وهذا دليل ملموس على أن
السرعة تقلص عامل الزمن ، لأن المسافة تساوي حاصل ضرب السرعة في معامل الزمن .
وبالرجوع إلى السفر عبر الزمن
فهناك نظرية جاء بها إنشتاين تقول بأننا لو استطعنا دمج القوى الكونية الأربعة
الموجودة ، فهناك احتمال كبير للسفر عبر بوابة الزمن ، وهذه القوى هي الطاقة
النووية القوية والطاقة النووية الضعيفة والقوة الكهرومغناطيسية وقوة الجاذبية ،
وفي اعتقادي المتواضع أن القوى الكونية غير معدودة لحد الآن وغير محسوبة ، لماذا ؟
لأنه إذا توافرت لدينا فرصة دمج هذه القوى الأربع فالحاصل سيكون عبارة عن قوة جديدة
خامسة ، ولو استطنا دمج ثلاث قوى فقط فإن الحاصل سيكون ستة وهكذا ، أي أن احتماليات
دمج القوى واردة ، وكل دمج سيعطي نمط جديد من الطاقة ، نفس الشي وارد بالنسبة
للسرعة المطلقة في الكون ، فهي ليست الوحيدة الموجودة بل هناك سرعات تتخطى قيمة
سرعة الضوء ، وهذا ما جائت به نظرية الأوتار الفائقة ، وإمكانية السفر عبر الزمن
أحدثت ثورة جديدة وصارت محط أبحاث علماء عصرنا هذا ، لأن هناك أدلة تثبت التغيرات الجذرية
بين الحاضر والمستقبل من خلال نظرية النسبية ، فالضوء الصادر من أشعة الشمس يقطع
مسافة 150.000.000 مليون كيلومتر ليصل إلى كوكبنا هذا ، وهي مسافة تعادل 8,33 دقيقة
ضوئية ، أي أن الضوء الصادر من الشمس لا يصلنا إلا بعد خروجه ب 8,33 دقيقة ، وهذا
الزمن بالنسبة لكوكب الشمس يعتبر ماضي وحاضر بالنسبة لكوكب الأرض والعكس صحيح .
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها