القائمة الرئيسية

الصفحات

 

مثلث فورموزا

مثلث فورموزا

مثلث فورموزا



مقدمة : مثلث ارتبط اسمه بالموت وبالإختفاء والرعب ، قصص نسجت حوله وأساطير وثقت في أكثر السجلات وثوقا حول العالم ، ومثلث ارتبطت أحداثه في ظواهر اختفاء لم يجد لها العلم تفسيرا إلى غاية الآن ، مجرد تكهنات ونظريات علمية لا تخلوا من عامل النسبية ، وهو مثلث لا يقل تعريفا عن حوادث مثلث برمودا الغامض ، والواقع في المحيط الأطلسي بين برمودا وبورتوريكو وميامي ، هذا المثلث الذي ارتبط اسمه بالشيطان وبالتنين ، إذ تعود أصول التسميات إلى أزيد من ثلاثة آلاف سنة ، أي قبل ميلاد المسيح بعشرة قرون ، ولربما قبل أن تتم الملاحة والإبحار في المحيط الأطلنتي ، إذ أن لكل إسم توضيف تاريخي ومعنى اصطلاحي يحاكي الأساطير القديمة ، أساطير مزجاة بأسامي سكت في الكتب الصينية واليابانية القديمة ، ووردت في كتب التبت التي عبرت عن الحياة والموت ، والتي تعود لدولة تبت الواقعة في آسيا الوسطى ، والمعروفة بسقف العالم ، نظرا لارتفاعها الذي يقدر ب4900 متر ، مثلث التنين أو مثلث الشيطان أو برمودا الهادي أو مثلث فورموزا ، كلها أسامي سنتعرف عليها لاحقا ضمن سياق هذا الطرح .

مثلث فورموزا المرعب

مثلث فسيح جدا يقتطع مساحة كبيرة من المحيط الهادي ، وهوعبارة عن مجال مائي شاسع جدا ،  وأشد خطورة من مثلث برمودا بكثير ، تتجزأ أضلاعه حول نقاط متفرقة من بحر اليابان والفلبين ، إذ اختلف في تقدير مساحته لاستعصاء الملاحة بأطرافه ، كونه يعد منطقة محظورة عالميا على مجال الملاحة والنقل البحري ، نظرا لتكرار سيناريو الإختفاء والموت ، لاكن التقارير التي تم اعتمادها منذ سنة 1955 ، تقول بأن الأجزاء الخطرة من مثلث فورموزا تبدأ من 110 كيلومتر من السواحل الشرقية لليابان ، لتمتد حوالي 370 كيلومتر ، أي على طول امتداد يصل ل 480 كيلومتر على طول جزر مارينا ، وأما عن الضلع الأكبر فيقدر طوله ب 1210 كيلومتر من الساحل ،  يقع جزئه الشمالي على أطراف جزيرة mount fuji osaka  وجزيرة مياكي ، أضلاع المثلث هذا تتصل بنقاط متفرقة على طول المحيط الهادي ، لتشمل بذالك أجزاء قريبة بمسافة تعادل قرابة 100 كيلومتر جنوب طوكيو ، هذه المنطقة الواقعة بين جزر اليابان والفلبين وهونغ كونغ وتايوان ، إذ تقول التقديرات الواردة في المراجع المتداولة ، بأن امتداد كل ضلع من أضلاع هذا المثلث يتصل بنقطة أو طرف من اليابسة ، إذ يمتد الضلع الأكبر في الخريطة من اليابان شمالا ، وتحديدا في الجزء الجنوبي لجزيرة يوكوهاما ، ومتصلا على طول مستقيمي بجزيرة جوام جنوب الفلبين سالكا بذالك جزيرة أيوجيما ، وأما عن ضلعه الأصغر فيمتد من جنوب mount fuji osaka وجزيرة جوام وممتدا على طول الجزر الجنوبية لليابان ، والتي تعرف بجزر مارينا ، وأما عن الضلع المتوسط فيفصل بين جزر مارينا جنوب اليابان ليتصل بجزر يوكوهاما شمالا ، وبذالك تكون أضلاع المثلث مكتملة ولو نسبيا .

أسماء المثلث

وبالحديث عن مقاصد الألقاب المصطلحة على مثلث فورموزا وأصول التسميات ، فهي ألقاب يعود تاريخها لآلاف السنين ، بغض النظر عن البحوثات التي رجحت تاريخ هذه الأساطير إلى مملكة سانج ، ومملكة يوان التي خضعت لحكم المغول في هضبة منغوليا ، أي أن ارتباط الإسم كان له خل بالأسطورة أو المعتقد القديم ، فمثلا مثلث التنين المصحوب بأسطورة يرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد ب 900 سنة ، ما هو إلا معتقد لا زال يساير الأوساط اليابانية عن هذا المخلوق الأسطوري إلى حدود الساعة ، إذ تقول الأسطورة أن هناك تنين أو تنانين تعيش تحت المحيط بداخل قصر يحادي جزيرة صغيرة تقع بمقاطعة كيانجسو .

وأما عن بحر الشيطان الذي ترجم واشتق من الكلمة اليابانية ما نو أومي ، ما هو إلا اعتقاد لا زال سائدا إلى غاية الآن ، كون أن أي ظاهرة طبيعية أو خلل في قوانين البشر له ارتباط بالشر ، كان ولا يزال ينتسب إلى الشيطان ، أي بمعنى صريح أن الشيطان هو الشر في جل تجلياته .

لاكن المعتقد أحيانا قد تسقطه أحداث أخرى ، ويصير بذالك المذموم ممدوحا ، ففي القرن الثالث عشر أقدم إمبراطور المغول قوبلاي خان حفيد جنكيز خان ، وهو مؤسس سلالة يوان المتمردة سنة 1271 ، بعد توليه الحكم خلفا لأخيه مونكو خان ، أقدم على احتلال اليابان في محاولتان فاشلتان ، بعد إقدامه على الدخوله لمثلث فورموزا ، إذ بائت المحاولة الأولى بالفشل بعد أن فقد 40.000 من أفراد الطاقم الحربي ، والمشرفين على أسطول بحري ضخم يتألف من 900 سفينة ، بحيث ضن اليابانيون أن الفضل يرجع للطبيعة الأم التي تدخلت في دك العدو المغولي .

الإعلام العالمي

أما بالنسبة للإعلام العالمي فلم يعطي أي اهتمام جدي لهذا الموضوع ، بعكس ما ورد بخصوص مثلث برمودا ، ولو أن الصحف اليابانية نقلت مضامين كثيرة تفيد بخطورة المنطقة ، وتحذر من خطورة الملاحة بجوار مثلث فورموزا كصحيفة أساهي ، لاكن لم تحرك كل تلك المناشير والسجلات الرأي العام الدولي لأسباب غير معروفة ، كما وردت تصريحات كثيرة من الحكومة اليابانية ، تفيد بأن هناك اختلال في قوى الجاذبية من شأنها إلحاق الضرر بأي طائرة أو سفينة تمر فوق هذا المثلث ، لذا جاء إنذار رسمي صارم على لسان رئيس قوات حرس الحدود اليابانية ، يفيد بأن مثلث التنين منطقة محظورة وخطرة يستحسن تجنبها .

حوادث الملاحة في مثلث فورموزا

وأما عن الحوادث التي صادفت الملاحين البحريين والطيارين فهي لا تعد ولا تحصى ، وهي حقا حوادث مخيفة ومرعبة جدا :

_الطائرة الأمريكية

ففي سنة 1939 ، حلقت طائرة حربية من مطار سان دييغوا الأمريكي على الساعة الثالثة ، وكان على متن هذه الطائرة  12 عشر شخص من المشرفين عليها ، وبعد مرور ثلاث ساعات من التحليق ، بلغوا المجال الجوي لمثلث التنين ، بعدها شعروا بادطراب شديد على مستوى الطائرة وصعوبة في القيادة ، ما استدعاهم إلى الإتصال بالقاعدة وإرسال نداء استغاثة ، بعد ذالك انقطع الإتصال ولم يعد هناك تجاوب مع طاقم الطائرة ، وبعد مرور فترة زمنية ليست بالطويلة ، رصدت القاعدة دخول الطائرة إلى المجال الجوي الأمريكي مرة أخرى ، إذ كانت تعاني من مشاكل تقنية كثيرة في القيادة ، فهرع الطاقم الأرضي للقاعدة إلى الطائرة مسرعين بعد رسوها ، للإطلاع على أحوال الطاقم ، فوجدوا الإثنا عشر كابتن كلهم ميتون ، إلا ربان الطائرة الذي دخل في حالة إغماء لمدة ثلاثة دقائق ، ليفارق الحياة بعدها مباشرة ، إذ لوحظ بداخل المقصورة وجود رائحة كريهة جدا ، ما استدعى فريقا من الجراحين للكشف عن الجثث وعن أسباب الوفاة ، فلاحظوا وجود تلوث خطيرة على مستوى الجلد وثقوب على مستوى الصدر وأجزاء أخرى من الجسد ، وبالرغم من كل الفحصوات فلم يستطعوا الخروج باستنتاج علمي يقطع الشك باليقين .

_السفينة الفلبينية

وهي عبارة عن سفينة فلبينية تدعى بسفينة كارلوتا ، هذه السفينة التي اقتحمت  مجال بحر الشيطان سنة 1987 لأغراض غير مسجلة ، فاندلعت على متنها النيران في الجزئ الأمامي منها بدون أي سابق إنذار ، مع العلم أن السفينة غير محملة بأية مواد قابلة للإشتعال على متنها ، ما استدعى البحارة إلى التدخل لإخمادها بكل الجهود والإمكانيات المتاحة ، ولاكنهم عجزوا عن فعل ذالك ، وسرعان ما اندلعت النيران في الجزئ الخلفي منها  بدون سابق إنذار ، ما جعل الطاقم وكل المشرفين على السفينة في حيرة وفي ذهول تام ، لاكن فوجئوا بانطفاء ألسنة اللهب بعد برهة زمنية وكأنها رجعت إلى العدم ، ما خلف أضرار كبيرة على أجزاء متفرقة منها ، وإلى يومنا هذا لا تزال كارلوتا راسية بميناء الفلبين شاهدة على هول الحدث .

_حوادث الغواصات

كما سجلت حالات اختفاء كثيرة للغواصات نذكر لكم من بينها :

_الغواصة وحاملة الرؤوس النووية السوفياتية المدعوة غولف ، والتي كانت تحمل على متنها قرابة الثلاثة رؤوس نووية ، غرقت واختفت سنة 1968 بعد دخولها لبحر الشيطان

_وأما في سنة 1989 يتكرر نفس السيناريوا مع الغواصة إيكو 3 النووية ، بعد دخولها مجال بحر الشيطان

_وأما خلال الحرب العالمية الثانية ، فقد اختفت أربع سفن حربية تحت ظروف غامظة ، ولم يتم العثور عليها إلى غاية الآن .

وكل هذه الحوادث ما هي إلا جزئ بسيط لا يتجزئ ضمن سلسلة كبيرة من حوادث الإختفاء ، والتي تم توثيقها في سجلات الإختفاء الغامظة .

وكملاحظة سنشير إليها من باب المعرفة ، أن هذا المثلث ما هو إلا جزئ بسيط من منضومة مناطق متفرقة حول العالم ، تقدر بإثنا عشر مثلث أطلق عليها اسم التيارات الدنيئة ، أي أن مواقع اختفاء السفن والطائرات حول العالم رهينة بوجود إثنا عشر موقع مكتشفة حول العالم إلى غاية الآن ، خمسة منها تقع مباشرة فوق خط الإستواء ، وخمسة أخرى تحت خط الإستواء ، ومثلث في القطب الشمالي والآخر في القطب الجنوبي .

_التفسير العلمي للظاهرة

أما فيما يتعلق بالتفاسير المقدمة حول ظاهرة اختفاء السفن ، فهي متعددة وغير متوافقة ، فمنهم من قال أن ظاهرة اختفاء السفن هذه رهين بالبراكين المحيطية أو الدروات المحيطية ، التي لها القدرة على خلق تغيرات مناخية شديدة ، وإحداث خلل في المجال المغناطيسي ، ومنهم من فسر هذه الظاهرة بالمجالات الكهرومغناطيسية الشديدة القوة ، والتي يحتمل أن تجر أي معدن قابل للجذب نحو الأعماق ، ومنهم من قال أن هذه الظواهر ناتجة عن الزلازل البركانية ، أو انفلات الصفائح التكتونية ، والتي بوسعها إحداث دوامات مائية وعواصف وأمواج عاتية ، ومنهم من قال أن مثلث التنين عبارة عن بوابة من أبواب البعد الآخر ، والذي يقود نحو عالم من عوالم الأكوان المتوازية ، ومنهم من ربط هذه الحوادث بمدينة أطلنتس اليابانية ، التي تم اكتشافها ضمن نطاق هذا المثلث ، وهناك آخرون افترضوا وجود أرواح شريرة أو مخلوقات غريبة تعيش أسفل بحر التنين .

لاكن الفرضية الملموسة أو الحقيقة التي لا غبار عليها ، وهو أن ظاهرة اختفاء السفن والطائرات والغواصات حقيقة لا يجوز نكرانها ، وأما عن التفاسير العلمية ، فما هي إلا فرضيات واحتمالات غير دقيقة .

 

 

author-img
أبو محمد ابن يمين باحث متواضع في مجال التعدين و الآثار و حاصل على شهادة البكالوريا سنة 2006 بمدينة فاس ثانوية سيدي ابراهيم شعبة العلوم التجريبية ، جاب خلال حياته مجموعة من المجالات منها الفني والثقافي والحضاري إلى أن حط الرحال في مجال البحث عن الثراء من خلال ميدان التنقيب عن المعادن والأحجار الكريمة إضافة إلى مجال الأسياخ النحاسية التي بدأ يدرس أسسها بطرق فيزيائية علمية منذ 3 سنوات أي في سنة 2017 تحديدا حيث نال مرتبة متوسطة و متواضعة إلى حد ما فيما يخص الكشف عن الفراغات والدفائن والمياه الجوفية ، وفي الفترة الأخيرة من سنة 2019 بدأ يهتم بمجال الإشارات وفك رموزها انطلاقا من الحظارات القديمة والعادات القبلية التي جاءت مصاحبة لكل حظارة كما يتمنى أن يرقى بمستواه الفكري ومستوى كل قارئ وزائر لهذه المدونة المتواضعة وبفضل الله وفضلكم سنحقق المستحيل إنشاء الله

تعليقات