القائمة الرئيسية

الصفحات

 

الأسياخ المعجزة

أسياخ النحاس
الأسياخ المعجزة


مرحبا : نحن الآن في الربع الأول من القرن الواحد والعشرون ، حقبة جديدة تشهد حركة دؤوبة من التقدم العلمي والتكنلوجي في مختلف الأصعدة ، لاكن في خضم هذه الثورة العلمية الحديثة لا نزال آنيا نؤمن بخرافات شاب عليها الدهر وشرب ، خرافات أبعد ما يمكن أن يقال في حقها أنها منبع عقول صماء لا تعي ولا تعقل ، أو لربما تخلوا من أي بعد أو تصور منطقي وعقلاني ، خرافات احتمال أن نكون نحن أول من ابتدعها وسقنا تصورها لأسلافنا القدامى ، لأن زادنا في هذا المضمار قليل جدا وليست لنا أية مراجع متوارثة نستطيع أن نقيم عليها الحجة والبيان ، لدرجة أننا أسرفنا في أمرنا هذا وبالغنا فيه كثيرا ، وفي خضم المنافسة التي تعتلي صناعة هذا المحتوى ، لا نزال نقلب في صفحات التاريخ وأرشيف الفيزياء الكلاسيكية والحديثة عن أعظم الأسرار التي يحتمل أن تفتح آفاق جديدة لممارسي هذه الهواية ، بعيدا عن الطراهات وبعيدا عن الزيف والأكاذيب ، وبعيدا عن كل من أخذ من هذا وذاك ومنطق الصحيح من الخطأ ليصنع مجدا لنفسه على حساب غيره ، فسقط في النهاية ضحية نواياه ، معجزة الأسياخ في كشف الكنوز وقرائة البواطن .

طبعا كأول محور من طرحنا هذا سنتكلم فيه عن أغصان الزيتون ، أغصان الزيتون أو أغصان الرمان أو أي أغصان آخرى على شاكلة حرف واي تعد كوسائل بحث فعالة لا تقل أهمية عن أي أداة أخرى ، ليست شريطة أن تكون على هذه الهيئة بل حتى ولو كانت أغصان مستقيمية ستنفع في البحث ، وهي أدواة بسيطة الإستعمال يعرفها صغيركم قبل كبيركم ، وطريقة العمل عليها أيضا بسيطة للغاية وليست بالشي الجديد عن حظراتكم ، إذ تستعمل هذه الأخيرة في الكشف عن المياه الجوفية وعن الفراغات والكنوز وشتى أمور أخرى ، كل ما ينبغي علينا فقط سوى إقامة ضغط معين على طرفي الغصن وأبعاد مناسبة تتلائم مع مقاومته الغصن ومرونته ، ثم التوكل على الله لتحديد الإتجاه والوجهة ثم الهدف والغاية ، السؤال الذي يذرغ الشك في النفس وهو مقدار الضغط المناسب لاستقرار هذه الأداة في بداية البحث ، والمسافة الفاصلة بين كل من اليد اليمنى واليسرى لجعلها جاهزة للإرتجاج ، وهذه القيم مبدئيا تختلف من أداة لأخرى بحسب قوة الغصن ومقاومتة ، لاكن!!هل الإحتفاظ بمقدار هذا الضغط وهذه الأبعاد في بداية البحث حتى الوصول للهدف كفيل بجعل الأداة ترتد أم أن هناك محاور أخرى لم نتطرق لها من قبل أو غفلنا عنها ؟ الجواب ببساطة شديدة وهو أن الضغط  والأبعاد تتغير خلال عملية البحث بمقدار يتناسب مع مقاومة الأداة والمسافة الفاصلة بين الباحث والهدف ، فكلما اقترب الباحث من هدفه زود من ضغطه تدريجيا على الأداة بشكل يتناسب طرديا مع مقدار الحساسية التي يتمتع بها جسده إلى أن يصل إلى هدفه ، وهذه الميكانيكية قد يعتبرها البعض منكم كرد فعل عكسي يحدث في اللاشعور لدينا أو بشكل خارج عن وعينا وإدراكنا ، لاكن هي في الحقيقة ميكانيكية لها مقاييس ومعايير مظبوطة تحدث بشكل إرادي نابع من صلب الوعي والإدراك ، بحجة أن رد الفعل هذا نستطيع أن نتحكم فيه عن طريق استعمال أي أداة أخرى وإبداء ردود فعل مختلفة خلال كل عملية بحث ، وليس شريطة أن نستعمل غصن زيتون بالدرجة الأولى ، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الباحث نفسه هو من يتلاعب بزمام الأمور طيلة فترة البحث ، فلا يستطيع الغصن أن يتحرك أو أن يرتد إلا بفعل فاعل ، أو إلا بتزويد مقدار الضغط على طرفي الغصن يمينا ويسارا ، ومنه فإن الإستنتاج الذي يجب الإقراف والإعتراف به وهو أن الأداة بأي شكل من الأشكال مفعول بها وليست تلقائية ، وماهي إلا وسيلة بدائية تستطيع استبدالها بأي أداة أخرى أو الإستغناء عنها بشكل قطعي تماما ، فبحسب الدراسات الأكادمية التي أجريت على حيوانات كثيرة كالفيل وطائر الهدهد والجاواميس انها هي أيضا قادرة على تحديد بؤر المياه الجوفية اعتمادا فقط على حواسها الفطرية زد على ذالك قدرة الطيور المهاجرة على تحديد نقاط تمركزها واتجاهها اعتمادا على المجال المغناطيسي للأرض دون الحاجة لاستعمال أي أداة أو وسيلة ، هنا نكون قد خالفنا سياسة القطيع واختلفنا في فهمنا لبعض ، لندخل في طور جديد من الحجج الواهية التي تقتضي تؤثر الأداة بالهالة ومقدار فرق الجهد في جسم الإنسان والطاقة الفيزيائية الحيوية وقوانين نيوتن للجذب العام ، وكل رائج كنا نحن السباقين لطرحه على منصتنا الأولى ، صحيح أن للفيزياء وجهة نظر نسبية يجب الأخذ والإقرار بها عند الضرورة ، لاكن هناك حجج أخرى أقوى بكثير من فهمنا هذا ومن تصورنا لعالم القنقنة ، فعلى سبيل المثال قنقنة الخرائط أو لعبة الويجا ، فهي أيضا وسائل بحث فعالة تستعمل لبلوغ المآرب في البحث عن الكنوز وخلافها ، لاكن من وجهة نظر المنطق نقول من الذي يتحكم في مؤشر الويجا أو في بندول الخريطة ؟ هل نتعامل مع الهالة في حالتنا هذه ؟ أو هل تنبق الهالة من العدم ؟ أم أن البندول يتأثر بقوى المحيط ؟ هل من دليل علمي يثبث أن البندول خاضع لتأثير شيء ما خفي ؟ وهل هذه الأدوات التي يزعم البعض الآخر أنها تعمل فقط على تضخيم الإشارة مقابل ماذا ؟ هل من برر يحجج أن تضخيم الإشارة يعد شرطا أساسيا في قنقنة الخريطة ؟ كلها خرافات وطراهات وأفكار بدائية تصب في مستنقع الجهل والجهلة  ، ليس هذا فقط بل هناك حجج أخرى يندى لها الجبين ويعصى لها التقي ، فعلى سبيل المثال مصطلح الطفح أو الطاقة الفيزيائية الحيوية التي ما لبثت أن صارت أغنية يتغنى بها صناع المحتوى ، فهل تأثيرها له انعكاسات حركي على أدوات البحث ، فإن كانت الطاقة الفيزيائية الحيوية هي المؤثر الفعال على حركة البندول أو مؤشر الويجا ، فمن الذي يمرر الطاقة الفيزيائية الحيوية للبندول في حالة ما إذا كان الخيط من ثوب ومؤشر الويجا من خشب ؟ هل الفيزياء الكلاسيكية والحديثة تؤيد هذه الأفكار ؟ أبدا !!! الفيزياء بشتى أنواعها بريئة برائة الذئب من دم ابن يعقوب ، ولنفترض أن الطاقة الفيزيائية الحيوية هي المسيطرة على برنامج البحث ككل ، هل تعلم عزيزي المتابع أن جسم الإنسان يحفز ما شدته 15 ميلي أمبير من الطاقة الكهربية أو ما يعادل 0,015 فولت على أوم ، هل هذه الطاقة في نظركم لها القدرة على تحرير موجات كهرومغناطيسية لمسافات بعيدة ؟ أو هل هذه الطاقة قادرة على ترتيب نطاقات سلك النحاس لتوليد مجال مغناطيسي منتظم ؟ هل هذه الطاقة قادرة على خلق تجاذب وتنافر ؟ هل هذه الطاقة قادرة على تضخيم الإشارة كما يدعي البعض ، ألا تعلم عزيزي الباحث أن فرق جهد بمقدار 25.000 فولت قادرة على جذب إنسان من على مسافة 15 سنتيمتر فقط ، كلها أكاذيب وافتراءات وادعاءات باطلة لا صلة لها لا بالعلم ولا بالمنطق .

طبعا هناك زمرة كبيرة من صناع هذا المحتوى من سيقتنعون بكلامي هذا لأنه لا يصح إلا الصحيح ، وسيعلمون بعدها أنهم كانوا ضحية أفكار واهية وخاطئة تماما ، لينقسم الجمع بعدها إلى جمعان ، جمع سيختار الوجهة الصحيحة وسيغر من فهمه للأمور ومن نظرته لخرافة الأسياخ وهذا هو عين الصواب ، وجمع آخر سيبحث عن مخرج ترقيعي ليدافع به عن أفكاره الخطائة وليحفظ ماء وجهه ، ومنهم آخرون سيقطعون دابر قنقنة الخرائط ولعبة الويجا من الوجود لأنهم في الأساس لا يؤمنون بها ولا يعتبرونها حجة دامغة ، وهنا سنتقدم بمثال آخر أكثر دقة وأكثر يقين ، طبعا هناك منكم من سمع بطريقة قياس عجلة الجاذبية الأرضية باستخدام بندول بسيط ، ومنكم من لم يسبق له أن سمع بهذه العملية أساسا ، وإلى من لم يسبق له أن سمع بهذه العملية من قبل أن يجوب صفحات اليوتيوب ليتعلم كيف تدار الطريقة ، طبعا لقياس الزمن الدوري أو للقيام بعدد معين من الإهتزازات في كل مرحلة يجب علينا أن نتحكم في حركة البندول يدويا ، وهنا نتسائل لماذا يجب علينا تحريك هذا البندول يدويا إن كانت له القدرة على الإستجابة تلقائيا للجاذبية الأرضية ، أو للإستجابة للنوايا ؟ هنا سنعلم بأن البندول لا يستجيب سوى لقراراتنا ولأفكارنا ولنوايانا ولحدسنا فقط ، فبسيخ بسيط وبنفس حركة التثبيت نستطيع ظبط الفراغ وضبط المعدن وضبط المياه الجوفية والكنوز والفراغات إلخ ، فهل من العادل أن يكون تأكيس حركة تثبيتية لكل هذه الأهداف بالرغم من اختلافها ؟ أبدا إلا وإن كانت الأداة مفعول بها ، ومما لا شك فيه أن أصحاب الكهروكيماوي والدمغجة يؤمنون بهذا الفصل أو يؤمنون بأن حركة الأسياخ مصدر لبرمجة عقلية وعصبية لا انفراج لفراغ ولا تأكيس لمعدن ، لاكن من المؤسف أنهم يناقضون أنفسم بقولهم أن الأسياخ تتحرك تلقائيا .

الأمر الآخر بالنسبة للذين لا يؤمنون بقنقنة الخرائط ولعبة الويجا ويدعمون قوانين الجذب العام ، فأي جهاز كيفما كان يشتغل على قطبين أحدهما سالب والآخر موجب ، وأي محرك كهربائي أو أي جهاز راداري كيفما كان يشتغل وفقا لهذه القاعدة ، لاكن من المؤسف أن أسياخهم تدور تلقائيا وبقطب واحد فقط إما بالقطب الموجب أو بالقطب السالب أليس كذالك؟ وأما عن الترددات والرنين المغناطيسي فهي متغيرات وليست قيم ثابتة إن لم يكن هناك توافق في الشيفرة الكيميائية للإشعاع أو الخبر الكيميائي للهالة ، وهذا المصطلح الدخيل على علم الراديسثيزيا سيكون محور لقاء جديد سيجمعني وإياكم إن شاء الله ، لأن التردد كيفما كان يتوافق في الدورة الزمانية والمكانية لأي تردد آخر كيفما كان ، وخير دليل على صدق كلامي هو الأجهزة الكهرومغناطيسية الكاشفة للمعادن ، فهي تلتقط أي معدن كان نوعه بدون مزاعم خاصية العزل التي يتغنى بها صناع الأجهزة ، لذا فإن الأسياخ لا تتحرك بل أنت من يحركها ، وعن طيب خاطر سننشد قريبا أنشودة طلع البدر علينا .

author-img
أبو محمد ابن يمين باحث متواضع في مجال التعدين و الآثار و حاصل على شهادة البكالوريا سنة 2006 بمدينة فاس ثانوية سيدي ابراهيم شعبة العلوم التجريبية ، جاب خلال حياته مجموعة من المجالات منها الفني والثقافي والحضاري إلى أن حط الرحال في مجال البحث عن الثراء من خلال ميدان التنقيب عن المعادن والأحجار الكريمة إضافة إلى مجال الأسياخ النحاسية التي بدأ يدرس أسسها بطرق فيزيائية علمية منذ 3 سنوات أي في سنة 2017 تحديدا حيث نال مرتبة متوسطة و متواضعة إلى حد ما فيما يخص الكشف عن الفراغات والدفائن والمياه الجوفية ، وفي الفترة الأخيرة من سنة 2019 بدأ يهتم بمجال الإشارات وفك رموزها انطلاقا من الحظارات القديمة والعادات القبلية التي جاءت مصاحبة لكل حظارة كما يتمنى أن يرقى بمستواه الفكري ومستوى كل قارئ وزائر لهذه المدونة المتواضعة وبفضل الله وفضلكم سنحقق المستحيل إنشاء الله

تعليقات