الكهروكيماوي
مرحبا : إننا نحمد الله تعالى على منة العقل ، ونسبحه
بكرة وأصيلا على هذه الهبة ، هذا العقل الذي ميزنا عن كثير من خلقه من البهائم
والدواب ، ولو أننا لا نزال نعيش وسط عالم مليء بالصم البكم الذين لا يعقلون ، إلا
أننا نحمده سبحانه وتعالى عن الركب العظيم الذي صار يؤمن ويؤيد ويدعم شعرانا الجديد
السر في الذات وليس في الأداة ، وسنضل صامدين مع هذا الركب العظيم إلى أن نهدم
الكهنوت وأن نسقط راية عباد الأسلاك ، يقول مغني الراب المغربي مسلم ، كلا وألف
كلا لن نرضى بالمذلة سوف نراجع التاريخ ونأخذ العبر ، لم ولن نولي الأدبار حتى
ننهي المسرحية وننزل الستار ، أعزائي الكرام أنتم تعلمون أن الإختلاف في الرأي كالنقطة
التي تفيض الكأس ، لاكن أصدقوني القول إن قلت لكم أنه بيني وبين المحتوى العربي
أكثر من سنتان ، سناتان لم أرقب فيهما قناة ولم أتابع محتوى حتى لا يشتت انتباهي
عن المضي قدما ، ولا أزال أتجاهل الجهل لألا أنزل لمستوى ما دون المستوى ، لاكن أعلم
أن مواضيعي التي صرت أناقشها مؤخرا صارت تلعب بجموح وكبرياء الصم البكم الذين
يتقنون لعبة الناب والذئاب خلف شاشات الهواتف ، على أي قبل البدئ في موضوع هذه
الحلقة أحببت أن أروي لكم مواقفا عشته سنة 2010 مع أحد خبراء الإستشعار ، وكان من
الأوائل الذين انتزعت منهم أولى شرارات هذا العلم ، لأنه في هذه الفترة وبحكم
الموقع الجغرافي الذي أقطن به ، كان خبراء الإستشعار محسوبون على رؤوس الأصابع سواء
في المغرب أو حتى في الوطن العربي ، طبعا هذا الخبير كان رجل متقاعد اسمه احمد وكانوا
يلقبونه بالجن ، أحمد هذا كان يزاول القنقنة بعصي القصب ، وكان يقسم القصب بشكل
طولي ويكتب على كل جزئ منه بعض الآيات القرآنية ويستعين بأحد ابنائه ليمسك كل واحد
منهما بطرفي القصب حتى يصير جاهز للبحث ، طبعا هذه الطريقة من الطرق القديمة جدا
والتي لم يسبق لأحد من صناع هذا المحتوى أن تحدث عنها من قبل ، ولا يعرفها أحد إلا
قلة قليلة ، ولربما صارت غير معروفة في الوقت الراهن ، على أي استشرته بخصوص موضوع
الأسياخ النحاسية بدافع الفضول لا أقل ولا أكثر ، لأنه في ذاك الوقت كان اهتمامي
منصبا على عالم التعدين والتنقيب عن الذهب ، ومن محاسن الصدف كان لديه سيخ نحاسي
بطول 25 سنتي وسمك 3 ميلي ، فقال لي هناك طريقة قديمة جدا كنت أشتغل عليها منذ مدة
طويلة جدا ، ولا أزال اشتغل بها إلى حدود الساعة ، هذه الطريقة نسخة طبق الأصل من تحظير
جن الويجا أو قنقنة الخرائط ، إذ يستلزم منك الأمر أن تطرح سؤالك على السيخ وهو
سيجيبك ب نعم أو لا ، نعم بلغة السيخ تعني تأكيس وانفراج تعني لا ، فقلت له هلا
جربت لأرى ، فسأل السيخ قائلا هل فلان موجود هنا ، فكنت أنا المقصود بفلان ، فرأيت
السيخ يؤكس ، ثم قال له هلا حددت موقع فلان ، فرأيت السيخ يتوجه إلي مباشرة وكأنه
يشير لي ، ثم قال له إعطيني استجابة عندما أصل إلى فلان ، فتوجه باتجاهي مباشرة حتى
إذا بلغ مكاني أكس فوق رأسي ، فقلت له أراك تخاطب السلك وكأنه يسمع ويرى ، فأجابني
قائلا السيخ لا يسمع ولا يرى وإنما الخطاب يكون موجها لي بطريقة غير مباشرة
والإستجابة تأتي تلقائية وبدون شعور ، وهذا ما يسمى عند الديماغوجيون بالعقل
الباطن ، يعني ذاكرة محملة بتجارب الحياة تستحضر وقت الحاجة ، والديماغوجيون أيضا يؤمنون
بأن الأسياخ أدوات غير عاقلة وأنها مجرد أسلاك لا تعي ولا تعقل وإلا لصارو أضحوكة العالم
، إذن كيف يكون السؤال موجها لي والإجابة أيضا صادرة مني والسيخ يستجيب ويترجم
أفكاري بشكل تلقائي وبدون إرادة مني ، فهل يعقل أن يستجيب بشكل تلقائي لمعلومات
مخزنة في العقل الباطن رغم اختلاف أنماط البحث واختلاف الأسئلة والأمكنة ، هنا
نلاحظ التسلل الذي يوضح عقلانية السيخ مع سبق الإصرار والترصد ، لأنه يستحيل أن
يتجاوب مع أفكاري وقراراتي وبشكل تلقائي ، لأنه إذا كان تلقائي الحركة فلن يحتاج
مشورة العقل الباطن أساسا كي يقوم بالبحث فهو تلقائي ، ولن يحتاج إلى طرح سؤال
والبحث عن إجابات ، يكفيك فقط النزول للميدان ثم ارفح سيخك ومبروك عليك الذهب
والفضة والجواري الحسان ، وهذا هو الوهم والسراب الذي حنط الجماجم حتى نمت فوقها رؤسها
الطحالب ، ومنه نستنتج أن أدوات البحث كونها أسلاك بلا عقل ولا ضمير فهي تحتاج إلى
عقل يديرها ويدبر أمرها ، وإلى ميكانيكية واعية لإعطاء القرائة الصحيحة والمرغوب
فيها ، هذا وبغض النظر عن إقرار الديماغوجيون بحركات الأسياخ الناتجة عن برمجة
عقلية وعصبية لا تأكيس لمعدن ولا انفراج لفراغ ، الآن وبعدما اتضحت الرؤيا جيدا
وصار الذبح شرعيا ، هناك أمر مهم جدا بخصوص العقل الباطن يستوفي منا النظر إليه
بعين العقل ، لأن العقل الباطن يعد بمثابة خزان معلوماتي هائل جدا يحمل ماضينا
وحاضرنا وخبراتنا ومشاعرنا وكل شيء ، وهو أقل شأنا من اللاوعي بكثير ، هذا وبحسب مزاعم
سيغموند فرويد زعيم الديماغوجيون ، إذن كيف سنستعين به لإحظار المعلومات الغيبية
والغير مدرجة أساسا لا في عقولنا الظاهرة ولا الباطنة ، وهذا الأمر مثبت تاريخيا
لدى الإستخبارات الروسية خلال الحرب الباردة ، وفي حرب الڤييتنام ، وأقرت به كذالك
الولايات المتحدة الأمريكية في اختبارها المجرى على إنغوس وان سنة 1973 ، مع العلم
أن برنامج البحث المدرج لم يكن معروف حتى عند علماء ناسا أنذاك ، ولم يتوصل العلم إلى
النتائج التي أقر بها إينغوس وان إلا بعد مضي أربع سنوات على الإختبار ، أحبابي
الكرام الديماغوجيون يؤمنون بأن العقل الباطن هو صاحب الريادة في البحث وله
الأولوية المطلقة على التحكم في زمام الأمور كلها ، وأن حركات الأسياخ ما هي إلا
نتاج لبرمجته على نوع القراءة التي نرغب فيها ، أي مثلا إن تمت البرمجة على أساسا
تأكيس فوق الفراغ وانفراغ فوق المعدن ، فسيتحقق التأكيس بالتأكيد فوق الفراغ
والإنفراج فوق المعدن ، أي بمعنى أن السيخ متحكم به وليس تلقائي ، لاكن وبعدما ظهر
سيخ الحديد مع النحاس للزميل صلاح خرفان وحقق إنجازات غير متوقعة في عالم
الإستشعار ، انقلبوا على أعقابهم ظاهرين ، وقالوا ان الأسياخ تصدر حركات تلقائية بعد
اتصالها بالجسد ، فظربوا بذالك عقولهم الباطنية عرض الحائط وتجاهلوا ما كانوا
يشيدون له ليلة أمس ، فهل في نظركم كمتابعين هذا مستوى ثقافي ومعرفي يرقى حتى
للنقاش ، وهل هذه عقول تستحق الإلتفاتة ، طبعت للتذكير فقط فيما يخص سيخ الحديد مع
النحاس فهو ابتكار شخصي محظ لصلاح خرفان ، الوحيد على الأنترنيت الذي وضع فيديوا
تحت عنوان سيخ الحديد مع النحاس هو صلاح خرفان ، الوحيد الذي أفشى سر دمج معدني
الحديد والنحاس في سيخ واحد هو صلاح خرفان ، والوحيد الذي أعطى قراءات المعادن
وأبان عن سر الحركات هو صلاح خرفان ، فلما أسدى إنجازات موثوقة في أرض الميدان ظهر
المتحورون زاعمين بشتى الطرق أن سيخ الحديد مع النحاس ليس ابتكار شخصي له ، وأنه كان فلان وعلان في يوم مشمس وجميل يتجول في
حديقة المنزل بسيخ الحديد مع النحاس ، ثم بعدها بدؤو يمتطون حذوة الحصان بإظهار
حركات جديدة للأسياخ ، المهم شغلهم الشاغل هو لفت الأنظار ومحاولة تشتيت نظر
المتابعين عن صلاح خرفان وأبو محمد ابن يمين .
على أي كلنا نتذكر مقولة الراحل إيهاب الحوراني الميدان
يا حميدان ، فالأسود تزأر وتثأر لن تجرؤ الضباع على تحدي الغدنفر ، دمتم سالمين
وإلى الملتقى .
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها