القائمة الرئيسية

الصفحات

 

تعلم كيف تلتقط إشارة الكنوز

الكنوز


مرحبا ، إن مفهوم الإستشعار كممارسة يرمز إلى أحد التقنيات البدائية لقياس النبض الإشعاعي الوارد من جميع العناصر في الطبيعية ، هذه الإشعاعات تأتي اصطلاحا على شاكلة حقول مغناطيسية او حقول أيونية بخصائص كميائية مختلفة ، وهذا الترميز الذي ينساق تحت لواء المغناطيسية قد لا يحاكي المجال المغناطيسي كتعريف علمي صرف ، ولاكن يحاكيه نوعا ما لكونه يأخذ شكل العنصر في الطبيعة بأبعاد تتناسب مع شكله الهندسي ، لأن الطاقة التي يبددها نوعا ما تحاكي شكله في الواقع الثلاثي الأبعاد في حيز لا يتعدى بضع سنتيمترات قليلة ، لاكن إذا كان الإمتداد الذي تحفزه معدلات الطاقة في الطبيعة يتخطى مسافات زائدة ، فإن معالم الهالة تتغير لتصير بيضوية الشكل كالمجال المغناطيسي المتعارف عليه عالميا ، وهناك حالات شاذة أخرى حيث يتخذ أشكال هندسية مبعثرة وأخرى ممتدة على مسافات شاسعة كالتي يتم التقاطها عن طريق المسح الجيوفيزيائي ، إذن فيما يخص الهالة كمضمون يجوز اعتبارها كأي نشاط إشعاعي في الطبيعة ، لاكن في حالات القياس والرصد يختلف الأمر تماما ، لأن الإنسان يستطيع التمييز بين كل نشاط إشعاعي على حدى ، وذلك في حدود المعرفة التي اكتسبها في التعامل مع هذه العناصر ، وجهل الإنسان بنوع الإشعاع في غياب المعرفة المسبقة قد يؤدي به إلى السقوط في أخطاء قاتلة ، وهنا سأعطي مثال تقريبي ليستوعب المتلقي الفكرة بشكل واضح ، فمثلا يستطيع الإنسان العادي التعرف على كم كبير جدا من الأطعمة انطلاقا من روائحها فقط ، كما يستطيع تعقب مصدر الرائحة وتحديد موقعها بدقة عالية جدا ، ويستطيع كذالك أن يحدد بشكل تقريبي المسافة الفاصلة بينه وبين مصدر الرائحة ، مع العلم أن هذه الروائح لا تخضع للرقابة ولا ترى بالعين المجردة ، ولاكن يتم تحسسها وتعقبها انطلاقا من الحواس الفطرية للجسد ، إذن كيف استطاع الإنسان أن يتعرف على الرائحة استعانة بحاسة الشم فقط ، هنا تأتي المعرفة المسبقة بالتعامل المادي مع الأطعمة والروائح ، حيث يتم تخزين جميع المعلومات المتعلقة بروائح الأطعمة عند تناولها أو عند تحظيرها ، أي عند التعامل معها بشكل مباشر ، فيتم أرشفة كل هذه المعلومات في ذاكرة العقل واستحظارها عند الظرورة ، نفس الشيء بالنسبة لعلم الإستشعار ، بحيث يتيح التعامل المادي للإنسان مع العناصر المراد البحث عنها كالمعادن والفراغات والمياه الجوفية ، من استخلاص عدة معلومات غيبية وأرشفتها في ذاكرة العقل وليس العقل الباطن بين قوصين ، لتتم استعادتها عند عقد نية البحث على نفس العنصر الذي خضع للأرشفة خلال مراحل التدريب ، وهذا يعد كأكبر دليل يثبت أن الهالة قد تتطابق شكلا لاكن تختلف مضمونا ، وللتذكير فقط فإن جل الأجهزة المتعارف عليها عالميا لا تستطيع قرائة  نوع العنصر انطلاقا من حقله المغناطيسي ، ما يثبت أن الخبر الكيميائي للمادة هو أنجح وسيلة لقرائة الإشعاع وتحديد نوع المادة بدقة عالية جدا ، وجسم الإنسان يعد كجهاز اكثر تعقيدا من أي جهاز مطور في العالم ، حيث له القابلية المطلقة على الترويض واكتساب المعلومات الغيبية انطلاقا من روابط الوصل المادية بين الجسد والمادة ، ليصير الخبير الميداني قادر على استقبال الإشارات وتحليلها وفلترتها بعد عقد نية البحث ومطابقة المعلومات المؤرشفة في العقل مع تلك التي يبحث عنها بشكل مباشر ، والإشعاع في الطبيعة بحسب المتفق عليه وفقا لشبكة هارتمان للقياس ينقسم إلى 3 أنواع ، نوعان شاع الحديث عنهما ويتجسدان في السالب والموجب ونوع آخر يسمى بطاقة نقطة الصفر ، وكل هالة في الطبيعة تضم هذه الأنواع الثلاثة لاكن بنسب متفاوتة ، وهذه النسب هي من يجعل الفوراق تتباين في طابع الهالة ، إما بالإيجاب أو بالسلب أو بالحيادية ، حيث يترتب عن كل طابع بعض المضاعفات أو بعض الأعراض خلال عملية البحث الميداني ، هذه المضاعفات لربما تكون هي صاحبة الفضل في جملة ردود الفعل العكسية خلال البحث الميداني ، إذن ما نستفاده من كل هذا أن للهالة شيفرة كيميائية وطابع يسيطر عليها ، ولنا تجربة قد سقناها لكم في الطرح الفارط تخص قدرة الباحث على تحديد كل نمط إشعاعي على حدى بشروط زجرية تقلص من نسبة الخطأ بشكل كبير جدا ، وهذه القدرة تكون فطرية ومكتسبة في نفس الوقت ، لأن الشعور مبدئيا فطري ، وأما عن المكتسب فهو كل ما يترتب عن المعرفة والإحتكاك بالعالم الخارجي ، وللباحث ذوي القدرة المروضة والمكتسبة قابلية على تحسس كل مجال على حدى انطلاقا من سجل البحث الذي ضمنه في عقله ، ونجاحه يكون رهينا بمدى صلته بتلك المادة التي يبحث عنها ، ولو تتذكرون موضوعا كنا قد تكلمنا عنه منذ 4 سنوات على ما أعتقد ، قائلين لكم وطدو صلتكم بالمعان التي ترغبون البحث عنها لاستخلاص ذالك التأثير الخفي من المادة ، لأن الباحث الميداني لا يبحث عن المادة بل عن تأثير المادة في الطبيعة ، وكل ما كانت للباحث رابطة وصل مادية بالمعادن ، كل ما كان اكتسابه لتلك الحساسية اتجاه ذالك المعدن واردة جدا ، ولهذا تجد في سنن الباطنيين تكرار الشيء المراد البحث عنه بشكل مستمر ليخضع تحت رقابة العقل ، ونجاحه او خطأه رهين بمدى معرفته للشيء أو بمدى جهله له ، لدرجة أن منهم من يردد كلمة ذهب أو فضة خلال الفحص الميداني ، بغية لاستقطاب تأثير الفضة او تأثير الذهب ، وبهذا يستطيع استحظار جميع المعلومات المؤرشفة في ذاكرته للإستعانة بها ميدانيا ، فإن وجد لهذه المعلومات نظائر في الطبيعة يكون تثبيته للهدف صحيحا سواء أكان فحصه بسيخ او بدون سيخ ، وجهل المتمرسين بقوانين الفيزياء هو ما جعلهم يعتقدون أن الأسياخ هي من يتجاوب مع الطبيعة ، واضعين في اعتقادهم أن للأسياخ قدرة على قرائة كل تأثير على حدى ، وهذه هي أكبر مصيدة سقط فيها السابقون واللاحقون

author-img
أبو محمد ابن يمين باحث متواضع في مجال التعدين و الآثار و حاصل على شهادة البكالوريا سنة 2006 بمدينة فاس ثانوية سيدي ابراهيم شعبة العلوم التجريبية ، جاب خلال حياته مجموعة من المجالات منها الفني والثقافي والحضاري إلى أن حط الرحال في مجال البحث عن الثراء من خلال ميدان التنقيب عن المعادن والأحجار الكريمة إضافة إلى مجال الأسياخ النحاسية التي بدأ يدرس أسسها بطرق فيزيائية علمية منذ 3 سنوات أي في سنة 2017 تحديدا حيث نال مرتبة متوسطة و متواضعة إلى حد ما فيما يخص الكشف عن الفراغات والدفائن والمياه الجوفية ، وفي الفترة الأخيرة من سنة 2019 بدأ يهتم بمجال الإشارات وفك رموزها انطلاقا من الحظارات القديمة والعادات القبلية التي جاءت مصاحبة لكل حظارة كما يتمنى أن يرقى بمستواه الفكري ومستوى كل قارئ وزائر لهذه المدونة المتواضعة وبفضل الله وفضلكم سنحقق المستحيل إنشاء الله

تعليقات