قواعد أساسية للعمل بأسياخ النحاس
بسم الله الرحمان الرحيم
قواعد أساسية للعمل بأسياخ النحاس |
تعتبر أسياخ النحاس من بين المبادئ الأساسية الأولية في علم
الإستشعار عامة ، وهذه الظاهرة متجدرة من أصول قديمة جدا كانت تستعمل في الكشف عن
المياه والفراغات والكنوز ومناجم الأحجار الكريمة والمعادن وغيرها بحيث اصطلح
عليها إسم القنقنة ، وهي عبارة عن عملية تقليدية تم استنكارها من طرف العلم
والعلماء والمجتمعات أيضا بدافع أنه ليس لها أساس علمي ثابت ، ما جعل استنكارها أمر
منطقي لعدم توفر أدلة كافية تثبت نجاعة القنقنة والمقنقنين إلى حد كبير ، وتم نسخ
الحقيقة المطلقة وتشبيهها بالشعودة والروحانيات،
لاكن منذ أواخر القرن العشرين وتحديدا في ستينيات القرن الماضي بدأ النهضة
الفكرية ترفع الستار عن هذا العلم المطلق ، وذالك بكشف تجلياته في بعض الظواهر
المتعلقة بالكائنات البيولوجية ذات النمط البدائي ، وحققت هذه الدراسات الأكاديمية
العديد من النجاحات تم توضيفها في مجال التقنيات ومجال السمعي البصري ، لاكن لا
يزال إلى حد الآن هناك عجز في ما يتعلق فرض قوانين وقواعد ميدانية لتطوير الإيثار البشري
وتوظيفه في مجال الإستشعار عن بعد ، عموما هناك بعض الخطوات التحفيزية التي
سننهجها في الفقرات التالية والتي من خلالها سنحاول فك الإبهام الإعجازي لكل من
يود التوغل في هذا العلم وتطويره ميدانيا .
_مواضيع ذات صلة
_الثقة بالنفس
أول مبدأ من مبادئ علم الإستشعار عن بعد هو عامل
الثقة بالنفس ، فمهما كان مستواك المعرفي ضعيف ومتدني في هذا المجال فاعلم أنك
قادر على الوصول لأرقى المراتب فيه ، وذالك راجع لك ولمدى حبك للتعلم ، فلكل مجتهد
نصيب ولكل نصيب مجتهد يسعى وراءه .
عزيزي الباحث لا تعتقد بأن مستعملي الإستشعار الفطاحلة والمحنكين
يعتبرون أذكى منك منهجيا ولا معرفيا بل ميدانيا متفوقون بفضل الإحتكاك المتواصل بالأسياخ
ومدى ثقتهم بنفسهم وقدرتهم المطورة مع المدة على فهم واستشعار حركة الأسياخ ،
لذالك حاول ما أمكن أن ترفع من معناوياتك وتجعل الأدرينالين يتدفق في عروقك ،
واعلم بأنك قادر على خلق المفاجئة والوصول لما قد يعجز عنه حتى المتمرسون ، فكل
العملية متوقفة على ثلاث حركات عالمية للأسياخ ، إما اعتدال أو تأكيس أو
انفراج ، كما أن كل العملية متوقفة أيضا على مدى قدرتك على الشعور بالحركة وترجمتها
لمعلومات مادية ، واعلم أيضا بأن الأسياخ غالبا ما تؤكس على شيء حقيقي موجود وقد
يكون في مساحة لا تتعدى متران مربعان ، لاكن هذا الشيء قد يكون عبارة عن قطعة
صغيرة مثل عملة معدنية أو ما شابه فتقوم بالحفر وتهدر الطاقة والجهد دون أي فائدة
تذكر ، عموما أهم شيء هو التحلي بالعزيمة والثقة بالنفس كي تمر أجواء البحث
الميداني على أعلى مستوى .
_القوة الذهنية والتركيز
هذه الخطوة تكون أيضا قبل النزول للميدان بفترة لا تتعدى 30
دقيقة ، ما يحتاج استرخاء ذهني وجسدي تام للغاية ، وبمعنى أصح أن يحاول الباحث النوم
بالليل والفحص مباشرة عندما يستيقظ ، بحيث يكون خالي الذهن من أي اضطراب عصبي أو
جسدي ، ما يجعل الباحث في تلك الفترة يتمتع بقوة ذهنية كاملة تجعله يستغل قوة عقله
وشعوره بنسبة كبيرة ، لاكن العمل في أوقات متأخرة بعد مزاولة كافة النشاطات
اليومية تجعل فرص النجاح تنخفظ وتتدنى ، لماذا ؟ لأن في تلك الفترات يكون ضغط
التوتر والقلق مرتفع جدا ، بالإضافة إلى الإرهاق الذهني المتزايد والذي يخلف خمول
في التحكم بالأعصاب وانخفاض مستوى الثقة بالنفس ، والأسياخ تحتاج لطاقة أكبر باعتبارها
موصلات تفعل بفضل الحقل المورفوجيني أو البيوبلازما البشرية والتي
تعتبر خلاصة من الإيثار البشري ، لذالك حاولوا ما أمكن أن تكون فارة الفحص في
الصباح وبعد الظهر .
_ الإحتمال الفكري المرجح لدى الباحث
بعض
التحلي بكل الخطوات والصفات المذكورة سابقا ، نأتي لأهم شيء عند التوجه صوب
الميدان أو المنطقة التي نود الكشف عنها ، ونفرغ عقلنا الواعي الحسي وليس الباطن من أية وساويس
أو مشاكل من المحتمل أن تخل بالتركيز الفيزيائي لدينا ، وكل ما سنفكر به أن ذالك
الفحص لن يثمر ولن نصل لأية نتيجة أيجابية ، أي أن جولتنا فقط عبارة عن جولة
استطلاعية استكشافية فقط أو بالأحرى مضيعة للوقت ، لأنه لو ركزت على أن تجد شيئا أثناء
عملية الفحص فاعلم بأن عقلك الواعي سيقودك لأهداف وهمية أو بالأحرى غير مرغوب فيها
، لذالك حاول أن تتحكم في غرائزك المطورة ، وأعمل بالفطرة وما كل هو بدائي لديك ،
أي أنه خلال فترة البحث حاول أن تتعامل بحدسك فقط و الحدس هو ذالك الشعور الفجائي
والغير متوقع ، والناتج عن تداخل بين الهالة الخاصة بك والمجال الذي تبحث عنه ،
المهم هو أن لا تفكر بذكاء بالغ وأن لا تتوقع وجود كنز أو أي شيء من هذا
القبيل ، كي لا يبقى عقلك منصبا على وجود شيء مهم وتقودك رغباتك للهاوية ، وإذا
طبقت كل هذه الخطوات فاعلم بأن بحثك سيكون ذو أهمية بالغة ونتائج إيجابية ومرضية
بشكل تقني واحترافي .
_ التعامل مع السيخ في الميدان
الآن وصلنا لبيت القصيد ، ووصلنا لمفترق الطرق ، فالتعامل
مع الأسياخ ليس بذالك التعقيد البالغ الذي يضنه العامة ، كما أنه ليس بالأمر الهين
الذي يعتقده المتمرسون ، لاكن أي شخص يود مزاولة القنقنة يمكنه ذالك ، فقط
أن تكون لديه القواعد الأساسية عن كيفية تحديد المعدن و الفراغ و الرطوبة
، وكل هذه المواضيع تناولناها سابقا في مواضيع جمة سنترك لكم كافة الروابط
أعلاه كي تتمكنوا من فهم سليم ودقيق ، لاكن التعامل أو طريقة التعامل مع الأسياخ
بناء على كل ما ذكرناه أعلاه ، فهي تشبه إلى حد كبير قيادة السيارة ، فقيادة
السيارة تتطلب منك ضبط القواعد الخاصة بالإشارات وكيفية الإستدارة وتحويل السرعة
والزيادة والنقصان وكل شيء ...... ، لاكن عندما تكون على علم بكل التقنيات الخاصة
بها فستحصل على رخصة سياقة تؤهلك لأن تعتمد على نفسك ، بحيث أنه عند خروجك في جولة
يجب عليك تطبيق كل الخطوات التي تعلمتها من الصفر حتى الإحتراف ، وبذالك فستحاول
قدر الإمكان أن تجعل سيارتك تتوازن في الطريق لكي لا تقع في حادث ، طبعا هذا منطقي
وعقلاني ، الآن تخيل معي وكأنك تقود سيارة بسرعة منتظمة في الطريق وبعد مرور فترة
انفجر الإطار الخلفي ، بماذا ستحس ؟ ستحس بأن سيارتك خرجت عن السيطرة بعد وقوع
الحادث بثانية أو إثنان فقط ، وستحاول جاهدا أن توقفها دون حدوث أي شيء كارثي لقدر
الله ، نفس الشيء تماما ينطبق على التعامل بأسياخ النحاس ، فعند ولوجك
للميدان حاول قدر الإمكان أن تجعل سيخك في حالة استقرار واعتدال تام ، وحتى إن
أشار لك بتأكيس أو انفراج فحاول أن تدور معه وتتبعه جيدا حتى يخرج
عن السيطرة كالسيارة تماما، لاكن كيف يخرج
السيخ عن السيطرة ؟ عندما يكون معتدل نتبعه إلى أن يؤكس أو ينفرج ، فبعد التأكيس
للشمال ندور نحن أيضا للشمال كي نجعله معتدل ، لاكن إن غيرنا الزاوية واتبعنا
مساره ليعتدل لاكن يبقى السيخ مصر على التأكيس ، أي أننا كلما غيرنا الزاوية يغير
السيخ أيضا من زاويته وكأنه يقول لك لن تتحرك من هذا المكان وسأجعلك تدور وتدور ،
هنا نعلم بأن السيخ خرج عن السيطرة ولا يلزمنا إلا التوقف بعين المكان للفحص
النهائي وتربيع المكان ، تمهيدا لحصر الهدف وقياس عمقه ومكوناته .
_تقوية الحدس
لفهم حركات الأسياخ ميدانيا يجب تقوية عامل الحدس كمفعل
ذاتي لكشف أبسط تغير في حقول الطاقة ، و الحدس نوع من أنواع الحواس الخفية لدى الإنسان
والتي تنذره ببعض التوقعات المفاجئة والحاصلة في نفس الوقت ، حيث تأثر فيزيائيا
على المجال المغناطيسي الحيوي وتنشط بداخله إفرازات هرمونية تتدفق من عقل الباحث لتبدي
له حس خفي وشعوري يسمى بالحدس الصائب ، وقد ذكر هذا المفهوم في السيرة النبوية
الشريفة لقوله صلى الله عليه وسلم 《 إتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور من الله
》، بحيث كان أولياء الله الصالحين يتمتعون بهذا الحدس وهذه الفراسة ، كما أن
هذا الشعور يتغير بتغير نوع المجال ونوع المادة ، إذن كيف يستطيع الإنسان أن يتوصل
لمرحلة الحدس الصائب ؟ هذا كله متوقف على إرادة الباحث في التعلم ، وعزيمته
القوية في الوصول للمبتغى والمستوى المطلوب ، لاكن كل هذا لا يأتي ضربة واحدة أو
بمحض الصدفة ، فكل شيء متوقف عليك أنت وبمدى رغبتك في التعلم ، لذالك نصيحتي لك هو
أن تحاول دائما الإحتكاك بعالم الأسياخ ، وأن تجعل لها وقت منتظم للتعلم في كل يوم
ولو لمدة 10 دقائق فقط ، حيث أنه بمرور الأيام والشهور ستحس بأن مستواك يتحسن
وتصبح لديك قدرة على الشعور بجميع التغيرات في مستويات الطاقة مهما كانت ضعيفة ،
وهذا ما يسمى بالحدس .
تعليقات
إرسال تعليق
إذا كان ليكم أي استفسارأو معلومة يرجى تضمينها